تعنيف الطفل جسدياً يزيد عدوانيته واشنطن : رصدت دراسة أمريكية لجامعة تولين الأمريكية لمدة عام مجموعة كبيرة من الأطفال ، وأكدت صحة النظريات التربوية التي تحذر من مخاطر تعنيف الصغار جسدياً بصفعهم أو ضربهم، مشيرة إلى أن لهذا العقاب يؤدي زيادة عدوانية الأطفال. شملت الدراسة أكثر من 2500 طفل ، وجد خلالها الباحثون أن الذين يعاقبون بالضرب في سن الثالثة تزداد لديهم الميول العدوانية في الخامسة ، أما الذين يتعرضون للتعنيف الجسدي اعتباراً من السنة الأولى من عمرهم فقد يواجهون خطر التخلف الدراسي. وذكرت جريدة "الغد" أن الدراسة تعد فريدة من نوعها في مجال بحث سلوكيات الأطفال ، لأنها أخذت بعين الاعتبار مجموعة كبيرة من العوامل، بينها تصرفات الأم مع الطفل والعداونية الموجودة بين الأب والأم، وصولا إلى اعتياد الأم على المخدرات أو الكحول ودراسة ما إذا كانت قد أصيبت بالإحباط في فترة الحمل وفكرت بالإجهاض. وأكدت قائدة فريق البحث كاثرين تايلر أن ضرب الأطفال كان المسؤول الأول عن تحولهم إلى عدوانيين، حتى بعد احتساب جميع العوامل السلبية السابقة ، وقالت لمجلة "تايم": "فرص تحول الطفل إلى عدواني في سن الخامسة ترتفع بواقع 50 % ، إن تعرض للضرب لأكثر من مرتين شهرياً". وتوصلت الدراسة إلى أن 27.9 % من أمهات الأطفال اللاتي شملهن البحث أقررن بصفع أولادهن لأكثر من مرة شهرياً، في حين أقر 26.5 % بصفعهم لأكثر من مرتين كل شهر، وقالت ما نسبته 45.6 من الأمهات إنهن لم يصفعن أطفالهن. وتبين خلال دراسة سلوك الأطفال أن الصغار الذين تعرضوا للضرب كانوا يتصرفون بعنف ويمكن استفزازهم بسهولة، كما كانوا يصرون على تلبية طلباتهم بسرعة، ولوحظت عليهم تصرفات حادة حيال الآخرين، وهي كلها من علامات العدوانية. وقالت جاين سنجر، مديرة برنامج الطفولة والعائلة في مستشفى بوسطن للأطفال:"أنا سعيدة لأننا اليوم نمتلك إحصائيات علمية تثبت وجهة نظرنا الرافضة للعقوبات الجسدية" ، وأضافت سنجر : "أن ضرب الطفل يؤدي إلى زرع الخوف في نفسه ليكف عن القيام بأمر ما عوض محاولة إقناعه بطريقة منطقية، ولدى تكرار الضرب يرتفع لدى الطفل منسوب القلق".