إيران هذه المرة د.عاهد مسلم مشاقبة الحرب على الإرهاب التي أعلنتها إدارة بوش بعد أحداث 11 سبتمبر سوف توسع إلى حد كبير جدا من النفوذ الأميركي وتواجدها في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بدوره قد يقود إلى إعادة تشكيل المنطقة، بما يتوافق مع المصلحة الأميركية، وبما أن الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة قد خلقت الفرصة لوجود أميركي دائم في أوروبا وشمال شرق آسيا، فان الحرب على الإرهاب أتاحت الفرصة اللازمة لزيادة القوة العسكرية الأميركية، إلى أقصى حد في منطقة الشرق الأوسط وقد تمركز اهتمام الولاياتالمتحدة في المنطقة على تأمين التدفق المجاني للنفط في الأسواق العالمية بحيث تؤمن للدول الصناعية الغربية أرخص مصدر للطاقة فقد توسع النفوذ الأميركي بفعالية قصوى وبأقل التكاليف في فترة الحرب الباردة كون التهديد السوفييتي المألوف للمصالح الأميركية في المنطقة كان معتدلا جدا على اغلب مدى خلال فترة الحرب الباردة كما إن الوجود السوفييتي البحري في فترة السبعينات . لم يكن ذا أهمية وبسبب التهديد السوفييتي العادي في منطقة الشرق الأوسط وكنتيجة للمتطلبات الضخمة للوجود العسكري في مناطق أخرى من العالم كما في أوروبا واليابان وكوريا وجنوب شرق أسيا فقط حظيت أميركا بفرصة ذهبية لتحقيق أهدافها في التدفق المجاني للنفط في المنطقة إلى الأسواق العالمية بالاعتماد على بريطانيا للقيام بعملية ضبط الأمن في منطقة الشرق الأوسط ولكن عندما تدهور حال الإمبراطورية البريطانية إلى الدرك الأسفل كانت النتائج الحتمية لذلك هامة جدا للولايات المتحدة وبعد الانتهاء من تدمير العراق سيكون الحشد الأميركي الموجود في الخليج يفيد في مجابهة إيران كون إيران أعظم مساند للإرهاب حيث قدم الإيرانيون الدعم الكامل لحزب الله في لبنان والشيعة في العراق وهم بالتأكيد يشجعون حماس في صراعها مع إسرائيل والأكثر من ذلك أن لهم روابط وثيقة مع تنظيم القاعدة وهناك قوات للقاعدة وطالبان في إيران حسب الزعم الأميركي، كما إن إيران تمتلك برنامج تطوير أسلحة نووية وكيماوية وصواريخ بعيدة المدى ، ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979 أصبحت إيران معادية لأميركا ومصالحها في المنطقة بالإضافة إلى إن إيران واحدة من العناصر الرئيسية لمحور الشر كما هي سوريا وكوريا الشمالية مع تأكيد الرئيس الأميركي في معظم خطاباته بأن جميع الأسباب التي توفرت لإدارة بوش لكي يهاجم العراق تنطبق بشكل اكبر على إيران . بناء على ما سبق فإن الدولة الثانية التي ستتم مواجهتها إيران إذن فلا بد من القواعد العسكرية في العراق والخليج العربي. ويرى احد الخبراء العسكريين بان جميع القواعد العسكرية الموجودة في المنطقة ودول آسيا وأفغانستان وحتى في الخليج لا تكفي لمجابهة إيران كون إيران أعظم خطر يواجه الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وهي أعظم خطرا من الإرهاب وإذا تمت مجابهة إيران فعلياً فسوف تتمكن واشنطن عندئذ من إجبار سوريا على تغيرات جذرية تتفق مع المصالح الأميركية. عن جريدة الرأي الاردنية 4/8/2007