محيط: استيقظت نيوزيلندا اليوم الأحد على أمل أن تعمل حكومة يمين الوسط الجديدة على إخراج البلاد من أسوأ حالة ركود منذ أعوام وذلك عقب الانتخابات العامة التي أطاحت بالائتلاف الذي يقوده حزب العمال وحكم البلاد منذ عام 1999واستقالة رئيسة الوزراء هيلين كلارك . وأسفرت انتخابات أمس السبت عن قفزة حادة تجاه اليمين وجاءت برئيس الوزراء المقبل جون كي ( 47 عاما) وزعيم الحزب الوطني المحافظ وحلفائه في حزب (أكت) اليميني للسلطة للسنوات الثلاث المقبلة. وفاجأت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها المخضرمة هيلين كلارك (58 عاما) زملاءها بالإعلان الفوري عن استقالتها من زعامة حزب العمال إلا أنها أشارت إلى أنها ستظل في البرلمان بعد أن احتفظت بمقعدها عن أوكلاند. وكانت كلارك قد اتصلت هاتفيا بزعيم الحزب الوطني جون كي اقرارا بهزيمتها.وأعلنت كلارك انها لن تصبح بعد الان زعيمة للحزب في ختام خطاب الاقرار بالهزيمة الذي القته في وقت متأخر من ليلة السبت في اوكلاند. وذكرت:" لدي شئ اخر أود قوله"، "سأستقيل وآمل ان ينتخب زملائي فى حزب العمال زعيما جديدا قبل اعياد الميلاد". وأضافت:" ساقدم للزعيم الجديد، أيا كان، الولاء والتأييد التامين اللذين تمتعت بهما من كل عضو برلماني من حزب العمال لفترة طويلة جدا جدا". وقالت كلارك انها كانت تعتزم دائما الاستقالة ما لم تستطع ان تقود الحزب الى الانتصار فى الانتخابات. وخسر حزب العمال ستة مقاعد بعد أن صوت الناخبون للتغيير ليصبح لحزب العمال 43 مقعدا فقط فيما ارتفع عدد مقاعد حلفائه ، الخضر ، مقعدين ليصل إلى ثمانية مقاعد. وفاز حزب ماوري ، لأهالي البلاد الأصليين ، بخمسة مقاعد ورغم أن كي لا يحتاج إليهم للوصول إلى الحكم إلا أنه أعلن أن سيلتقي بهم لبحث العمل معا. ويتوقع أن يقوم كي بإدخال مجموعة من الإصلاحات الرئيسية والمثيرة للجدل من بينها خفض ضرائب الدخل وشق الطرق وبرامج العمل العام لخلق فرص عمل جديدة ومواجهة حالة الركود الحالية خلال المئة يوم الأولى من توليه منصبه ويقوم الحزب الوطني بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة مع حزب اكت نيوزيلندا وحزب المستقبل المتحد وسيكون جون كي رئيس الوزراء المقبل في نيوزيلندا. وولد جون كي في اوكلاند وانتقل إلى كريستتشيرش خلال طفولته وتلقى تعليمه في مدرسة بورنساسد الثانوية ثم حصل على درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة كانتربري. بدأ كي البالغ من العمر 47 عاما العمل في مجال الاستثمار المصرفي في نيوزيلندا في منتصف الثمانينات وبعد 10 اعوام قضاها في السوق النيوزيلندي سافر للخارج وعمل في سنغافورة ولندن وسيدني في البنك الاستثماري الاميركي المعروف ميريل لينش وخلال تلك الفترة تولى مسئولية مجموعة من وحدات العمل من بينها النقد الاجنبي العالمي والاسهم الاوروبية وتداول المشتقات. وفي عام 1999 تلقى كي دعوة للانضمام إلى لجنة النقد الاجنبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وتابع دراسات الادارة مرتين في جامعة هارفارد في بوسطن. وفي عام 2001 عاد إلى نيوزيلندا لتحقيق طموح طويل الامد للانضمام للبرلمان عن الحزب الوطني وفاز بمقعد هيلينسفيل باوكلاند في عام 2002 باغلبية 1589 صوتا. وارتقى كي في المناصب منذ ذلك الوقت واصبح نائب رئيس اللجنة المالية ثم رئيس اللجنة المالية ووصل إلى المركز السابع في الحزب قبل انتخابات عام 2005. وفي انتخابات عام 2005 تم انتخابه مجددا وفاز بمقعد هيلينسفيل وتلك المرة باغلبية 12778 صوتا واستمر رئيسا للجنة المالية بالحزب ثم وصل للمركز الرابع في الحزب قبل انتخابه زعيما للحزب يوم 27 نوفمبر عام 2006.