بناء على طلب بيل جيتس.. أغنياء العالم يجتمعون "سرا" لتخطيط مستقبل العالم

أغنياء العالم يجتمعون "سرا" لتخطيط مستقبل العالم

محيط – زينب مكي

التأكيد على سرية الاجتماع
في حادث غير مسبوق وفي محاولة للتغلب على روتين المؤسسات الحكومية التي بدت غير قادرة على إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أطاحت بكبرى المؤسسات المالية حول العالم ،قامت مجموعة من مليارديرات العالم بإجراء محادثات سرية لمناقشة تداعيات الأزمة التي طالت كل بقاع المعمورة.

وقد تسربت تقارير عن قيام مجموعة من أثرياء العالم، الذين تزيد ثرواتهم على 120 مليار دولار، بإجراء محادثات سرية بجامعة روكفلر في مدينة نيويورك الأمريكية خلال شهر مايو الجاري لمناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث اتفقوا على تخفيض سرعة التزايد السكاني حول العالم وتطوير قطاعات التعليم والصحة.

وجرى اللقاء بناء على طلب مؤسس شركة مايكروسوفت، احد أثرى أثرياء العالم، بيل جيتس، في حين ضم مجموعة من كبار الأثرياء مثل ديفيد روكفلر جونيور وورن بافيت وجورج سوروس وتيد تيرنر،
واتفق الجميع خلال اللقاء على التغلب على المعوقات الاجتماعية والثقافية التي تحول دون الحد من زيادة عدد السكان مثل تحريم حبوب منع الحمل وغيرها من وسائل منع الحمل.

ووفقا لما نشرته صحيفة التايمز اللندنية فقد تم عقد هذا الاجتماع قبل ثلاثة أسابيع في منزل السير بول نيرس، عالم الكيمياء الحيوية البريطاني الحائز على جائزة نوبل ورئيس جامعة روكفلر.

بيل جيتس
وأشارت الصحيفة في السياق ذاته إلى أن حالة من التكتم الشديد قد أحاطت بجلسة بعد الظهر غير الرسمية التي شاركت فيها جميع الأسماء التي سبق ذكرها، لدرجة أن بعض من مساعدي المليارديرات الذين شاركوا في الاجتماع أُخبروا بأنهم يحضرون "جلسات إحاطة أمنية".

وتأكيدا على سرية اللقاء، ذكرت ستايسي بالمر، رئيسة تحرير مجلة"كرونكل أوف فيلانتروفي" المتخصصة بشؤون الأعمال الخيرية التي ساهم بها هؤلاء الكبار، "اننا لم نسمع عن هذه القمة إلا لاحقا وعن طريق المصادفة"، مشيرة إلى أن هؤلاء الأثرياء عادة ما يعلنون عن نشاطاتهم، على عكس هذه المرة التي بقيت فيها محادثاتهم طي الكتمان ،معللة هذه السرية التي أحاطت بالاجتماع إلى وجود حالة من القلق لديهم " بأنهم لا يرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم عصابة عالمية".

وأشارت التقارير إلى انه طلب من المشاركين في الاجتماع إلقاء كلمة لا تتجاوز مدتها ال15 دقيقة، فكان كل واحد منهم يعرض الموضوع الذي يراه مناسبا للخروج من الأزمة المالية العالمية.

وفي مقابلة لصحيفة التايمز ، ذكرت باتريشيا ستونسيفر، كبيرة التنفيذيين الإداريين السابقة بمؤسسة بيل وميلندا جيتس، بعد حضورها اللقاء إن المليونيرات "تلاقوا لمناقشة كيفية زيادة تبرعاتهم" واتفقوا على استكمال حواراتهم في الأشهر القليلة المقبلة.

كما نقلت الصحيفة نفسها، عن احد الحضور الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه، إن الزيادة السكانية خطر محدق بالبشرية اجمع وبالتالي، آثر المليونيرات التلاقي بعيدا عن روتين المؤسسات الحكومية "غير القادرة على مواجهة هذه الكارثة المقبلة"، في رأيه.

وبشأن أجواء السرية التي أحاطت بالاجتماع، قال هذا الضيف: "هم يرغبون في أن يتبادلوا أطراف الحديث كأثرياء لأثرياء دون أن يشعروا بقلق حيال نشر أي شيء من مناقشاتهم في الصحف، وتصويرهم بأنهم حكومة عالمية بديلة".

الأثرياء فقدوا تريلونى دولار جراء الأزمة
وعلى صعيد متصل ،ووفقاً لقائمة أغنى أغنياء العالم، التي كشفت عنها مجلة "فوربس" مؤخراً، كان حال أغنياء العالم لم يكن مغايراً كثيراً لحالنا، فكما تركت الأزمة المالية العالمية أثارها على معظم القطاعات الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، فقد ألقت بظلالها أيضاً على مشاهير الأثرياء، الذين أصبحوا "أكثر فقراً" عما كانوا عليه قبل تلك الأزمة.

فقد تراجع عدد أصحاب المليارات من الدولارات، خلال العام 2008 الماضي، إلى 793 مليارديراً، مقابل 1125 مليارديراً في العام السابق، مما يعني خروج 332 من القائمة، بعد أن تعرض غالبيتهم لهزات شديدة نتيجة الأزمة.

كما تراجع إجمالي الأموال التي يمتلكها هؤلاء الذين تضمنتهم القائمة، بنسبة تصل إلى 23% عن حجم ممتلكاتهم في 2007، من 4.4 ترليونات دولار إلى 2.4 ترليونات دولار، في الوقت الذي تراجع فيه "الحاجز" الخاص بقائمة أغنى 20 شخصاً، من 21 مليار إلى 14 مليار دولار فقط.