في الوقت الذي ظن البعض أن قرار الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على واردات الورق الصينى الفاخر المصقول جاء ليعكر صفو العلاقات التجارية بين الطرفين أكد مسئول صيني بارز أمس الثلاثاء إن هذه الأحداث التي وصفها ب"الاحتكاكات التجارية" الأخيرة بين الصين والاتحاد الأوروبى ليست "حربا تجارية". وفى مؤتمر صحفى أوضح المتحدث باسم وزارة التجارة ياو جيان "ان وجود نزاعات تجارية بين الصين والاتحاد الأوروبى ليس أمرا مفاجئا بعد ان سجل الجانبان احجام تبادل تجارى كبيرة خلال السنوات الماضية". وقال ياو "بالنسبة لبعض المنتجات، قد تكون هناك نزاعات قانونية مستمرة... ولكن نسبة النزاعات ككل منخفضة جدا وتتراوح بين 1 و 3 فى المائة". وجاءت تصريحات ياو بعدما فرض الاتحاد الأوروبى أول رسوم على الاطلاق لمكافحة الدعم ولمكافحة الاغراق على الورق الفاخر المصقول المستورد من الصين وتبين للصين ان اعضاء الاتحاد الأوروبى قدموا بدعم الانتاج المحلى لنشا البطاطس المصدر إلى الصين. وفي هذه الاثناء حذر خبراء صينيين من أن الاتحاد الاوروبي يشرع في اثارة خطر إشعال حرب تجارية مع الصينيين حول مسألة الاعانات الحكومية، مضيفين ان خطر الانتقام ملموس بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث تستخدم إعانات في أشكال شتى بشكل مركز وما زال يمثل شكوى مهمة لبعض قطاعات الاقتصاد، مؤكدين أن الصين لن تجد صعوبة في العثور على امثلة يمكنها عبرها فرض رسوم مكافحة اعانات على اوروبا. وأكد المسئول الصيني مجددا على احتجاج الصين على قرار مكافحة الدعم الصادر عن الاتحاد الأوروبى بشأن الورق الفاخر المصقول، وبالنسبة للتحقيق الذى تجريه البلاد بشأن نشا البطاطس المستورد من الاتحاد الأوروبى، أوضح ياو ان ذلك كان تلبية لطلب من صناعة النشا الصينية التى تمثل 98 فى المائة من انتاج الصناعة. وأضاف ان "التحقيق، الذى استمر شهرين ونصف الشهر، يتفق مع قوانين الصين وقواعد منظمة التجارة العالمية. وحصلنا أيضا على بيانات من شركات بالاتحاد الأوروبى". وكان الاتحاد الاوربى قد اطلق تحقيق مكافحة اغراق واردات الورق الصينى المصقول فى فبراير 2010 وتبعه تحقيق مكافحة الدعم بعد شهرين، وبعد انتهاء التحقيق الذى استغرق 15 شهرا , قال الاتحاد الاوربى ان الحكومة الصينية تدعم صناعة الورق الفاخر المصقول بقوة من خلال تقديم قروض رخيصة وتخصيص اراضى بسعر اقل من قيمتها السوقية ومنح حوافز ضريبية مختلفة, الامر الذى اثر سلبا وبشكل كبير على الاداء المالى والتشغيلى للمنافسين الاوربيين .