"إقتصد تنمو" تزيد الإنتاج الزراعي العالمي ب70% بحلول عام 2050 محيط - سالي العوضي ممالاشك فيه أن إطعام العالم يزداد تعقيداً يوم بعد يوم بسبب الافتقار إلى أراض جديدة للتوسع في إنتاج المحاصيل، حيث قدر العدد الإجمالي لمن يعانون من سوء التغذية في عام 2010 بنحو 925 مليونا وهو رقم أعلى كان عليه قبل 40 عاماً، لذلك أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO" مبادرةٍ جديدة تستهدف تحقيق إنتاجٍ غذائي أعلى لسكان العالم المُتزايدين عدداً. وأكد الفاو، التى تتخذ من روما مقراً لها، أنه من الضروري اتباع نهج جديد يعتمد على تكثيف إنتاج المحصول بشكل مستدام بما يتيح للمزارعين إنتاج المزيد من نفس المساحة المزروعة من خلال زيادة إنتاجية المحصول وفي الوقت ذاته الحفاظ على الموارد وتقليل الأثر السلبي على البيئة. وتأتي دعوة المنظمة "فاو" إلى ضرورة تكثيف الإنتاج المحصولي على نحوٍ مستدام عقب انقضاء أكثر من نصف قرن على الثورة الخضراء في الستينات، في هيئة كتابٍ مطبوع بعنوان "إقتصد تنمو" (Save and Grow)، نُشِر بإشراف الخبير شيفاجي باندي، مدير الإنتاج النباتي وحماية النباتات لدى المنظمة "فاو". وأشارت إلى أن تقانات الثورة الخضراء نجحت في إنقاذ ما يقدَّر بمليار شخص من براثن المجاعة بل وإنتاج غذاءٍ يفوق احتياجات سكان العالم الذين تضاعفت أعدادهم من ثلاثة إلى ستّة مليارات نسمة خلال الفترة بين 1960 و2000. الألفيّة الجديدة غير أن "النموذج الراهن للإنتاج المحصولي المكثّف لا يسعه التصدّي للتحديات التي تطرحها الألفيّة الجديدة، إذ أن الزراعة لكي تنمو لا بد لها أن تتعلم "كيف تقتصد". ويستند النَهج المُستَجَد الذي أطلقته المنظمة "فاو" باسم "إقتصد تنمو" - بالإشارة إلى مبدأ "الحفظ والتوسُّع" - جزئياً إلى أساليب الزراعة الصونية "CA" التي تتخلى عن الحِراثة والعزق أو تقلِّل منهما إلى الحدّ الأدنى، مما يحفظ قوام التربة سليماً ويصونها في حالةٍ صحية جيدة. وفي حين تشكِّل بقايا النباتات غطاءً وقائياً يجري مناوبة زراعة الحبوب بالبقول في نمطٍ يزيد من ثراء التربة بالمغذيات الطبيعية. دور المزارعين أكدت "الفاو" أنه على المزارعين اتباع نهج مستدام لتلبية احتياجات العالم في 2050، موضحة أن الآثار السلبية المترتبة على نصف قرن من الزراعة الكثيفة يجب أن تفسح الطريق لنهج أكثر استدامة إذا أراد المزارعون إطعام العالم في 2050. وقالت:" إن الإنتاج الزراعي العالمي يجب أن يرتفع 70% بما في ذلك قفزة بنحو 100% في الدول النامية لتلبية احتياجات العالم من الغذاء في 2050". وأضافت المنظمة التي تتوقع نمو عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة في 2050 من 3.9 مليار في 2010 أن على المزارعين في الوقت ذاته الحفاظ على الموارد وحماية البيئة. ولفتت إلى أن العالم يحتاج لاستثمار 209 مليارات دولار إجمالا سنويا - بأسعار 2009 - في الزراعة في الدول النامية لتحقيق الزيادات المطلوبة بحلول 2050 مؤكدة تقديراتها لعام 2009. ارتفاع الأسعار توقعت "الفاو" ارتفاع الانتاج العالمي من الحبوب لمستوى قياسي جديد خلال العام الجاري 2011 بفضل اتساع الرقعة المزروعة وتحسن الانتاجية لكن من المنتظر أن تظل الاسعار مرتفعة ومتقلبة لانخفاض المخزونات. وقالت المنظمة في أول تقدير للمحصول العالمي الاجمالي لعام 2011، إن من المتوقع أن ينمو انتاج الحبوب العالمي 3,5% إلى 2,315 مليار طن هذا العام متعافياً من انخفاض بنسبة 1% خلال 2010. وتتوقع المنظمة أن يرتفع الانتاج العالمي من القمح 3,2% إلى 674 مليون طن هذا العام مخفضة بذلك توقعاً سابقاً بأن يبلغ الانتاج 676 مليون طن نتيجة أحوال جوية غير مواتية في شمال افريقيا وأنحاء من أوروبا.