أقام نادي الشعر في البصرة احتفالية بمناسبة مرور 150 عاماً على الصدور الأول لأزهار الشر لبودلير، ومرور 120 عاماً على وفاته، ساهم فيها ثلاثة من شعراء ونقاد المدينة، قدمها الفنان المسرحي عامر الربيعي. وأشار الربيعي في افتتاحيته للأمسية إلى أن التجربة البودليرية غيرت مجرى الشعر الكلاسيكي في العالم بإطلاقه ما هو حداثي وجديد وهادم وعبثي، ليعلن عن ولادة قصيدة الشعر النثرية، الصادمة والمستهزئة بقوانين العالم التقليدي. ونقلت جريدة "البيان" الاماراتية عن الربيعي قوله أن بودلير فتح الباب واسعاً أمام التجريب الغرائبي والجارح والمكلل بالجمال والشفافية، مطلقاً احتجاجه ضد مخملية باريس وعلاقاتها السرية وجحودها بالمشاعر الإنسانية، فأزهار الشر كانت صرخة تأنيب وصفعة رافض كوني، فحوكم على مجموعته الأولى وليشطب منها ست قصائد باعتبارها تتطاول على الأخلاق العامة والتجديف. الورقات الثلاث التي قدمت في الأمسية الاحتفالية التي تعتبر الأولى من نوعها في العراق والمنطقة العربية، لتأكيد انتماء قصيدة الشعر والنثر العراقية إلى ما هو إنساني عبر القارات وللحداثة، كانت للشاعر علي محمود خضير والشاعر والناقد صفاء عبدالعظيم والقاص رمزي حسن، تناولت إبعاداً في الذات البودليرية.. شاعراً وإنساناً. وجاء في ورقة الشاعر علي محمود خضير المعنونة ب(بودلير درس الجرأة التاريخية): "بودلير شاعر قادته ظروفه الأسرية إلى أن يكون شاعراً، هو شاعر التجربة والتجريب بامتياز ولعلنا لا نستطيع أن نصنفه تصنيفاً نهائياً كسواه من الشعراء ضمن مذهب أدبي محدد، ففي شعره شيء غير قليل من رومانسية جديدة مختلفة، فقصائده تختلف عن فيكتور هيجو. وتكفينا الإشارة أن الشعر في فرنسا يقسم إلى شعر إلى ما قبل بودلير وشعر ما بعد بودلير".