القدس المحتلة: توعدت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الأحد إسرائيل بالرد على جرائمها، مؤكدة انها تدرس طبيعة هذا الرد وسط توتر على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة. وفي مؤتمر صحفي مشترك في قطاع غزة، قال ممثلو الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية انها "توافقت في ما بينها في فترات سابقة على التهدئة الميدانية (...) قطعا للطريق على الاحتلال". واوضحت ان لديها الخيارات الكثيرة للرد على تلك الجرائم وستتوافق المقاومة على ذلك وفق تقديراتها الميدانيَّة مشددةً على "أن المقاومة من حقها الرد على هذه الجرائم في الوقت والمكان المناسبين". وتابعت: "لن نقبل أن يفرض العدو معادلات جديدة على شعبنا وفصائلنا"، مشيرة إلى أنّ "ارتكاب الاحتلال لهذه الجريمة نذير شؤم عليه، وسيندم قادة الاحتلال المغفلين على اللحظة التي فكروا فيها بارتكاب هذه الحماقات". وأكدت ان عمل المقاومة الفلسطينية يقتصر فقط على داخل حدود فلسطين التاريخية وذلك رداً على المزاعم الاسرائيلية التي قالت ان اغتيالها لثلاثة من نشطاء كتائب القسام أول أمس لانهم كانوا يخططون لاختطاف اسرائيليين من سيناء. وأوضح بيان الفصائل أن "عدة جهات منها أطراف أوروبية اتصلت بفصائل المقاومة للتوصل إلى توافق فلسطيني على تهدئة بعد التصعيد الأخير بالقطاع، وتجاوبت المقاومة مع هذه المبادرات على قاعدة الالتزام بالهدوء مقابل التزام الاحتلال بها، لكن الاحتلال لم يلتزم، وأقدم بعد التوافق على اغتيال 3 من عناصر السرايا و3 آخرين من قيادات القسام". وشارك في المؤتمر الصحفي ممثلون عن كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي والوية الناصر صلاح الدين (لجان المقاومة الشعبية) وكتائب ابو علي مصطفى (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وكتائب المقاومة الوطنية (الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين). كما شاركت مجموعة نبيل مسعود احدى مجموعات شهداء الأقصى، وهي قريبة من حماس. واستشهد ثلاثة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، واصيب آخر بجروح في غارتين جويتين إسرائيليتين في القطاع قبل اسبوع. كما استشهد ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ليل الجمعة السبت في غارة جوية شنتها إسرائيل على سيارة جنوب قطاع غزة. وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت ناشطين من حماس كانوا يعدون لهجمات ضد سياح إسرائيليين في صحراء سيناء بمناسبة عيد الفصح اليهودي المقبل. الا أن الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية رأت ان هذه الحجة تهدف الى "الوقيعة بيننا وبين القيادة المصرية"، مؤكدة أن "هذه الادعاءات ما هي الا غطاء جاهزا يستخدمه الاحتلال لتغليف الجريمة بمبررات مفبركة كاذبة ولا اساس لها من الواقع". ويسود توتر على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بعد أن شهدت المنطقة تصعيدا بسبب اطلاق رشقات من قذائف الهاون من شمال غزة على جنوب إسرائيل. وردت إسرائيل بغارات وقصف في أسوأ تصعيد منذ الحرب الإسرائيلية على غزة بين كانون الاول/ ديسمبر 2008 وكانون الثاني/ يناير 2009 لوقف اطلاق الصواريخ منه على اراضيها الجنوبية، واستشهد فيها 1400 فلسطيني. وفي هذا السياق ، اعرب رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرئيلية عن اعتقاده بان ما يجري اليوم بين حماس واسرئيل هو حرب صغيرة على نار هادئة مشيرا الى ان التخوفات هي "ان تتصاعد الامور بين الطرفين الى حرب شاملة لا يريدها اي طرف في قطاع غزة". وقال بن يشاي ان الفصائل الفلسطينية "تدرك بان عليها ضبط النفس وعدم التسبب في مقتل اسرائيليين " مشيرا الى ان حماس تقوم بردود محوسبة على العمليات التي نفذتها اسرائيل ضدها حيث غالبا ما تقوم بقصف مواقع عسكرية على الحدود في حال ما لم تقم اسرائيل بقتل عناصرها واكتفت بمهاجمة مواقع غير مأهولة او تم اخلاؤها. واضاف بن يشاي " ان الفصائل الفلسطينية تدرك ان اسرائيل في وضع صعب بسبب التطورات في الوطن العربي وعدم رغبة الدولة العبرية في الانشغال في معركة يريدها النظامين السوري والايراني للفت الانتباه عما يحدث في دمشق حيث ان الرئيس بشار الاسد بحاجة الى اي تصعيد الان. وتابع "الجهاد الاسلامي يرغب في التصعيد ولكنه ايضا يمارس في الفترة الاخيرة نوع من ضبط النفس لضغوط تمارس عليه من حركة حماس التي تعتقد ان حكومتها مسؤولة عن راحة سكان قطاع غزة". واعتبر بن يشاي ان قيادة حماس في دمشق ترغب ايضا في حرب صغيرة لا تصل الى درجة النزاع الشامل فيما يعتقد بان سيطرة الاجنحة العسكرية للفصائل وبالذات حماس تزداد قوة وتزداد فاعليتها في التاثير على القرارات السياسية . وابدى بن يشاي تخوفه من ان ياتي التصعيد من فصائل غزة خلال الايام القادمة "عندما تصبح الاحوال الجوية سيئة مما يلغي قدرة طائرات الاستطلاع وسلاح الجو على العمل بحرية فوق قطاع غزة" ولكنه يخشى من تدهور الامور الى حرب لا يريدها احد. من جانبها، نقلت اذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري اسرائيلي قوله ان الفصائل الفلسطينية ادركت فحوى رسائل الجيش وانها تبدو مترددة في الرد على اغتيال 3 من كتائب القسام بغزة او تجهز لرد غير متوقع منوها الى اسرائيل اكدت لمعنيين ووسطاء بانها لا ترغب في التصعيد وان عملية الاغتيال الاخيرة لا تعتبر الغاءا للتهدئة