خطة عنصرية لتحديد أماكن المسلمين بلوس أنجلوس محيط - وكالات المسلمون فى امريكا نيويورك: في فصل جديد من فصول العنصرية الأمريكية المتواصلة ضد الإسلام والمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، قامت ولاية لوس انجلوس الأمريكية بتقنين تحركات المسلمين في الولاية ورسم خريطة لأماكن تواجدهم داخلها مما أثار ضجة بين الأوساط المسلمة والمدافعين عن حقوق الانسان في الولاياتالمتحدة، بعد كشف وحدة "مكافحة الارهاب" التابعة لشرطة لوس انجلوس عن مخططها لتحديد مواقع اقامة المسلمين في المدينة، ووضع خريطة مفصلة لكل مناطقها التي يقيم فيها غالبية مسلمة وهو ما ينذر باستهداف المسلمين في المدينة. وكان مايكل داونينج نائب رئيس شرطة لوس أنجلس والذي يرأس دائرة مكافحة الإرهاب في المدينة قد أدلى بشهادته أمام لجنة من مجلس الشيوخ الامريكي في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قال فيها إن الدائرة وحّدت جهودها مع مؤسسة أكاديمية لم يحددها وبدأت بالبحث عن شريك مسلم يساعد علي وضع خارطة لتواجد المسلمين في المدينة. وزعم داونينج لجريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الفكرة قد تساعد في تحديد المجتمعات التي يمكن أن تواجه مشاكل في الاندماج مع المجتمع الأوسع وبالتالي أن تكون فيها عناصر يمكن أن تشن هجمات إرهابية مثل الخلايا النائمة في بريطانيا وأماكن أخري من أوروبا. وزعم ان هناك أشخاص في هذه المجتمعات يؤمنون أن أيديولوجية العنف تشكّل تهديداً للشعب الامريكي، وهذا ما نحاول أن نتجنبه، يمكن أن تعتبر هذه الخطة، خطة وقائية أخري. ورفض داونينج تهمة التجسس على المسلمين أو انه سيتم تمييزهم عنصرياً، وقال إن المشروع لا علاقة له بالمخابرات، مؤكداً أنه أقرب إلى جمع المعلومات لغرض تحسين الخدمات. ردود الأفعال أثارت هذه الخطة غضب جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان التي وصفت هذه الخطة بأنها أسوأ من التمييز العنصري. وبعث أكثر من ثلاث مجموعات دفاع عن حقوق الإنسان واتحاد الحريات المدنية الامريكي برسالة إلي كبار المسؤولين في المدينة احتجاجاً علي الخطة. وقال محامي فرع اتحاد الحريات المدنية الامريكي في جنوبي ولاية كاليفورنيا بيتر بايبرينج عندما تكون نقاط انطلاق تحقيقات الشرطة بالتدقيق في المسلمين، فإننا نسير علي طريق خطير. وأضاف، يجب أن تكون الشرطة قادرة علي الانخراط مع المجتمعات كافة، لكن لا يمكن لهذا الانخراط أن يكون قناعاً لجمع المعلومات الاستخبارية. من جهة أخرى اتهمت "الجمعية الإسلامية في جنوب كاليفورنيا" شرطة لوس انجلوس ب"التمييز العنصري" كما أدانت مجموعة "ايه سي ال يو" للدفاع عن الحريات المشروع مبدية "قلقا شديدا". جدير بالذكر أن الأقليات المسلمة في الغرب تعاني من اضطهاد واسع، و قد قامت السلطات الأمريكية باعتقال العديد من المسلمين ووضعهم وتعذيبهم في معتقل جوانتنامو كما أقامت المخابرات الأمريكية " السي آى إيه " مقرات احتجاز وتعذيب لمسلمين معتقلين في دول أوربية .. يذكر ان حوالي 500 ألف مسلم يعيشون في منطقة لوس أنجلوس، ما يجعل منها ثاني أكبر تجمع إسلامي في الولاياتالمتحدة بعد المجتمع المسلم في مدينة نيويورك. ارتفاع نسبة التمييز العنصري كان تقرير للمجلس الأمريكي للعلاقات الإسلامية "كير" صدر مؤخرا قد أكد ارتفاع نسبة التمييز العنصري ضد المسلمين المقيمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 52 % بين عامي 2005 و2006 . وأشار التقرير إلى 7642 حادثا أو قضية شملت العنف والتمييز والمضايقات ضد المسلمين العام الماضي ، مع تسجيل زيادة ملحوظة في القضايا المرتبطة بالأجهزة الحكومية حيث ذكر المجلس عددا من حالات تأخير منح الجنسية والنظر في طلبات الحصول على الجنسية للمسلمين . وسبق أن كشفت تقارير لهيئات دولية غير حكومية التجاوزات الخطيرة والاعتداءات المتكررة في حق الجالية المسلمة بأمريكا حيث حملت منظمة "هيومان رايتس ووتش" السلطات الأمريكية سبب تفاقم مشكلة التمييز العنصري ضد المسلمين ، وذلك لعدم اتخاذ الشرطة الأمريكية للإجراءات اللازمة للتصدي لمثل هذه الاعتداءات. وربط بعض الخبراء الأمريكيين تزايد حدة التمييز العنصري ضد المسلمين بتزايد العنف في الشرق الأوسط خاصة في عدد من الولاياتالأمريكية التي تقيم بها نسبة عالية من الأمريكيين من أصول يهودية كرد فعل على المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية . وسبق وأن تعرض عدد من المساجد لحرق من قبل مجموعات متطرفة واعتداءات على مسلمين ومسلمات يرتدين الزي الإسلامي في عدد من الولاياتالأمريكية بعد أحداث سبتمبر. حملة عدائية ضد الإسلام في جامعات أمريكا كانت الجامعات الأمريكية شهدت نهاية الشهر الماضي فعاليات معادية للعرب والمسلمين أطلقها ناشط صهيوني متشدد مناهض للعرب تحت اسم "التوعية بالفاشية الإسلامية". ونظم هذه الفعاليات رئيس منظمة "مركز الحرية" اليهودي المتشدد ديفيد هورويتز، زاعماً أنها "دعوة لإيقاظ الأمريكيين في 200 حرم جامعة وكلية". وزعم هورويتز أن الحملة ستواجه أكبر "قضيتين تثاران من اليسار السياسى". وهما "أن جورج بوش خلق الحرب على الإرهاب وأن ارتفاع حرارة الأرض أكثر خطرا على الأمريكيين من تهديد الإرهاب". حيث يرى أن الفاشية الإسلامية هى "أكبر خطر يواجه الأمريكيين على الإطلاق". ودعا هورويتز عددا من أبرز الكتاب والإعلاميين المعادين للإسلام في الولاياتالمتحدة وأكثرهم تطرفا ومن بينهم الكاتب دانيل بايبس، والمعلق دينيس براجر، وشون هانيتي، وروبرت سبنسر والذي يعتبر واحدًا من أسوأ المعادين للإسلام في أمريكا، السيناتور الجمهوري السابق ريك سانتورم، ووفاء سلطان. ويحمل سبنسر كراهية مقيتة للدين الإسلامي ففي كتابه "دليل للكاثوليك" يقول : "الإسلام يعارض في كثير من الأحيان ما أوحاه الرب من خلال رسل العهد القديم ومن خلال ابنه يسوع المسيح... ولعدد من الأسباب... يمثل الإسلام تهديدًا للعالم أجمع". واعتمد منظمو الفعاليات ملصقات خاصة، تعبّر عما يعتبره المناهضون للإسلام ظلماً للمرأة في العالم العربي والإسلامي، يظهر فيها ما وُصف بأنه عملية رجم فتاة مسلمة في إيران.