لجنة دارفور العربية حامد ابراهيم حامد رغم الترحيب الواسع سودانيا ودارفوريا بتكوين لجنة عربية برئاسة قطر لحل أزمة دارفور إلا أن هناك تخوفاً من فشل اللجنة في مسعاها بسبب الخشية من انتقال الصراعات العربية العربية اليها حيث كان من الأجدي للعرب أن تترك مهمة الوساطة لدولة قطر وحدها فهي جديرة بحل الأزمة مثلما حلت أزمة لبنان بمفردها ولم تشاركها لجان عربية أو دولية. ولكن يبدو ان العرب لا يريدون حل الأزمة بشكل ناجع ولذلك اصرت الجامعة العريبة علي حشو بعض التنافرات فيها بدلا من ترك المهمة كما كان يرجو جميع السودانيين لدولة قطر وحدها علي ان يكون الدور العربي مكملا لجهودها مثلما حدث باتفاق الدوحة الذي تعامل مع أزمة لبنان. فالكل يدرك ان العرب إذا ما شكلوا لجنة لامر ما لن يصلوا الي نتيجة وأن أزمة دارفور تختلف عن الازمات العربية من حيث انها تدولت تولاها الافارقة منفردون لاول مرة وبعدما فشلوا حولوها لجهود مشتركة افريقية ودولية عبر سالم احمد سالم وايان الياسون وبعدما فشلا تولاها مبعوث افريقي دولي وها هم العرب يتدخلون ولكن من زاوية لجنة عربية بلا من وساطة دولة واحدة مؤهلة لحل الازمة منفردة. فاللجنة تعني ان الدوحة فقط مقرا للمحادثات المرتقبة بين الحكومة والمتمردين وان اللجنة هي صاحبة الرئاسة وان هذا فيه سلب لدور قطر كوسيط محايد ومقبول وناجح ليس لها اهداف أخري مثلما للاخرين سوي حل الأزمة حلا ناجعا. لقد جرب السودان اغلب الدول المشاركة في اللجنة حيث لعبت ليبيا دورا مقدرا في حل ازمة دارفور وازمة العلاقات السودانية التشادية وفشلت و جبرنا مصر والتي شاركت ليبيا من قبل في وساطة عرفت بالمبادرة المشتركة واستضافت بعض حوارات دارفور ولكنها فشلت وكان الدور إما علي السعودية او دولة قطر باعتبار أنهما الانسب واختار العرب دولة قطر وكان من باب اولي ان يترك لها كل المهمة لتقوم بها وحدها ليس عبر شراكة من دول لبعضها اهداف واضحة تريد تحقيقها عبر السودان. إن هذه اللجنة مطالبة بان تكون قدر التحدي في مواجهة الازمة واثبات أن الجامعة العربية جديرة بحل ازمات دولها وهذا لن يتم إلا من خلال الحياد التام ودراسة الازمة من جميع جوانبها والنظر الي مسبباتها من زاوية أنها أزمة سياسية وليست الصراع حول الرعي والماء أو الصراع بين الرحل والمزارعين الذي تحاول الحكومة تسويقه كما أنها مطالبة ليس الاهتمام بالجانبين الحكومي والمتمردين وإنما هناك طرف ثالث مهم يتمثل في شريحة أبناء دارفور المحايدين بالداخل والخارج زعماء الإدارة الاهلية من غير الموالين للحكومة بالخرطوم لان حل الأزمة لن يتم إلا من خلال هؤلاء. عن صحيفة الراية القطرية 11/9/2008