" داري العيون داريها السحر ساكن فيها درايها.. الحب نام في العيون صحى قلوب الناس وقال في وصف الجفون دي خمره من غير كاس " من منا لا يتذكر هذه الكلمات بصوت المطرب الرائع محمد فوزي الذي تألق طوال سنوات حياته بالعديد من الإبداعات الفنية التي ستظل دائماً و أبدا شاهدة على تاريخه الفني العريق ، عشاقه هذا العام قرروا الاحتفال بذكرى رحيله ال 45 بشكل مختلف وخاص عن طريق إنشاء صفحة خاصة له على موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " وضعوا فيها معظم أغنياته وكتبوا انطباعاتهم عنه وعن مشواره وفنه وقاموا أيضا برفع مقاطع فيديو من أغنياته ومن أفلامه . الموهبة الصغيرة ولد محمد فوزي في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية في 28 أغسطس عام 1918م، نال الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م، مال إلى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وتأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي . التحق بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي وبعدها انتقل إلى صالة بديعة مصابني بالعمل في صالتها وتعرف وقتها على فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية. طريقه إلى الشهرة تقدم فوزي إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن وهو في العشرين من عمره ، فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحناً ، و حضر فوزي إلى القاهرة عام 1938م، واضطربت حياته فيها لفترة قبل العمل في فرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح وكان الغناء هاجس له لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْء رأسه . جاءت إليه الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً مغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط ، إلى أن ابتسم من جديد عندما عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي العمل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً ووافق على عرضها ، و في عام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين. بعد ذلك نتيجة لنجاحه في الفيلم اسند إليه المخرج محمد كريم دور البطولة في فيلم « أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده. ونجح في فيلم «أصحاب السعادة» نجاحاً كبيراً غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947 وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات. ومسلسل نجاحه جعل الإذاعة المصرية التي رفضته مطرباً، على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه ، وبعد ثورة يوليو/تموز 1952؛ دخل الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية «بلدي أحببتك يا بلدي»، والدينية من مثل: «يا تواب يا غفور»، و«إلهي ما أعدلك». وكان للأطفال نصيب كبير من أغانيه مثل «ماما زمانها جاية» و «ذهب الليل» وكذلك اشترك مع مديحه يسري، وعماد حمدي، وشادية، وفريد شوقي، وهدى سلطان في رحلات قطار الرحمة التي أمرت بتسييره الثورة عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، و من طيبته التي اشتهر بها فقد قدَّم جانباً من فنه مع الفنانين الآخرين لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية. صراعه مع المرض وأسس شركة "مصر فون" لتكون أول شركة للاسطوانات في الشرق الأوسط والتي لحق بها أستوديو لتسجيل الألحان والأغاني وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينات من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة حتى بدأت بعدها متاعبه الصحية الذي احتار أطباء العالم في تشخيصها وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل عام 1965 ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وانه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة إلي 36 كيلو ،وأطلق على هذا المرض وقتها "مرض فوزي" هكذا سماه الدكتور الالمانى باسم محمد فوزي. وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966م. وقد بلغ رصيد محمد فوزي من الأغنيات 400 أغنية منها حوالي 300 في الأفلام من أشهرها "حبيبي وعينيه" و"شحات الغرام" و"تملي في قلبي" و"وحشونا الحبايب" و"اللي يهواك أهواه" ومجموعة من أجمل أغنيات الأطفال التي أشهرها "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل طلع الفجر" وغيرها من الأغاني الخالدة . ** مركز الدراسات