اختلفت الآراء حول مدى استجابة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لدعوات الدول المستهلكة لزيادة خلال اجتماعها الأسبوع المقبل، أم تؤجل فكرة زيادة الانتاج إلى اجتماع مقبل وتكتفي باستجابات فردية من جانب الدول الأعضاء كل على حده بعيدا عن المنظمة. وفي هذا الصدد توقع عدد من الخبراؤ أن توافق المنظمة على الزيادة الرسمية الأولى في مستويات الإمدادات منذ عام 2007، خلال اجتماعها لتحديد سبل التعامل مع اضطرابات العالم العربي والتقلب الحاد في السوق والضغوط التي يمارسها الغرب عليها من أجل التحرك. وفي ظل توترات بين بعض أعضائها، سيتمثل الخيار الأسهل بالإبقاء على سياسة الإمدادات الحالية، على أن تستمر السعودية في تغيير سياستها الإنتاجية وحيدة، لكن محللين أشاروا إلى أن "أوبك"تجازف بأن تكون معزولة عما يدور في السوق، إذا لم ترفع إنتاجها من مستواه القياسي المنخفض الذي اتفقت عليه في كانون الأول /ديسمبر) 2008، عندما تراجع سعر النفط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل، فيما كان العالم يواجه أزمة مالية هائلة وانهار الطلب. ووفقا لما أوردته وكالة الانباء السورية "سانا" اقترح المجلس الاستشاري لأوبك اليوم السبت أن ترفع المنظمة سقف انتاجها عندما تجتمع الاسبوع القادم لتلبية زيادة متوقعة في الطلب على النفط في النصف الثاني من العام الجاري. ونقلت الوكالة عن مندوب حضر اجتماع المجلس قوله "إن مجلس اللجنة الاقتصادية لم يصدر توصية بحجم الزيادة التي ينبغي أن تحدثها المنظمة في امداداتها إلى السوق خلال اجتماعها الرسمي في الثامن من حزيران/ يونيو الجاري مضيفا انه ستكون هناك زيادة في الطلب أثناء النصف الثاني من العام الجاري وهناك حاجة لان تلبي أوبك ذلك الطلب. وكانت أوبك أعلنت أمس أنها ستبحث زيادة انتاج النفط ما بين 500 ألف و1.5 مليون برميل يوميا عندما تجتمع الاسبوع المقبل مرجحة أن تكون الزيادة مليون برميل يوميا، في حين تضخ دول المنظمة حاليا 29 مليون برميل يوميا. وجدد أمس الجمعة كبير الخبراء في وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، دعوة أطلقتها المنظمة التي تمثّل الاقتصادات الصناعية المستهلكة للنفط الشهر الماضي، فقال إن الأسواق العالمية في حاجة ماسة إلى مزيد من الامدادات النفطية بينما يوشك طلب المصافي على الارتفاع، وذلك في مسعى جديد للضغط على "أوبك" لزيادة انتاجها بنسبة كبيرة خلال اجتماعها الأسبوع المقبل. وعلى الجانب الأخر، كشف استطلاع أجرته "رويترز"، الاسبوع الماضي أنه من المستبعد أن ترضخ "أوبك" للضغوط الغربية لكي ترفع إنتاج النفط رسميا في اجتماعها المقرر الأسبوع المقبل، لكن من المتوقع أن يتخذ الأعضاء إجراءات بشكل مستقل عن المنظمة، موضحين إن المنظمة قد تضفي في مرحلة ما الطابع الرسمي على زيادة الإنتاج، لكن هذا لن يكون في الاجتماع المقبل، نظرا للتوترات السياسية بشأن قضايا مثل التمثيل الليبي. وعلى صعيدا متصل، واصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج "برنت" والخام الأمريكي خسائرها بعدما أظهر تقرير حكومي ازدياد الوظائف غير الزراعية في الولاياتالمتحدة بأقل من المتوقع بكثير في ايار /مايو. وتراجعت عقود مزيج "برنت" تسليم تموز /يوليو 1.94 دولار إلى 113.60 دولار للبرميل، متحركة في نطاق ما بين 113.40 و115.87 دولار، كما انخفضت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم تموز /يوليو في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" 1.65 دولار إلى 98.75 دولار للبرميل متحركة في نطاق بين 98.50 و100.87 دولار.