أكد د. عماد أبوغازي وزير الثقافة أن الاهتمام بالتراث هم من هموم وزارة الثقافة ومؤسساتها المختلفة، سواء كان هناك التراث الأثري الذى انفصل عنا مؤخراً واستقل بمجلسه بعيداُ عن وزارة الثقافة؛ لذلك توضع كل إمكانيات الوزارة تحت تصرف الجامعة الفرنسية من أجل إنجاح ماستر إدارة التراث الحضاري .
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامته الجامعة الفرنسية برئاسة د.عثمان لطفى، بالتعاون مع جامعة "بانتيون سوربون" ومجموعة من المؤسسات، تحت عنوان "بدء العمل بماستر إدارة التراث الحضارى" وذلك بمقر المجلس الأعلى للثقافة، والذي حضره د.منير فخرى عبد النور وزير السياحة، جان فيليكس باجانون السفير الفرنسى، حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية، د.فكرى حسن صاحب المبادرة فى فكرة برنامج الماستر، جمال الغيطانى، د.أحمد مرسى، مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار.
وأعرب أبو غازى عن سعادته بتدشين درجة جامعية تمنحها الجامعة الفرنسية فى القاهرة فى مجال التراث الحضارى ، حيث كان شريكاً فى مرحلة من مراحل هذا المشروع من قبل فى دعم هذه الفكرة التى أطلقها د. فكرى حسن ، وشارك فيها العديد من المهتمين بالتراث. وأكد أن مصر شهدت إنشاء مؤسسات حفظ التراث والآثار مع إنشاء الدولة الحديثة بداية القرن التاسع عشر، كالأرشيف القومى والمكتبة القومية والمتاحف التى تجمع التراث الفنى لمصر.
كما اهتمت وزارة الثقافة منذ تأسيسها في خمسينيات القرن الماضى بجمع التراث المادى واللامادى .
وقال د. منير فخرى عبد النور وزير السياحة : المبادرة ليست غريبة عندما تأتى من الجامعة الفرنسية حيث أنها تجد مكانها فى سياق تاريخ طويل من الإهتمام والإعجاب الفرنسى بالسياق الحضارى المصرى ، والعمل الدؤوب للحفاظ عليه .
وأشار عبدالنور إلى أن مصر بحاجة شديدة إلى كوادر قادرة على إدارة المواقع الأثرية والحفاظ على التراث المصرى الأصيل بالشكل الذى يليق بقيمته وثراءه وعمقه ، وتزداد هذه الحاجة فى الأونة الأخيرة فى ظل ما يتعرض له هذا التراث من تهديد وغموض . وبفضل المشروع الجديد يمكن زيادة ربط المواطن بتاريخه وإنتمائه إليه، ونشر قيم المواطنة بالتأكيد على أن الحضارة المصرية متواصلة وأن التاريخ المصرى بمراحلة المختلفة سلسلة موصولة لم تنقطع.
كما صرح بأن نجاح هذا المشروع سوف ينعكس بشكل واضح على نمو السياحة والنمو الإجتماعى والإقتصادى بوجه عام ، حيث أن التراث من العوامل الرئيسية الجاذبة للسائحين.
وأوضح د. عثمان لطفي رئيس الجامعة الفرنسية أن مجموعة من المثقفين والأكاديميين جمعهم الاهتمام بالشأن العام، وبتفعيل دور التراث الحضاري بصفة خاصة علي المشاركة في هذه المناسبة التي تتوج سنوات طويلة من التخطيط لتفاعلهم بأن التراث المصري تواجهه العديد من المخاطر، ليس أقلها التحضر العشوائي وزيادة معدلات التلوث البيئي وارتفاع مستوي المياه الجوفية، بالإضافة إلي ضعف الوعي المجتمعي بالتراث وقصور الإطار القانوني الحالي عن حمايته، وضعف الميزانيات المخصصة لترميمها وصيانتها، ومن ناحية أخرى فإن هذا التراث بكافة أبعاده المادية واللامادية لم يوظف بالصورة الكافية في عملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية، والأخطر من ذلك أن هذا التراث الذي عزز الهوية المصرية ودعم إستمرارية شخصيتها عبر الغزوات وتغير الأديان واللغات يبدو عاجزاً عن دعم تماسك النسيج الإجتماعي المصري في وقت نحن في أمس الحاجة إليه.
ولقد أجمعت كل الإستراتيجيات التي وضعتها المؤسسات الدولية علي أهمية وضع برامج لتخريج الكوادر العلمية والمهنية المؤهلة لعمليات توثيق وترميم وصيانة مكونات التراث والمتخصصين في عرضه متحفياً، وتنسيق مواقعه المعمارية والحضرية ورواد الأعمال القادرين علي إبتكار وتسويق منتجات مستوحاة منه وإبداع برامج سياحية متجددة؛ لذلك قد حانت فرصة التحول من الفكرة إلي التنفيذ منذ حوالي سنتين عندما تبنت الجامعة الفرنسية في مصر فكرة تنفيذ ماستر في إدارة التراث الحضاري.
تم توقيع إتفاقية تعاون بموجبها تقوم جامعة "باريس" بمنح درجة الماستر وفقاً للنظام الجامعي الأوروبي الموحد ( آلية بولونيا ) وتقوم الجامعة الفرنسية في مصر من ناحيتها بمنح دبلومة في إدارة التراث الحضاري. كما تم توقيع إتفاقية مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ( IFAO ) وإتفاقية مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، وسوف يتم قريباً توقيع إتفاقيتين مع كل من المركز القومي للتراث بفرنسا ) INP ) ومعهد أبحاث التنمية ( IRD ) وتهدف كل هذه الإتفاقيات إلي تعزيز مشاركة الخبراء الفرنسيين مع الخبراء المصريين في التدريس والتدريب وإتاحة فرص متميزة للعمل الحقلي، ولدراسات الحالة وإتاحة فرص تدريبية وبحثية في المؤسسات المتخصصة.