السياسة الفرنسية من التوازن .. إلى التطرف والانحياز علي الطعيمات طبيعي ان يصف رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي النازي ايهود اولمرت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه «صديق صادق وحقيقي لدولة اسرائيل وللشعب اليهودي» بعد ان حرف السياسة الفرنسية عن مسارها المعتدل في تناولها الصراع العربي - الاسرائيلي، إلى مسار متطرف ومنحاز تماما للاحتلال الاسرائيلي قافزا ليحتل موقع بريطانيا الشاغر بعد خروج توني بلير رئيس وزراء بريطانيا من السلطة، الذي كان يشكل صدى للرغبات الاسرائيلية بالمقام الأول للمواقف الاميركية التي تتماهي مع الرغبات والاطماع الاسرائيليين. وهذه الحميمية في لقاء ساركوزي - اولمرت والغزل الفرنسي بقيام الدولة العبرية بقوة الارهاب والسطو على الاوطان وطرد شعب مسالم من ارضه ووطنه لاقامة هذه الكيان الذي اعتبر ساركوزي ان انه «خط احمر ساطع» وان قيام هذا الورم السرطاني في الجسد العربي في القرن الماضي .. هي ترجمة حقيقية لافكار ساركوزي الذي قدم نفسه خلال حملته الانتخابية كصديق ل «اسرائيل» واعتبر الزعيم الاقرب إلى الاميركيين من بين سائر الرؤساء الفرنسيين السابقين. وفي هذا الوقت الذي يتغزل فيه ساركوزي بقيام الدولة العبرية النازية، فان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وغالبية سكانه البالغ عديدهم مليونا ونصف المليون نسمة من لاجئي نكبة 1948، التي يصفها ساركوزي ب «معجزة القرن العشرين»، يتعرضون لعملية قتل جماعي على مرأى ومسمع ساركوزي والعالم الحر وذلك بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ ما يزيد على ستة عشر شهرا. وهذا التعظيم لقيام دولة الاحتلال بوعد بلفور الذي «منح» وطنا ليهود العالم في فلسطين التي تآمر على شعبها المجتمع الدولي بقيادة بريطاني آنذاك واميركية حاليا وشرده في انحاء العالم على ايدي عصابات الحركة الصهيونية العالمية وكنتيجة من نتائج الحرب العالمية الثانية، يرقى إلى المشاركة الفعلية باقامة كيان عنصري صهيوني يهودي اعتمد سياسة الارهاب والقتل والمجازر الجماعية المنظمة لطرد الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه. وبموقف ساركوزي «الساطع» بانحيازه للسياسة الاسرائيلية العدوانية، ولاطماع الاحتلال الاسرائيلي، يغلق الباب على علاقات فرنسية متوازنة بين طرفي الصراع العربي - الاسرائيلي، ويصطف خلف الموقف الاميركي الذي يقود الانحياز للمشروع الصهيوني في المنطقة، وإلى ارهاب الدولة المنظم المتحول من ارهاب العصابات الصهيونية ضد الشعب العربي الفلسطيني وضد كل من يتناقض مع مشروعها العنصري الاستيطاني التوسعي الاستعماري من القوى الممانعة في العالم. عن صحيفة الوطن القطرية 25/10/2007