ولد شينوا أشيبي في شرق نيجيريا عام 1930 وكان بين اوائل الطلبة النيجريين الذين تخرجوا من جامعة ابادان، بعد التخرج عمل في هيئة الاذاعة النيجيرية منتجاً ومخرجاً في القسم الاجنبي وخلال تلك الفترة بدأ مهنة التأليف. أشيبي ألف او اشترك في تأليف او تحرير مايربو عن ال «17» كتاباً يشمل خمس روايات: اشياء تتساقط «1958» ولم يعد مرتاحاً «1960» سهم الحرب «1964» ورجل الشعب «1966» وكثبان النمل في السافانا «1987». أشيبي هو محرر عدة مقتطفات ادبية ومجموعات نثرية وشعرية كما يحرر مجلة اوكايك وهو المحرر المؤسس لسلسلة هانيمان للادب الافريقي. وهي تشمل اكثر من «300» كتاب. الاديب والمفكر النيجيري البارز نال نحو 25 دكتوارة فخرية من جامعات في شتى انحاء العالم. وعندما اجريت معه هذا الحوار كان يعمل بروفيسوراً للانجليزية في كلية باردن وكان اشيبي قد اصيب في حادث حركة وهو في طريقه الي مطار لاقوس ونقل الى احد مستشفيات لندن حيث اجريت له عملية جراحية ومنذ ذلك الحين ظل مقعداً يستعين في حركته بكرسي. «الرأي العام» تنشر ترجمة لمقتطفات الحوار الذي نشر في «باريس ريفيو». المحرر: الي اي حد تعتقد ان الكتاب من امثالك عليهم ان يشغلوا انفسهم بالقضايا العامة؟ اشيبي: لا اضع قانوناً لاي شخص آخر ولكنني اعتقد ان الكتاب ليسوا فقط مؤلفين ولكنهم ايضا مواطنون. موقفي هو ان الادباء الجادين دائماً موجودون لمساعدة وخدمة الانسانية وليس للنقد. لا ارى كيف يسمى التأليف فناً اذا كان غرضه تثبيط همم الانسانية. نعم اذا كان الغرض هو جعل الانسانية تتضايق ولكن ان يكون ضد الانسانية اساساً - لا ! لذا اعتقد ان العنصرية مستحيلة لانها ضد الانسانية. المحرر: من وكيف تولد فكرة الكتاب؟ اشيبي: الامر يختلف من كتاب لآخر عموماً يمكنني ان اقول ان الفكرة العامة هي الاولى معها مباشرة الشخصيات الرئيسية. اننا نعيش في بحر من الافكار العامة فلذلك انها ليست رواية حيث ان هناك افكاراً عامة كثيرة. ولكن لحظة فكرة معينة مربوطة بشخصية كأن قاطرة تحركها. وعندئذ تكون لديك رواية في الطريق. المحرر: أين تكمن الحبكة الروائية؟ هل تفكر في الحبكة بينما تتقدم في الكتابة؟ هل تنبثق الحبكة من الشخصية او من الفكرة؟ أشيبي: عندما تبدأ الرواية في مسارها واتأكد انها قابلة للتطبيق لا اقلق حول الحبكة او الموضوع. هذه الاشياء سوف تجئ تلقائياً لان الشخصيات الآن تسحب القصة. هناك اشياء لا يمكن الاستغناء عنها والا فان الرواية سوف تبدو ناقصة: وهب الاشياء تقدم نفسها تلقائيا واذا لم يحدث ذلك فانك في مأزق وعندئذ تتوقف الرواية. المحرر: على ذلك فان الكتابة سهلة بالنسبة لك؟ او هل تجد صعوبة؟ أشيبي: الاجابة الصادقة انها صعبة. ولكن كلمة «صعبة» لا تعبر عن ما اقصده انها كالمصارعة؟ انك تتصارع مع الافكار ومع القصة. طاقة كبيرة تلزم الكتابة. وفي نفس الوقت مثيرة. ولذلك فانها صعبة وسهلة. ينبغي عليه ان تقبل ان حياتك لن تكون كما هي وانت تكتب. اقول دائماً بطريقة مبالغة عن الكتاب والانبياء ان الكتابة بالنسبة لي مثل الحكم عليك بالسجن. فلذلك انها لذيذة وصعبة في آن واحد. المحرر: هل لديك وقت معين او مكان تحب الكتابة فيه؟ اكتشفت انني اجيد الكتابة عندما اكون في نيجيريا. ولكن على الكاتب ان يعمل في امكنة اخرى. اشعر بالراحة اكثر في المناخ الذي اكتب فيه. بالنسبة لي اية ساعة من النهار لا يعنيني كثيراً. فانني لا اغادر فراش النوم مبكراً ولذلك فانني لا ابدأ الكتابة الساعة الخامسة صباحاً مع ان بعض الناس يفعلون ذلك. اكتب بمجرد بداية نومي. يمكن ان اكتب حتى منتصف الليل ايضاً. المحرر: هل تكتب بقلم او آلة طباعة او بالكمبيوتر؟ أشيبي: لا ! لا. انني رجل بدائي. اكتب بالقلم. القلم في الورق مناسب جداً. لا ارتاح مع الآلات لم اتعلم الطباعة بطريقة جيدة. عندما احاول الكتابة بالطابع اشعر انه يقف حائلا بيني وبين الكلمات. المحرر: هل يمكنك ان تعلق على اي توتر تعتقد انه موجود بين الجماليات وكونك منخرطاً سياسياً بصفتك كاتباً افريقياً؟ أشيبي: شخصياً لا ارى اي توتر. اعتقد ان اية رسالة مهمة ليست رواية. القول ينبغي علينا ان نكون عطوفين على جيراننا حقيقة مهمة ولكنها ليست رواية. هناك شئ عن القصص المهمة ليست مجرد رسالة ولكن ايضا طريقة نقل الرسالة، ترتيب الكلمات وسلاسة اللغة ولذلك فان الامر يعتمد على التوازن بين التزامك سواء كان سياسياً او اقتصادياً او اي التزام آخر وبين حرفتك كفنان. ** منشور بجريدة "الرأي العام" السودانية 19-9-2007