واصلت أسعار النفط الخام انخفاضها لليوم الرابع في بورصة نيويورك للسلع متأثرة بموجة الانتعاش التي يحظي بها الدولار، خاصة أمام اليورو، وبصورة متزامنة مع تضاؤل احتمالات تعثر عمليات الإنتاج في منطقة الخليج المكسيكي بعد زوال مخاطر عاصفة "فاي" المدارية. وقد تراجع اليوم سعر النفط الخام الأمريكي عن مستوي ال112 دولارا وذلك بعد انخفاض اليورو في أسواق الصرف الأوروبية لأدني مستوياته أمام الدولار منذ شهر، الأمر الذي دفع المتعاملين لخفض استثماراتهم في أسواق السلع الأولية ومن بينها المعدن الأصفر والحاصلات. وأشارت شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن سعر النفط الخام لعقود شهر سبتمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع قد تراجع بنحو 1.23 دولار أو 1.1 % ليبلغ 111.64 دولار. وكان سعر العقود الآجلة لشهر سبتمبر قد سجل في منتصف الشهر الحالي 111.34 دولار للبرميل وهو أدني مستوي للخام منذ حوالي 15 أسبوع، غير أن الأسعار مازالت مرتفعة بحوالي 57 % مقارنة بالمستويات المسجلة منذ عام. وتشير الإحصائيات إلي أن سعر النفط الخام في بورصة نيويورك للسلع قد تراجع بحوالي 23 % عن المستويات القياسية المسجلة في 11 يوليو الماضي حينما بلغ الخام 147.27 دولار وذلك في الوقت الذي واصل فيه الدولار ارتفاعاته أمام اليورو للأسبوع الخامس. وتأتي انخفاضات سعر النفط الخام وسط تحذيرات من منظمة "أوبك" إزاء أمكانية تأثر مستويات الطلب العالمي علي النفط نتيجة التباطؤ الراهن بمعدلات نمو الاقتصاد العالمي. وفي بورصة البترول الدولية بلندن تراجع سعر خام برنت لعقود شهر أكتوبر الاجلة بنحو 1.24 دولار أو 1.1 % ليبلغ 110.70 دولار. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أعلنت في وقت سابق رفع توقعاتها المتعلقة بمستويات الطلب العالمي على النفط في العام القادم، مشيرة من خلال تقريرها الشهري إلى إمكانية حدوث زيادة في حجم الاستهلاك من بعض الدول خارج منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي. وتوقعت الوكالة ارتفاع مستويات استهلاك النفط في الصين بعد الانتهاء من دورة الألعاب الأوليمبية. ووفقا للتقرير الشهري للوكالة، فإن حجم الطلب العالمي على النفط سيكون في حدود 87.8 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل زيادة بمقدار 70 ألف برميل عن التوقعات السابقة الخاصة بحجم الطلب المنتظر في العام القادم. وأضاف التقرير الذي أوردته شبكة بلومبرج الإخبارية إلى أن الطلب على النفط في الصين متوقع له الارتفاع بنسبة 5.7 % العام القادم وذلك مع تزايد إنفاق المستهلك الصيني على الانتقالات والسفر. وأضافت الوكالة في تقريرها أن التعديلات التي طرأت على حجم النمو المتوقع للطلب على النفط عالميا قد جاءت ايضا في ضوء التقديرات التي تراهن على إمكانية تنامي مستويات المخزون في ألمانيا مجددا من وقود التدفئة. وتوقعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها نمو الطلب عالميا في 2009 ب 1.1 % مقارنة بتوقعات الشهر الماضي والتي كانت تقدر النمو في حدود 1 %. وقد رفعت الوكالة توقعاتها أيضا بالنسبة لحجم المعروض من الدول غير الأعضاء في منظمة "أوبك" ليكون حجم الزيادة في إنتاج تلك الدول العام الحالي والمقبل بنحو 100 ألف برميل يوميا. وأضاف التقرير أن الإنتاج من خارج أوبك سيتيح للأسواق معروضا بمقدار 50.1 مليون برميل يوميا العام الحالي و 50.8 مليون برميل في 2009. وأشار التقرير إلى أن تحقيق التوازن بين مستويات العرض والطلب في السوق العالمي سيتطلب أن يبلغ متوسط إنتاج "أوبك" العام الحالي في حدود 31.6 مليون برميل يوميا. وتطرق التقرير الذي أوردت وكالة الأنباء السعودية أيضا أجزاء منه إلى تراجع مستويات المخزونات في الدول المتقدمة بمقدار 15.3 مليون برميل في يونيو لكن في يوليو زادت الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومن خارجها. وقالت إن معدل نمو إنتاج أوبك يبلغ 455 ألف برميل يوميا في 2008 ومن المتوقع أن يبلغ 655 ألف برميل يوميا في 2009.