نص الرسالة قصائد اهل الضاد في مدح سيد العباد صادق درباش الخميس [email protected] اعتبر الشعراء والادباء العرب والادب العربي عامة المدائح النبوية وذكر شخصية الرسول الكريم (ص) من لوازم الشعر في التراث العربي ، بل انك تلاحظ عدم خلو أي قصيدة من القصائد الشعرية من احد اسماء او القاب النبي الاعظم (ص) فقد كانت نورانيته ترف في عقول كل العرب بأعتباره القدوة والمثل الاعلى في تاريخ البشرية ... فترى اسمائه المباركة والقابه ( محمد واحمد وطه ويس والمصطفى والرسول والصادق الامين والشفيع و... و.... )
تزين معظم القصائد بمناسبة او غير مناسبة في عصر صدر الاسلام وما بعده ... وكانت قصائد المديح تترى الواحدة تلو الاخرى وكان على رأسهم شاعر الرسول الكريم (ص) حسّان بن ثابت (رض) وعبدالله بن رواحة ثم جاء دور كعب بن زهير وبعدهم الفرزدق والكميت بن زيد ودعبل الخزاعي والشريف الرضي ومهيار الدليمي وغيرهم الكثير . وقد توارث الشعراء في بداية العصر الحديث في مدح خير الانام (ص) عن اسلافهم حتى اصبح الشاعر لا يعد شاعراً بحق الاّ اذا مدح النبي في المناسبات الدينية وحتى السياسية والاجتماعية ...
وصار هذا تقليداً بقي مستمراً حتى نهايات العقد الخامس من القرن الماضي ، حيث بدأ يتوارى شيئاً فشيئاً وراحت شمس هذا الموروث بالأفول عن شعر كثير من الشعراء للأسف الشديد بسبب ظهور المنادون بالتجديد والحداثة التي تأثرت بالادب الاجنبي .
لقد كانت سمة هذه المدائح تختلف في العصر الحديث عنه في العصور القديمة . فقد بات ذكر النبي (ص) في أيام الفاطميين وما قبلها حلما ً ومهدئا ً يمسك على الناس حياتهم فيلتفون حوله في استكانة وطمأنينة . اما في العصر الحديث اصبح الرسول محمد (ص) بطلا ً مجيدا ً كما هو خاتم الانبياء والمبعوث رحمة للعالمين ... واصبح يكافح ويرسم الخطط وبأسم الاسلام يقود الناس الى السلام من ثم يقودهم الى الوحدة بأشارات قوية .
ففي قصائد عبدالله البستاني ومحي الدين الخياط وشكيب ارسلان والزهاوي والرصافي وحافظ ابراهيم واحمد شوقي والغلاييني والبارودي والبصير وغيرهم اصبح النبي (ص) في ذرى الوجود انسانا ً حيا ً وقائدا ً يكره الاستبداد وينادي بالعزة والمجد والسيادة والمساواة ... وقد راى الشعراء والعرب عموما ً في دولة الرسول الكريم (ص) الاولى وحياته العطرة الاولى وحروبه صورة مخلصة لحياة مخلصة بالفضيلة والمحبة والخير والسلام .
ان اكثر الشعراء المحافظين على تراثهم وجدوا في النبي (ص) وسيرته الشريفة كل ما يريد ان يكون . فهذا الشاعر الفلسطيني يوسف النبهاني الذي يعد على رأس شعر المدائح بحق الحبيب المصطفى (ص) في العصر الحديث ، قال في مطلع قصيدته ( طيبة الغراء) : نورك الكل والورى اجزاء ُ * يا نبيا ً من جنده الأنبياءُ رحمة الكون كنت انت ولولا * ك لدامت في غيبها الأشياءُ حزت قدرا ً فما امامك خلقٌ * فوقك الله والبرايا وراءُ وقال ايضا ً في مطلع قصيدته (( الرائية الكبرى في الكمالات الألهية)) بربك ذكرهم عسى تنفع الذكرى* فكم نِعَم اجدى وكم منن اجرى وأعظمها دين النبي محمد* هو النعمةالعظمى هو المنة الكبرى فأشهد ان الله لا رب غيره * توحد في الدنيا توحد في الصغرى وقد كانت له قصائد شعرية اكثرها في مدح الرسول (ص) منها (( التظم البديع في مولد الشفيع )) و (( السابقات الجياد في مدح سيد العباد )) و (( سعادة المعاد في موازنة ( بانت سعاد ) )) و (( ام القرى في مدح خير الورى )) و (( القصيدة الرائية الصغرى )) وغيرها.
ونظم الشاعرمحمود سامي البارودي مطولة في مدح الرسول الأعظم (ص) عنوانها (( كشف الغمة في مدح سيد الأمة )) وتقع في - 447 - بيتا ً يذكر فيها حروب النبي ومعجزاته وبطولات اصحابه . قال في مطلعها: يا رائد البرق يمم ْ دارة العلم ِ* واحد الغمام الى حي ٍّ بذي سلم ِ وحبذا ليلة الأسراء حين سرى* ليلا ً من المسجد الأقصى بلا أتم ِ ويزين الشاعر السوري ديوانه ويبدأ صفحاته الأولى بمديح لخير خلق الله محمد (ص) فيقول: مالي على البلوى سوى آمالي * بك يا عظيم الجاه والأفضال وأنا الدخيل وحمْلتي ثقلت وفي* باب النبي لقد حططت آمالي وكذلك يعطر الشاعر الكويتي خالد محمد الفرج ديوانه بالمديح في ذكرى مولد المصطفى (ص) فيقول : بمحمد صلوا عليه وسلموا * قد اشرق الكون البهيم المظلم ُ ليل عليه الشرك مدّ رواقه * فهوت به شهب وخرت انجم ُ ثم جاء امير الشعراء احمد شوقي بأجمل القصائد مدح فيها المختار طه النبي (ص) وأغرق الساحة الأدبية بقصائد المديح لا سيما مطولته (( دولة العرب وعظماء الأسلام )) وعدد ابياتها - 1726 - بيتا ً .
وقصائده ملأت الدنيا عبقا ً ومن تلك القصائد (( البرده )) وعدد ابياتها - 199 - بيتا ً ،ثم جاءت قصيدته الرائعة (( سبد العباد )) وبدأها بالغزل على نهج الأقدمين ومطلعها سلوا قلبي غدة سلا وتابا * لعلّ على الجمال له عتابا اما القصيدة الهمزية التي باتت تردد على كل لسان وذاع انتشارها في كل مكان ومطلعها: ولد الهدى فالكائنات ضياء* وفم الزمان تبسم ٌ وثناء ُ ولا نريد ان نستعرض كل الشعراء الذين اجادوا وسطروا اروع القصائد في مدح حبيب رب العالمين لأنها لاتكفي هذه الصفحة برمتها وبل لا تكفي عشرات الصحف ... ولكننا نختم مقالتنا بالشاعر احمد بن محمد الشامي وهو من اليمن الذي اتخذه من ذكرى مولد النبي (ص) بابا لما يحدث في عصره من فتن وحوادث فيقول في قصيدته (( محمد رسوا الله)): صفحا ً رسوا الله ، انّا معشر ٌ* جادوا عن الحق القويم وتاهوا لو قمت راعتك الحياة وظلمها* والأرض والعيش الذي تحياه ُ ** العراق بغداد