الألعاب الزوجية مرض نفسي أم خروج عن المألوف؟ لهنّ : كوتشينة الحب الزوجية ، لعبة الشوكولا للعشق المجنون ، سكر الشفايف مع لعبة اللمسات الساخنة عرض جديد للزوجات والسعر ب 150 جنيه يا بلاش ، المعروضات السابقة تباع ببعض محلات الدول العربية وتسوق بسهولة ، والأهم هو الإقبال المتزايد عليها من الزوجات أملاً في إنعاش الحياة الزوجية ، وتنتشر بصورة كبيرة هذه النوعية من الإعلانات على "الفيس بوك" لإعادة الحرارة إلى العلاقة ، والمتصفح لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي يكتشف أن هناك رواجاً كبيراً لهذا البضائع من قبل سيدات الوطن العربي. هذه البضائع تستورد غالباً من الصين والتي أتحفتنا مؤخراً بغشاء البكارة الصيني الذي أثار دخوله جدلاً واسعاً ببعض البلاد العربية ، ومن هذه البضائع: كوتشينة الحب التى تصدر أحكاماً على الآخر وتأمره بعمل بعض الحركات الرومانسية وغيرها من الأمور ، ولم تخلو هذه البضائع من الملابس الداخلية المثيرة التي تسقط بمجرد تصفيق الزوج لها ، وغيرها يضئ في الظلام ، وملصقات بعبارات مثيرة تلصق على الجسم ، بالإضافة إلى الخاتم الهزاز للرجل للإثارة الزوجية ، مع بعض الزيوت العطرية الساخنة للمساج ، وغيرها الخاص بإعطاء نكهات وروائح. ألعاب عنيفة قد تكون المنتجات السابقة أمراً يحمل روح الدعابة ، ويستخدمها بعض الأزواج للخروج من دائرة الملل ولكن هناك وسائل قد تحول العلاقة الحميمة التى تعتمد على الحب والود والاحترام إلى عبودية وعنف وسادية ، اعتمدت علي بعض الممارسات المستوردة من الغرب مثل السياط "الكرباج" و"الكلابشات" وهي عبارة عن قيود لليدين ويطلق عليها "قيود الحب" لتقييد الزوج أو الزوجة مع غمامة للعينين ، وكل ما سبق بحلوه ومره يدخل تحت بند الألعاب الزوجية! انحراف نفسي ومع كل هذا الإقبال من الزوجات ، يأتي السؤال : لماذا يقبل الأزواج علي هذه الأمور أثناء ممارسة الحب ؟ وهل تعطي وسائل التعذيب شعوراً مفقوداً لدي الطرفين ؟ أم هل هذه التصرفات تدخل تحت بند الشذوذ أو المرض النفسي ؟ يوضح الدكتور نبيل خوري اختصاصي علم النفس أن هذه الأمور التي يستخدمها البعض أثناء ممارسة العلاقة الحميمة تدخل تحت بند الخروج عن المألوف بهدف إعطاء مسحة محببة وطريفة للطرفين للوصول إلى علاقة كاملة ومثالية. ولا يري د. خوري أن لجوء الزوجة إلى شراء أحد هذه الوسائل مسألة كبيرة لأنها تهدف إلى إعطاء تميز ورونق جديد لعلاقتها بالزوج ، ولكن يأتي الانحراف عندما تفقد العلاقة مرحها ويتعدي استخدام هذه الوسائل عن حدود المداعبة أو الطرفة ، والخطر في شعور أحد الطرفين باللذة من الألم أو اللذة بإغداق الألم على الآخر ، ومن هنا تصنف الحالتين ب"السادية" و"المازوشية" بما فيها من ضرب وعنف وتعنيف لغوي ولفظي وجسدي الذي يتمثل بالتعذيب بالسوط ، ومن هنا تخرج هذه الممارسات عن مفهوما الطبيعي وتتحول لانحراف نفسي . ويؤكد د. خوري أن بعض الزوجات يجدن لذة في ضرب الزوج بالسياط أثناء العلاقة بهدف تحفيزه جنسياً وهي ما ينطبق عليه فى علم النفس مفهوم "سادية" ، وهناك حالة أخرى وهي "المازوشية" وهي لذة تعذيب الذات التي تتمثل في عدم الشعور بالرضا إلا عند الوصول إلى رغبة جنسية محفزة من خلال التعنيف ، وإذا تم قولبت هذه الممارسات في عدم الشعور باللذة بدونها تدخل فى إطار الانحراف، وبالتالي تخرج عن كونها مداعبه بين الزوجين . ويشير د. خوري إلى أن الإسراف فى اللجوء إلى هذه الأساليب بكل أشكالها وخروجها عن المعادلة المقبولة قد يكون بداية لمرض ما إذا ارتبطت بالتحفيز ، لأننا كعرب نتبع أديان سماوية ومقومات خلقية واجتماعية ، والحياء جزء من العلاقة الزوجية السليمة وخاصة مع بداية الزواج . هذه البضائع تباع علانية في محلات الهدايا واللانجري وتحمل لوجو وتصمايم مختلفة ، والقوانين فى الدول العربية لا تلحظها ولا يُحكم عليها بالبيع أو بالحظر ، ويتخوف د.خوري من انتشار هذه البضائع وخاصة أن بعضها يحمل خطورة على المراهقين من الناحية الاخلاقية والصحية ، مؤكداً أن هناك بضائع غريبة متداولة كالقضيب البلاستيكي وبعض الأجهزة التي تعمل بالاهتزاز ، وكل هذه الأمور لا بد من وجود رقيب علي توزيعها .