أستاذ دراسات بيئية: الأشجار رئة الحياة، والرئيس أكد أهميتها في خطة التنمية المستدامة    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 14 يونيو    خبير: الأشجار رئة الحياة.. والرئيس أكد أهميتها في خطة التنمية المستدامة    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 14-6-2024 مقابل الجنيه المصري    محافظة القاهرة تخصص 257 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الجمعة 14 يونيو    الجيش الأمريكى يعلن تدمير قاربى دورية وزورق مسير تابعة للحوثيين    إطلاق 11 صاروخا على موقع إسرائيلي بمزارع شبعا وبلدة المطلة    باحث سياسي: مساعي واشنطن لإنهاء حرب غزة مجرد ورقة ضغط على الفلسطينيين    يورو 2024، موعد مباراة الافتتاح بين ألمانيا وأسكتلندا    الليلة.. انطلاق يورو 2024 بمواجهة ألمانيا واسكتلندا    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكاءه في مباراة بيراميدز وسموحة    «لن نراعيه»| رئيس وكالة مكافحة المنشطات يُفجر مفاجأة جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي    نفوق المواشي، آثار حريق زرايب البراجيل (فيديو وصور)    الأرصاد: ارتفاع بالحرارة والعظمى بالقاهرة 43 وجنوب الصعيد 48 درجة    يوم التروية، الحجاج يتوافدون إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الجمعة (فيديو)    ضبط عامل استولى على 2.750 ألف من 7 مواطنين فى سوهاج    فيلم شقو يتذيل قائمة الأفلام بدور العرض بعد تحقيق 8 آلاف جنيه في 24 ساعة    أفضل دعاء يوم التروية للمتوفي.. اللهم أنزله منزلا مباركا    السعودية: استخدام أحدث الطائرات لخدمة الإسعاف الجوى خلال موسم الحج    بعثة الحج: حافلات مكيفة وحديثة لتصعيد حجاجنا للمشاعر المقدسة    وزير الصحة يترأس غرفة الأزمات والطوارئ المركزية لمتابعة تنفيذ خطة التأمين الطبي    «صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك    قيادي بحماس ل سي إن إن: نحتاج إلى موقف واضح من إسرائيل للقبول بوقف لإطلاق النار    سعر الدولار اليوم الجمعة 14-6-2024 في البنوك المصرية    القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا مسيرة بحرية وزورقين ومسيرة تابعة للحوثيين    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    هشام قاسم و«المصري اليوم»    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    حبس المتهم بحيازة جرانوف و6 بنادق في نصر النوبة بأسوان 4 أيام    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحالف الهندوسي الصهيوني ضد العالم الإسلامي / البروفيسور اليف الدين الترابي
نشر في محيط يوم 28 - 02 - 2010


التحالف الهندوسي الصهيوني ضد العالم الإسلامي



* البروفيسور أليف الدين الترابي

البروفيسور اليف الدين الترابي
تم الاتفاق بين الهندوس والصهاينة على أن يقوم الكيان الصهيوني بتوفير نظام الدفاع الجوي التقني من طراز باراك 8 للاستعمار الهندي وذلك بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي.

لا شك أن هذه الاتفاقية تعتبر تجديد النموذج الحيّ الجديد للتحالف القديم بين الكيان الصهيوني والاستعمار الهندي والذي تاريخه يعود إلى أول يوم لإنشاء إسرائيل في عام 1948 م، وذلك لأن الهند تعتبر من الدول الأولى التي قامت بالاعتراف بوجود غير شرعي للكيان الصهيوني خلال الأيام بعد إنشائه في أواخر أربعينات للقرن الماضي.

وقد قال رئيس الوزراء الهندي آنذاك بانديت جواهر لال نهرو في كلمته في هذه المناسبة: "إن إسرائيل واقع قائم كدولة، ولذلك من البديهي أن تحصل على اعترافنا"(1)

المطامع الصهيونية والمطامع الهندية في العالم الإسلامي والمقدسات الإسلامية:

إن القاسم المشترك الذي يؤدي بهما إلى التحالف بينهما هو شدة عداوتهما للإسلام والمسلمين ومطامعهما الاستعمارية في العالم الإسلامي والمقدسات الإسلامية منذ بداية العهد الإسلامي وحتى يومنا هذا. ويخبرنا لله تعالى في كتابه الكريم عن مدى هذه العداوة حيث يقول: "ولتجدنَّ أَشدَّ النَّاس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"

ويتبين لنا من الآية الكريمة أن اليهود هم في مقدمة أعداء الإسلام والمسلمين ويليهم المشركون من عبدة الأوثان وهم الهندوس. وفي عصرنا الحديث نرى معاني هذه الآية الكريمة تتجلى في الحلف الهندوسي الصهيوني ضد العالم الإسلامي ومقدساته، لأن الكيان الصهيوني يستهدف إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي حدودها ستكون من الفرات إلى نيل من ناحية وإلى المدينة المنورة من ناحية ثانية.

كما هو مكتوب على باب الكنيست الإسرائيلي: "إن حدود إسرائيل تمتد من الفرات إلى النيل" والهند كذلك تريد أن تبرز كدولة عالمية عظمى وفقاً للأساطير الهندوسية القديمة حيث تكون حدودها من أندونيسيا وسنغافورة شرقاً إلى نهر نيل غرباً حيث تكون الجزيرة العربية جزء منها. فهناك كثير من التصريحات للقادة الهندوس تثبت ذلك، نذكر بعضاً منها للمثال ولا للحصر:

يقول مؤسس السياسة الخارجية الهندية الدكتور(إيس - أرباتيل) في كتابه "السياسة الخارجية للهند ":

ومن الضروري جداً بالنسبة للهند أن تسيطر على سنغافورة والسويس اللتين هما للهند بمثابة الباب الرئيس وإذا تغلبت عليهما دولة أخرى فستتعرض الهندو استقلالها للتهديد (2).

وإن التعاون الوثيق بين إسرائيل والهند لتحقيق مطامعهما الاستعمارية ضد الإسلام والعالم الإسلامي لا يزال مستمراً في المجالات والاتجاهات العديدة منذ أكثر من نصف قرن. ولكن الحكومة الهندية استطاعت إخفاء هذه العلاقات الودية مع إسرائيل عن الدول العربية والإسلامية.

وذلك لخشيتها من أن كشف الستار عن هذه العلاقات سوف يؤدي إلى القضاء على مصالحها في الدول العربية والإسلامية حيث أن أكثر من 60 % من الاقتصاد الهندي يقوم على الموارد من هذه الدول. فهناك مئات الآلاف من الأيدي العاملة والفنيين الهندوس العاملين في هذه الدول، كما تعتبر هذه الدول سوقاً رابحة للبضائع الهندية.

إن هناك بعضاً من الإخوة العرب الذين يرون بأن الهند لم يعترف بإسرائيل إلا في عام 1992 م وذلك بعد ما قامت بعض من الدول العربية باعترافها.

ولكن هذا ليس بصحيح. والحقيقة بأن الهند قد قامت باعتراف إسرائيل في عام 1948 م بعد ثلاثة أشهر من إنشائها ولكنها لم تعلن عن ذلك نظراً للمصالح الهندية في الدول العربية ، فيقول الكاتب الهندي جيريل لال جان:

"رأى نهرو، بعد إنشاء دولة باكستان الإسلامية أن عليه ان يتبارى مع باكستان للفوز بصداقة البلاد العربية والإسلامية. وكان هذا هو السبب الذي حمله إلى عدم إعلان .( إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل رغم اعترافه بهذه الدولة (3)

هذا من ناحية ومن ناحية ثانية كان وجود أكثر من 200 مليون من المسلمين الهنود أيضاً يحمل الهند إلى عدم إعلان عن علاقتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني للعديد من السنوات"

استمرت الهند تنتظر للوقت المناسب للإعلان عن علاقاتها مع الكيان الصهيوني وذلك إلى عام 1992 م حينما أقبلت بعض الدول العربية على إقامة علاقات مع إسرائيل.

أوجه التحالف بين الهند وإسرائيل :

التحالف الهندوسي الصهيوني
لا تنحصر علاقات الهند مع إسرائيل في مجال خاص بعينه من المصالح والمنافع بين الدولتين بل هي تعم جميع المجالات (الاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية ) وكل ما يمكن أن يتم التنسيق من خلاله ضد العالم الإسلامي وتحطيمه للسيطرة عليه في جميع المجالات، ونركز هنا على بعض من هذه الأوجه لبيان مدى خطورتها والحذر منها لصالح الأمة الإسلامية.

أولاً: المجا ل الدبلوماسي:

يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى اعتراف الهند بإسرائيل في عام 1948 م وقد تم هذا الاعتراف بعد إنشاء إسرائيل بثلاثة أشهر نتيجة للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.

وقد سارع نهرو رئيس الوزراء الهندي آنذاك إلى الاعتراف بالدولة الصهيونية. وقال في تصريح له في البرلمان الهندي في هذه المناسبة: "إن إسرائيل واقع قائم كدولة فلذلك من البديهي أن تحصل على اعترافنا"(4).

ثم قامت الهند بالاعتراف الرسمي لإسرائيل في 1950 م حينما صدر بيان عن الحكومة الهندية وجاء فيه: "إن حكومة الهند قد قررت منح اعترافها لحكومة إسرائيل وكانت الهند وإسرائيل تعملان سويتين طوال السنتين الماضيتين في جميع النشاطات الدولية، وقد تأخر اعتراف الهند بإسرائيل وذلك للمشاكل التي كانت تواجهها في شبه القارة فهي تواجه حالة حرب ضد باكستان وتحاول استقطاب تعاطف الدول العربية إلى جانبها" (5).

ثانياً: المجال العسكري:

يعد المجال العسكري أبرز المجالات التي يتم فيها التعاون بين البلدين في انسجام تام ويجري كل ذلك بسرية كاملة ومن نتائج التعاون في هذا المجال تبنيهما لنظام دفاعي مشترك، وكانت بداية التعاون بين البلدين من افتتاح القنصلية الإسرائيلية العامة في بومباي عام 1950 م فمنذ ذلك اليوم والبعثات المتبادلة تروح وتغدو بين الجانبين بشكل كبير ومتزايد وقد كشفت العديد من المصادر عن اتفاقيات كثيرة عقدت بين الطرفين في هذا المجال كتبادل الأسلحة عند حاجة بين الطرفين.

وفيما يلي نحن نذكر بعض النماذج لذلك:

أثناء النزاع المسلح الصيني – الهندي عام 1962 م كان الجيش الهندي يحتاج إلى بعض المعدات والأسلحة فبادرت الهند تستنجد بإسرائيل لتمدها بمدافع الهاون وطلبت أن ترسل السفينة التي تحمل الأسلحة من دون رفع العلم الإسرائيلي وتم لها ما طلبت (6).

كان خلال الحرب عام 1967 م بين العرب وإسرائيل أن المدربين الهندوس الذين كانوا يدربون الضباط المصريين قاموا بتزويد الاستخبارات الإسرائيلية بالمعلومات عن مواقع الطائرات العسكرية المصرية مما تمكنت الطائرات الإسرائيلية من تدمير الطائرات العسكرية المصرية في يوم واحد (7).

وكذلك خلال حادث انفصال باكستان الشرقية عن باكستان الغربية قامت الحكومة الإسرائيلية بمساعدة الهند بعدد غير قليل من المستشارين اليهود والكماندوز الإسرائيلي علاوة على كمية كبيرة للأسلحة الأتوماتيكية الحديثة وجدير بالذكر بأن في ذلك الصدد قد إلتقت رئيسة وزراء الهند (انديرا غاندي) مع وزير خارجية الكيان الصهيوني ايبا ايبان للحصول على الدعم لإكمال مؤامرة انفصال باكستان الشرقية (8).

ولا يزال هذا التعاون مستمراً بين الاستعمارين للقضاء على الحركة الجهادية الكشميرية وإبادة الشعب الكشميري المسلم. فيقوم الكماندوز الإسرائيلي بدورٍ بارزٍ في تدريب الكماندوز الهندوسي على كيفية التخلص من المقاومة الإسلامية الكشميرية. كما أن هناك عدداً غير قليل من الكماندوز الإسرائيلي يساعدون قوات الاحتلال الهندوسي في الولاية لإبادة الشعب الكشميري المسلم.

فقد ثبت عندما تم أسر عدة كماندوز إسرائيلي في كشمير المحتلة على أيدي المجاهدين في أغسطس عام 1991 م.

ثالثاً : المجال النووي:

عندما أرادت الهند التوسع في برنامجها النووي توجهت لصديقتها إسرائيل التي كانت تمتلك أحدث الخبرات الصناعية والتكنولوجية النووية في آسيا وأفريقيا وكذلك عندما احتاجت إسرائيل لمادة الخام لتشغيل مفاعلها النووي لجأت إلى الهند والتي تمتلك مخزون ضخم من مادة عنصر الثوريوم.

هذه الحاجة المتبادلة دفعت الكيانين إلى الاستفادة والتعاون معاً في هذا المجال. ومن أكبر الأدلة على ذلك أن إسرائيل مولت أحد المصانع الهندية لاستخراج الثوريوم في الهند مقابل تأمين استفادة إسرائيل من منتجاته (9)، كما أن إسرائيل ساعدت الهند في بناء لإنتاج الطاقة (MWZ380-Turbu) أول محطة للطاقة وهي محطة النووية خارج بومباوي والتي بدأت العمل في أكتوبر عام 1969 م، (10).

وفي الاجتماع الثامن للهيئة الدولية للطاقة النووية تم التنسيق بين موقف الهند وإسرائيل بعدم التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.

وفي مايو عام 1998 م حينما قامت الهند بالتجارب النووية فإن قنبلتين من خمس قنبلات نووية تمت تجربتها في هذه المناسبة كانتا لإسرائيل قامت الهند بتجربة هاتين القنبلتين لإسرائيل، وذلك لعدم وجود المجال للتجربة النووية في إسرائيل. وكذلك تعمل الهند وإسرائيل جاهدتين على عدم السماح للدول الإسلامية والعربية من امتلاك هذا السلاح الخطير حتى تبقى السيطرة لهما بشكل كامل على العالم الإسلامي.

رابعاً: المجال الاقتصادي:

سارت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند وإسرائيل على قدم وساق، ومن السهل التعرف على مدى العلاقات الهندية الإسرائيلية في الحقل التجاري من خلال الأرقام والإحصاءات التي يوردها كتاب الإحصائيات السنوي للأمم المتحدة.

التجارة الثنائية بين الهند وإسرائيل خلال عام 1994 م قد بلغت (650) مليون دولار، وذلك علاوة التجارة بين الدولتين في المجال العسكري.

وقد قامت الهند بشراء الطائرات العسكرية التي تسمى (UAVS) من إسرائيل والتي تطير بدون طيارين وذلك باستخدام الطيار الآلي، حيث تستخدم هذه الطائرات لنقل السلاح النووي.

هكذا فإن الصفقة التجارية التي عقدت بين البلدين تعتبر نموذجاً لذلك التعاون العسكري بين البلدين (11).

وفي عام 1999 م بلغ التبادل التجاري بين البلدين إلى بليون دولار سنوياً. واليوم قد بلغ هذا التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من خمسة بلايين دولار.

خامساً: التعاون للقضاء على الانتفاضة الإسلامية:

لم يكن غريباً على رئيس الوزراء الكيان الصهيوني حينما زار الهند أن يصرح في معرض حديثه عن كشمير أن يتطوع بتقديم النصح العلني للحكومة الهندية قائلاً: "التغيير الديمغرافي في كشمير هو الحل"

وفي شهر مايو عام 1993 م قام شمعون بيريز وزير خارجية الكيان الصهيوني آنذلك بزيارة الهند وقال في تصريحه في هذه المناسبة: "إن إسرائيل مستعدة للتعاون مع الهند لمكافحة الإرهاب الإسلامي الذي يشكل التهديد الأكبر للهند وإسرائيل معاً (12)

سادساً: المجال الاجتماعي:

بعد تأسيس القنصلية الإسرائيلية في بومباي بوقت قليل عمدت هذه القنصلية إلى إنشاء جمعيات ومؤسسات عديدة لغرض التأثير على الرأي العام وكبار الزعماء الهنادكة من خلال هذه الجمعيات وأخذت جمعيات الصداقة الهندية الإسرائيلية تتكاثر بسرعة في جميع الأنحاء.

الهند من أمثال جميعة "الهنادكة أصدقاء إسرائيل" ومنظمة "رابطة الصداقة الهندية الإسرائيلية" وجميعة "إتحاد أصدقاء إسرائيل" (13)

وجدير بالذكر بأن هناك اليوم أكثر من (25) جميعة ومنظمة تعمل في الهند لصالح الكيان الصهيوني.(14)

سابعاً: المجال الإعلامي:

الصحف الهندية كانت وما زالت تقف دائماً في أخبارها وتعليقاتها إلى جانب إسرائيل إلى درجة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على سيطرة اللوبي الإسرائيلي على الصحافة الهندية، وكان الإعلام الهندي على الدوام مسانداً للجانب الإسرائيلي في حربه ضد الدول الإسلامية. كما كان الإعلام الإسرائيلي موجهاً ثقله في الدفاع عن الهند في حربها ضد باكستان أو الصين(15)

ثامناً: مجال الاستخبارات:

هكذا هناك التنسيق التام والتعاون الشامل بين الاستخبارات الهندية "راو" والاستخبارات الإسرائيلية "موساد" حيث بأن كل واحدة منهما تقوم بتزويد المعلومات السرية للأخرى. وفي ذلك الصدد قد بلغ هذا التعاون إلى حد بأن السفارات الهندية في البلاد الإسلامية قامت بإنشاء مكاتب خاصة للاستخبارات الإسرائيلية والتي تقوم بتوفير المعلومات حول هذه البلاد إلى الاستخبارات الإسرائيلية.

الإستراتيجية الإسلامية المطلوبة:

يتبين مما أسلفناه أن التحالف الصهيوني الهندوسي الدنس ضد العالم الإسلامي ومقدساته يعود تاريخه إلى أكثر من نصف قرن. وهو ما يدفعنا - شعوباً وحكومات- أن تأخذ كافة الوسائل والتدابير الاحتياطية وأن نكون على بصيرة وحذر من هذا التحدي الكبير، كما لا بد أن تقوم الدول الإسلامية باستراتيجية مشتركة وموحدة لمواجهة الأطماع الاستعمارية الصهيونية والهندوسية وذلك كالآتي:

- أن تكون كافة الدول الإسلامية حكومات وشعوباً على بصيرة وحذر من هذا التحدي والتحالف الدنس بين الصهاينة والهندوس ضد العالم الإسلامي ومقدساته باستخدام كافة الأساليب والوسائل.

- أن تقوم كافة الدول الإسلامية بممارسة الضغوط لإجبار إسرائيل على الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية وعودة القدس الشريف إلى الحظيرة الإسلامية. وأن تضغظ كذلك على الهند لتنفيذ القرارات الدولية لمنح الشعب الكشميري حقه في تقرير المصير.

- أن تتخذ الدول الإسلامية خطوات جادة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وقطع الطريق على الهند في هذا الصدد.

- أن تدعم الدول الإسلامية باكستان للمحافظة على بر نامجها النووي بل وتطويره وتصدير خبراته إلى العالم الإسلامي واستثمار هذه القدرة كقوة للعالم الإسلامي أجمع.

- أن تلتف كافة الدول الإسلامية حول منظمة المؤتمر الإسلامي وتنفيذ أهدافها لتوحيد الكلمة والخروج برأي واحد مشترك وتشكيل جبهة إسلامية عملاقة تقف أمام الزحف الهندوسي الصهيوني المشترك.


—————————————–

*مدير المركز الاعلامي لكشمير ورئيس تحرير مجلة كشمير المسلمة

------------------------------------------

هوامش :

(1)الحلف الدنس ، د. محمد حامد ص 55

(2) السياسة الخارجية الهندية ص 22.

(3) الطاولة المستديرة نيو دلهي، اغسطس عام 1970 م.

(4)الحلف الدنس ، د. محمد حامد ص 55

(5) المصدر السابق ، ص 55

(6) جريدة لوموند الفرنسية في 7 من أبريل عام 1968 م.

(7) جريدة باكستان تايمز في 21 يوليو 1967 م.

(8) جريدة الدستور الأردنية في 30 سبتمبر 2003 م.

(9) انظر كتاب سياسات شرق الأوسط، هورو ويتزير ايكر ص 442

(10) أنظر كتاب سيري بك ( 1972 م ) ص 299 - 307

(11) العلاقات بين الهند وإسرائيل ، سمير حسين

(12) 1993 م. /05/ جريدة الدستور الأردنية في 19

(13) الحلف الدنس للدكتور العقيد محمد حامد ص 96

(14) المرجع السابق: ص 200

(15). المرجع السابق ص : 102- 118


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.