ما أن اختفى الزعيم صدام حسين وتوارى عن الأنظار في ذلك اليوم المشؤوم ، يوم سقوط ( بغداد الر شيد ) حتى برزت للعالم أمور وأشياء وأشباه رجال جعلت الدماء تحتقن في العروق والوجوه يعلوها الذهول والعرق يتصبب من كل جبين حر، والعيون شاخصة وكأنها بساعات الحشر، والأدمغة معطلة لا يدور فيها سوى علامات الاستفهام والاستغراب والتعجب ، وجعلت من العرب أضحوكة ونكتة الموسم ، وانتقلنا بذلك من خير امة أخرجت للناس ، إلى امة ضحكت من عارها الأمم ، ولكوني عربي انتمي لهذه الأمة المفجوعة ، ولأنني املك الحق في التعبير عن عروبتي واستيائي لما حدث ويحدث لأمتي العربية دون الحاجة لأخذ الإذن من احد ولو كان السيد ( بوش) نفسه ،
كما انه من حق قلمي ويدي علي أن اسمح لهما وعن طريق فكري الذي استفاق من هول الصدمة بان يسهمان ولو بشكل متواضع في قول الحق والحقيقة عن طريق احد المنابر القليلة التي لازالت تتخذ من الحق منهجا وغاية وسبيلا ، فهاهو قلمي الذي تعطل مثلما تعطلت أدمغة الشرفاء والبسطاء من عامة العرب ، يعود مداده ليصب الحمم على رؤوس الخونة والعملاء الذين باعوا شرفهم للشيطان ودنسوا شرف وكرامة الأمة العربية وطمسوا تاريخها المجيد ونهبوا حضارتها ، ولكي يساهم بإيقاد احد الشموع التي ستنير الدرب أمام الأجيال القادمة التي أرادها الاستعمار والإمبريالية والعملاء أن تبقى في ظلام دامس مسلوبة الإرادة والثروات والتاريخ ..
فهذه هي الحقيقة كما رآها فكري وكتبها قلمي بإيجاز .. فمنذ انتهاء الحرب المقدسة والتي استمرت لثمانية أعوام بين العرب والفرس ، تلك الحرب التي سميت فيما بعد بحرب الخليج الأولى ، هذه الحرب التي ضحى فيها العراق العريق بأعز أبنائه الأبطال الصناديد الذين حموا وصانوا بحق البوابة الشرقية للأمة العربية ، حربا قدم فيها الشعب العراقي أغلى ما يملك ، وقدمت فيها دول التعاون الخليجي الدعم المالي اللامحدود ليس حبا بالعراق ولا صدام حسين ، ولكن خوفا من الطوفان الفارسي المدعوم بالعتاد الصهيوني ، الطامع بشط العرب والخليج العربي اللذان إلى هذه اللحظة يطلق عليهما شط الفرس والخليج الفارسي الراغب في نشر أفكاره وفلسفته الدينية الغريبة التي لا تمت للإسلام بأي صلة.. فكلنا نعلم بالوقت الذي كانت تحط فيه الطائرات الإسرائيلية بالمطارات الإيرانية لتزويد الجيش الفارسي بمختلف أنواع الأسلحة ، ممارسة بذلك دورها التاريخي والذي طالما مارسه أسلافهم اليهود أيام الاوس والخزرج ،
وكنا دائما نحن ضحاياه دون أن ندري أو دون أن نريد أن ندري .. بالمقابل كان عرب الخليج يمدون الجيش العراقي البطل المرابط على الجبهة الشرقية بالوجبات الساخنة والمشروبات الباردة ، ويمدون النظام بالأموال والوساطات لشراء الأسلحة المحظور بيعها للعراق ، وكان شعرائهم يتغنون بفروسية العراقيين ، ونسائهم يرقصن طربا وعشقا على أنغام الأهازيج التي تمدح بطولاتهم الخارقة ، بل أن الشاعرة الأميرة الكويتية ( سعاد الصباح ) قالت ذات مرة ( اعطني خودة جنديا عراقيا .. وخد مني كل شيء ) ولا نعلم ما إذا كان كل الشيء يشمل ذلك الشيء أم لا ؟!! ..
واستمر هذا السيناريو ثمانية سنوات والعراقيين يقاتلون بكل بسالة ويتصدون للهجمات الفارسية المتكررة الهادفة للسيطرة على عاصمة الرشيد عاصمة الخلافة العباسية لغاية معلومة بنفس الفرس .. إلا أن هذه الحرب انتهت بانكسارهم فهلل الجميع لهذا لانكسار وكان الخليجيون وفي مقدمتهم الكويتيين أول المهللين الفرحين بالنصر ودحر الفرس الذين ومنذ تلك اللحظة لم يعودوا يشكلون خطرا على امن وسلامة دويلات الخليج العربي ..
وضمد العراق جراحه ، ولملم قواه وقواته وقدراته ، وانطلق نحو البناء والتشييد والأعداد ، مستفيدا من تجربة الحرب الطويلة التي خاض غمارها دون كلل ، واخذ يعد العدة لملاقاة العدو الحقيقي عدو الأمة العربية والإسلامية قاطبة ، العدو الذي احتل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ودنس قدسيته ، وسفك دماء أبنائه ، ولكي لا يستمر هذا التدنيس وهذا السفك قام العراق قاصدا كسر أسطورة التفوق الحربي الإسرائيلي وذلك بتطوير أسلحته وقدراته الدفاعية والهجومية لاسيما الصواريخ منها والتي أصبحت بأمكانها الوصول إلى قلب تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب الذي لم يكن أبدا مرتاحا لانتصار العراق على الفرس ولتنامي قدراته وقوته العسكرية الضاربة ..
وازدادت حمى القلق حينما أعلن الرئيس العراقي صدام حسين بالقمة العربية التي انعقدت ببغداد بان العراق قادرا على مسح نصف إسرائيل بالكيماوي المزدوج إذا استخدم الكيان الصهيوني السلاح النووي ضد أي دولة عربية .. وأحس حينها العرب جميعا ولأول مرة بنشوة الندية وربما التفوق على إسرائيل ، وأصبح العراق أمل العرب بالنصر وأصبح صدام حسين رمزا للكبرياء العربي .. وبإعلان العراق عن قيامه بأول محاولة لغزو الفضاء وذلك بإطلاقه صاروخا طوره خصيصا لهذا الغرض اسمه العابد والذي قيل انه بأمكانه لف الكرة الأرضية لمرة وربع بتجربته الأولى ، بهذا الإعلان والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، يكون الصراع العراقي الصهيوني الأمريكي قد دخل مرحلته الحرجة ، فقد هزت هذه المحاولة أركان البيت الأبيض ومقاعد الكونجرس ومكاتب السي أي إيه ، بعد أن كادت تعصف بالكنيست والموساد الإسرائيلي ..
فأصبح العراق عندها لم يعد يهدد امن إسرائيل فحسب بل أصبح قادرا على توجيه التهديد مباشرة للولايات المتحدةالأمريكية ، وهنا كان من الطبيعي أن يقوم حليفا الشر الموساد والسي إي إيه، باتخاذ كافة الاجراءات المشروعة وغير المشروعة حماية لوجودهما اللامشروع ، فكان لابد من إيقاع العراق في مأزق دولي يمنح أمريكا وإسرائيل الشرعية الدولية لتدمير قدراته العسكرية وكسر شوكته وإرجاعه لحظيرة الدول العربية الضعيفة الخانعة ، ومن جديد برزت اللعبة اليهودية القديمة ، لعبة الاوس والخزرج ، وهذه المرة أيضا دون أن ندري آو ربما لا نريد أن ندري كانت ( الكويت ) هي الطعم اللذيذ السهل ، وبسرعة البرق طفحت للسطح السياسي أزمة أسعار النفط بين الشقيقين الجارين وادعى العراق بأنه قد تضرر كثيرا من جراء خفض الكويت لأسعار نفطها وزيادة إنتاجها منه ، وللحقيقة والتاريخ فان إسرائيل وأمريكا كانتا وراء هذا التخفيض ، وباءت كل محاولات الإصلاح بالفشل ، ليس لان الشقيقين لا يريدان إصلاحا ولكن لان هناك من كان يغذي هذا الشقاق وينميه لكي يجني فيما بعد ثماره ، وازدادت حدة هذا الخلاف ووصل ذروته عندما صرح احد الساسة الكويتيين الغير مسيس بأنه على العراقيين جمع المبالغ التي طلبوها من الكويت لحل الأزمة عن طريق نسائهم والمعنى كان واضحا جدا !!
واجزم بان اليهود الشرقيين كانوا وراء هذا القول لأنهم يعلمون جيدا بان كلمات مثل هذه كفيلة لإشعال فتيل الحرب ، فالإهانة طالت نساء وبنات وأمهات من كانوا بالأمس حماة للديار وضحوا بأرواحهم في سبيل من قام اليوم بطعنهم في شرفهم وهدد اقتصادهم واستخف بقدراتهم ليستفيق بعدها العرب والعالم صبيحة الثاني من أغسطس لعام (1990 ) على خبر اجتياح الجيش العراقي لدولة الكويت ، معلنا بداية سيناريو حرب الخليج الثانية وهي الحرب التي أعدت بإتقان من قبل الإسرائيليين والمخابرات الأمريكية فكما يعلم الجميع أن السفيرة الأمريكية ببغداد هي من أعطت الرئيس صدام حسين الضوء الأخضر ليفعل ما فعله بالكويت بحجة أن الأمر لايعني أمريكا في شيء و أنما هو شأن داخلي يخص دولتين عربيتين وهي نقطة كان يجب على الكويتيين الوقوف عندها كثيرا ، فقد كانوا بالفعل كبش فداء لهدف تبين فيما بعد ، ألا وهو تدمير قدرات العراق وسحق جيشه الذي يهدد امن إسرائيل ، تحت غطاء دولي وباسم الشرعية الدولية ، وبالفعل كادوا أن ينجحوا في ذلك لولا أن صادفتهم ثلاثة عقبات هي وحدها من أخرت أمر تدمير العراق إلى ما بعد أثنى عشر عاما ، تمثلت العقبة الأولى في إعلان الأكراد لرغبتهم القديمة المتجددة لقيام دولتهم المستقلة وهو الأمر الذي لا يروق لتركيا الحليف القوي لأمريكا بالشرق الأوسط بعد إسرائيل ولم يكن مدروسا جيدا من قبل أمريكا وإسرائيل ...
أما الثانية فتمثلت بتخوف الأمريكان بعد أن حوصرت قواتهم البرية من قبل الجيش الجمهوري وكبدهم خسائر فادحة بالمواجهات التي حدتث داخل الأراضي العراقية حينما كان ولاء الجيش الجمهوري قوي جدا لقائدهم ورمز عزتهم ، لذلك لم يكن لدى أمريكا رغبة ولا بوسعها الدخول للمدن العراقية خاصة بغداد إذ أن هذا التصرف يعد بمثابة انتحار حقيقي لأعتى قوة بالتاريخ الحديث ..
أما العقبة الثالثة فقد تمثلت بالتمرد الواسع النطاق لجزء من الشيعة الموالين للفرس والمدعومين منهم ، عندما شعروا بان الخطر أصبح يهدد أركان النظام رغبة منهم للاستيلاء على مقاليد السلطة بالعراق وهو الأمر الذي ما كان لترضى عنه إسرائيل وأمريكا وبعض دول المنطقة وعلى رأسهم الكويت والسعودية ، فهؤلاء هم الذين استغلوا أسوأ الظروف و كانوا وسيظلون محل سخط الجميع ، لهذه الأسباب أوقفت الحرب فجأة ، وفر المتخاذلون الأكراد إلى أعالي الجبال خوفا من عقاب صدام العادل ، وتم سحق المتمردين من الشيعة وقتل الآلاف منهم على مرأى ومسمع من الجميع ، بل وبمباركة ممن كانوا على بعد كيلومترات فقط من هذه المذابح ، الذين أسعدهم جدا رؤية الدماء العراقية وهي تسفك بأيادي عراقية فلعل ذلك يساعد على إتمام مهمتهم التي أصبحت صعبة ، ويحقق لهم غايتهم وهي تدمير ما تبقى من قدرات العراق العسكرية على أيدي الخونة المتمردين ، مع تصفية اكبر عدد ممكن من رموز الشيعة الخمينيين وأتباعهم على يد النظام العراقي ، إلا أن النظام العراقي استطاع و بسهولة إعادة إحكام قبضته من جديد على كافة أرجاء البلاد ، مخيبا بذلك أمال الخبثاء المعتدين ، ورجعت الأساطيل والبوارج الحربية وجميع قوات التحالف تجر أذيال الخيبة ، والعراق ظل صامدا والنظام قويا باقيا، والغليل لم يشف، وامن إسرائيل لم يتحقق..
أي أن أربعون يوما من حرب الخليج الثانية لم تسفر إلا عن تحرير الكويت وتدمير حوالي( 60 % ) من الآليات العسكرية للجيش العراقي فقط ، مما يعني أن النصر كان حليف العراق ، قياسا بقدرات قوات التحالف من حيت العدة والعدد والتطور التكنولوجي والهدف .. لهذا كان وضع العراق تحت رحمة اعنف وأحقر وأطول حصار في التاريخ أمرا ضروريا مع استمرار حرب الاستنزاف عن طريق الغارات شبه اليومية بسبب أو بدون سبب ، حتى يتسنى لقوى البغي والعدوان إضعاف القوات العراقية وخلق البلابل في صفوفه ومن تم يسهل القضاء عليه واحتلاله دون أي عناء أو خسائر من طرف المعتدين الغزاة ، إلا أن أمد الحصار قد طال ، والنظام العراقي باق لم ينهار، وازدادت لهجة تحديه وأضافه لقواته العسكرية قوات جديدة تمثلت بسرايا فدائيي صدام وجيش القدس ، فنفد صبر من يريد التشفي ، وخاف أن ينتهي عمره ولا ينال مبتغاه ، وبداء العالم يستفيق على أضرار الحصار الذي خلف ما يزيد على المليون ونصف المليون قتيل معظمهم من الأطفال الذين ولدوا بعد اجتياح الكويت ، وما أن أحس الأعداء وعملائهم الخونة بان الحصار آخذ بالتآكل ، حتى ابتكروا بدع جديدة ، وذرائع حقيرة وفي مقدمتها أسلحة الدمار الشامل ، والارتباط بالإرهاب ، وتهديد الآمن الأمريكي ، وحقوق الإنسان بالعراق ..
والتي أثبتت الأيام بأنها ذرائع واهية لم تصمد أي منها أمام الح، ولكن الحقد ورغبة الانتقام والتدمير كلها أشياء جعلت من حرب الخليج الثالثة أمرا حتميا لامناص منه ، إلا أن هذه المرة لم يكن هناك تحالف دولي ، فالكل أصبح مقتنعا بعدم جدوى الحرب وعدم وجود مبررا لها ، عدا من كانت لهم مصالح ومأرب فيها وهم بالتحديد ثلاثي محور الشر والهلاك أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وعملائهم بالمنطقة بالإضافة إلى الخونة المأجورين من داخل العراق وخارجها الذين كانوا أشبه بالدواب التي امتطاها الغزاة الطامعين ودخلوا على ظهورها لبلاد الرافدين ثم اركنوها جانبا تاركينها تنعق بأصواتها المنكرة دون أن يعيروها أي اهتمام ، فمثل هؤلاء لا يمكن أن يؤتمن جانبهم ولن يكونوا محل احترام احد ، فالخونة محتقرين حتى من قبل أسيادهم الذين باعوا الوطن من اجل إرضائهم ،
فلو كان فيهم خير ما بدلوا تاريخ وحضارة وعزة وكرامة وشرف وحرية وطنهم بمصالحهم الشخصية مهما كانت الأسباب والدوافع فالله أولا ثم الوطن ، ولا يجوز الاستعانة بكافر لمحاربة حاكما مسلما ولو كان مستبدا عاصيا ، كما لا يجوز تسليط الغريب على ذوي القربة مهما كانوا ظالمين ، فمن مظاهر محبة الله ، محبة الإنسان لوطنه والولاء له والوفاء بحقه والدفاع عنه فالوطن أمانة ، ومحبة الوطن من الإيمان ومن لا يحب وطنه لاخير فيه وفي هذا يقول الرسول الكريم ( صلعم) عند خروجه من مكة ( والله يا مكة انك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى نفسي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) فلقد تعرض الرسول الكريم إلى اشد أنواع الظلم واخرج من وطنه العزيز وهو على الحق ولم يلجاء معارضا إلى بلاد الفرس أو الروم طالبا منهم نصرته على أهله وبني وطنه وما كان ليفعل ذلك أبدا ، حتى وبعد أن استقر به المقام نبيا سيدا بالمدينة المنورة لم يفكر بالاستعانة بيهود يثرب على غزو مكة وتحريرها من الذين ظلموه رغم أنهم راغبون وقادرون على ذلك ، هذه هي أخلاق نبينا وهذه مدرسته ،
ولكن الذين خانوا العراق لم يخونوا إلا أنفسهم ولم يبيعوا إلا كرامتهم عليهم لعنة الله وخزيه ، فبخيانتهم وغدرهم سقطت بغداد العروبة بغداد التاريخ والحضارة وسلبت ونهبت مقدارتها وثراوتها وتاريخها وهويتها وأذل رجالها الذين كانوا بالأمس القريب أبطالا صناديد يعول العرب عليهم كثيرا فأهينوا وأهينت الأمة العربية جمعاء ، وصدم الشرفاء ، ولكي يتم الخونة والعملاء دورهم على أكمل وجه وبإيعاز من الصهيونية والإمبريالية قاموا متكالبين مسعورين بمحاولة تشويه صورة النظام العراقي البطل وقائده المغوار في أدهان العرب عن طريق أحقر واعنف حملة إعلامية عرفها الأعلام الحديث مدعومة بأوامر وأموال وخططا إسرائيلية ، ابتداء من مهازل المقابر الجماعية الوهمية التي قيل بأنهم وجدوا فيها عشرات الآلاف من الجثث ولم يتم عرض إلا بضع مئات من الأكياس المغلقة كتب على كل كيس فيها اسم صاحبه بعد أن تعرفوا بسرعة فائقة على عظامهم وهي رميم !! بل أنهم قد اكتشفوا بعض رفات الأسرى الكويتيين عن طريق الحامض النووي ، في حين إنهم لم يستخدموا هذا الحمض النووي مع الآلاف من ( البدون ) لمعرفة ما إذا كانوا من أصول كويتية أم أنهم من الهنود الحمر!!
وكذلك الادعاء المضحك باكتشاف غرف القمع والتعذيب والسجون الموجودة تحت الأرض وذلك عن طريق سماع أصوات أنين تخرج منها ، مع عدم مقدرة وصول أقوى الآلات الحفر إليهم لعمق هذه السجون وصلابة الخرسانة... كيف يمكن ذلك ، لست ادري ؟!! علما بأنه لم يتم أخرجهم حتى هذه اللحظة، والى غير ذلك من القصص الشبيهة بقصص ألف ليلة وليلة ، وكل هذا ليس له من هدف إلا جعل العرب يحقدون على من رفض الخضوع للاستعمار والخنوع لإسرائيل ولم يقبل بخارطة الطريق وأعلن حتى أخر لحطة بحياته بأنه ( عاشت الأمة العربية . عاشت فلسطين حرة أبية) ولكي ينفضون من حوله ، حتى يسهل لهم القضاء عليه وقتل كبرياء العرب فيه ، وكي ينجحوا في هذا قاموا بتعطيل دور الشيعة في المقاومة عن طريق شراء ذمم بعض رموزهم ووعدهم بأنهم سيتولون الحكم في العراق حين تستقر الأمور بالبلاد ، واحتواء أكراد الشمال عن طريق تهديدهم بتركيا تارة ووعدهم بالمشاركة في الحكم تارة أخرى ، وللأسف الشديد هذا ما حدث بالفعل !!!
ولكن هذا كله لم يكن له أدنى تأثير بالشرفاء ، ولم يكن ليحجب الحقيقة فعين الشمس لايمكن أن تسد بالغربال ، وهاهي المقاومة الشريفة بقيادة المناضل البطل عزة الدوري تلقن الأعداء والخونة الدرس تلو الدرس وهاهم شرفاء العرب قد استفاقوا من الصدمة وغدا سيقفون خلف رأية الله اكبر رأية الشهيد صدام حسين المجيد، وان النصر بعون الله قريب .. وأقول لإبطال المقاومة العراقية الباسلة الشريفة ((لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون )).. والله اكبر الله اكبر وليخسا الخاسئون .