عمان: صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر "بيروت" كتاب جديد للدكتور محمد حسن البرغثي امين مكتب الاخوة العربي الليبي في عمان بعنوان "الثقافة العربية والعولمة " وهي عبارة عن دراسة سوسيولوجية لاراء المثقفين العرب بدأها بتحديد مشكلة الدراسة وهي العولمة وتأثيرها على الثقافة العربية. وجاءت الدراسة كما يقول البرغثي وفقاً لجريدة "العرب اليوم" الأردنية: " لان العولمة لها اهمية قصوى وتأثيرات متلاحقة على الثقافة العربية ، ويذكر البرغوثي ان هذة الدراسة جاءت محاولة للخروج برؤية عربية لظاهرة العولمة بشكل عام وتأثيرها على الثقافة العربية بشكل خاص". وقد اجرى الدكتور استطلاعا للمثقفين العرب "اعضاء هيئة التدريس في جامعات عربية" لمعرفة تاثير العولمة السلبي والايجابي على الثقافة العربية. اما عن سبب اختياره لاساتذه الجامعات اكد البرغثي في كتابه انه اختارهم لانهم " شريحة اجتماعية مؤثرة لها اهميتها في المجتمع, وهم اصحاب قدرة ذهنية ووعي اجتماعي يمكنهم من توجيه رسائل وطرح اراء". الكتاب مقسم إلى تسعة فصول اشتمل الفصل الاول على مشكلة البحث ومبررات الدراسة واهميتها في تفعيل دور علم الاجتماع وصياغة العلاقة بين المثقف العربي والمجتمع. ويطرح البرغثي في الفصل الثاني حسبما ذكرت "العرب اليوم" مجموعة من النماذج لدراسات متعلقة بالثقافة والعولمة تبعها الفصل الثالث الذي يتحدث عن تطور مفهوم العولمة وتاريخها ، وخصص المؤلف الجزء الرابع والخامس والسادس للحديث عن الثقافة العربية بين الخصوصية والعولمة والهوية الثقافة والعولمة والمثقف العربي والعولمة. وفي تركيزه على دراسته يوضح البرغثي في الجزء السابع والثامن والتاسع الاجراءات المنهجية التي استخدمها في دراسته كما عرض بعدها البيانات وقام بتحليلها ليختتم كتابه بنتائج الدراسة والتوصيات التي استخلصها منها حيث اوصى البرغثي بضرورة مراجعة القيم الثقافية السائدة وانتاج قيم جديدة, كما يجب التأكيد على وحدة الثقافة القومية. كما صدر كتاب اخر للدكتور البرغثي ويحمل عنوان " قياس اتجاهات الرأي العام الليبي نحو مسألة الوحدة العربية", ويتناول الكتاب الذي يندرج في ثمانية فصول ويصل الى 259 صفحة, مجموعة من المحاور التي تتركز على مفهوم القومية, التطور التاريخي للامة العربية والوحدة في الدساتير العربية. اذ ان الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب الذي جاء على شكل دراسة هو عملية قياس اتجاهات الرأي العم العربي الليبي نحو مسألة الوحدة العربية, والمقصود من هذه العملية هو القياس العلمي لهذه الاتجاهات بغية الوصول الى نتائج عامة, ويأتي هذا بعد تعثر العديد من المشاريع الوحدوية التي طرحتها القيادة في ليبيا وهو امر يلفت النظر, ومن هنا تم الاتجاه الى استطلاع اتجاهات الليبيين نحو مسألة الوحدة, من خلال اختيار المؤلف لاعضاء المؤتمرات الشعبية الاساسية كمجتمع للدراسة. وتكمن الاسباب - وفقاً لنفس المصدر - في القيام بهذه الدراسة الى ندرة الدراسات الميدانية وقيام القيادة الليبية بتقديم العديد من المبادرات الوحدوية الى القيادات العربية الاخرى وقد تم التوقيع على العديد من الاتفاقات الوحدوية مع انظمة ذات طبيعة متباينة, بالاضافة الى اهمية مسألة الوحدة العربية في حياة المواطن العربي, حيث انها حلم تاريخي لكل مواطن, بل غدت ضرورة حياتية في ظل تشكل العالم في كيانات قومية قوية. وتعد هذه الدراسة مهمة لانها الاولى التي اهتمت بقياس اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة العربية, من خلال دراسة ميدانية. وتحاول هذه الدراسة اقامة صلة بين المواطن وقضاياه السياسية, هذا المواطن الذي تعود ان يكون خارج دائرة الاهتمام, تاركا للمتخصصين والمختصين رسم السياسات واتخاذ القرارات, بالاضافة الى ان هذه الدراسة تمثل اتجاها في اخضاع المسائل السياسية للمنهج العلمي في البحث, وبذلك تأتي في اطار تفعيل دور علم الاجتماع السياسي, من خلال الانتقال الى معالجة القضايا الجادة التي تهم المواطن العربي, والتي تأتي في مقدمتها قضية الوحدة العربية.