نيويورك: واصلت أسعار النفط الخام تراجعها لليوم الثاني علي التوالي متأثرة بالتقديرات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية حول حجم الطلب العالمي المتوقع للنفط في العام القادم. وقد أشارت تقديرات الوكالة التي خفضت من حجم الطلب المنتظر إلي أن مستوي الطلب في 2008 سيكون في حدود 87.69 مليون برميل يومياً وهو ما يعتبر أقل بنحو 300 ألف برميل يومياً عن حجم التقديرات السابقة. وأوضح كبير معدي التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية لأورانس ايجلز أن المستويات المرتفعة لأسعار النفط قد بدأ يتضح تأثيرها، حيث هناك خفض في التقديرات الخاصة بمستويات الطلب لعامي 2007و2008. وأشارت شبكة بلوم برج الإخبارية عبر موقعها الإليكتروني إلي تراجع سعر النفط الخام الأمريكي اليوم في سوق نيمكس خلال التعاملات الإليكترونية وذلك بنحو 1.3 دولار أو بنسبة 1.4% ليبلغ 93.32 دولار للبرميل. وكان سعر الخام قد سجل أمس تراجعاً ب 1.7 أو ب 1.8% ليبلغ 94.62 دولار. وفي بورصة البترول الدولية بلندن تراجع سعر خام برنت لتعاقدات شهر ديسمبر بنحو 1.42 دولار أو بنسبة 1.6% ليبلغ 90.56 دولار. وكان سعر برنت قد سجل في السابع من الشهر الحالي أعلى مستوي له منذ بدء التعاملات علي الخام في عام 1988، حيث بلغ 95.19 دولار للبرميل. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي قد استبعد في تصريحات أمس أن يتم اتخاذ قرار خلال اجتماع قمة أوبك في الرياض يوم السبت المقبل بأجراء عملية رفع جديدة لإنتاج المنطقة. وأوضح في مؤتمر صحفي أن قمة أوبك التي ستعقد علي مدي يومي السابع عشر والثامن عشر من الشهر الحالي ستركز علي مسألة تأمين المعروض البترولي. وعلي صعيد متصل أشار مسئولون في "أوبك" أن الاجتماع الوزاري للمنطقة الذي سيعقد في الخامس من الشهر المقبل في أبوظبي سيناقش مسألة الإنتاج. ومن المقرر أن تناقش القمة الثالثة لقادة دول منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ثلاث قضايا رئيسية هي توفير إمدادات الطاقة وتدعيم الاقتصاد العالمي وحماية البيئة إضافة إلى الجهود المبذولة لاستقرار أسعار النفط العالمية. يذكر أن القمة الأولى لمنظمة "أوبك" عقدت بالجزائر فيما استضافت فنزويلا القمة الثانية عام 2000 وتعقد القمة عادة كل خمس سنوات إلا أن الظروف السياسية قد تحول دون عقدها في موعدها بين دولها الأعضاء ال 12 وهي السعودية والجزائر وانجولا واندونيسيا وإيران والعراق والكويت وليبيا ونيجيريا وقطر والإمارات وفنزويلا. وقد سجلت سعر سلة خامات منظمة "أوبك" تراجعا لليوم الثاني على التوالي وانخفض في تسعير يوم الاثنين بمقدار 91 سنتا ليستقر عند 88.80 دولار للبرميل الواحد مقارنة ب 89.71 دولار ليوم الجمعة من الأسبوع الماضي. وذكرت نشرة وكالة أنباء (أوبك) التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن المعدل السنوي لسعر السلة لعام 2006 بلغ 61.08 دولار للبرميل. وفى صعيد متصل, أعلنت منظمة أوبك في بيان صدر يوم 8 نوفمبر الحالي في مقرها في فيينا أن سعر برميل "سلة" أوبك المؤلفة من 11 نوعا من النفط الخام العالمي والذي يعتبر النفط المرجعي للمنظمة تجاوز للمرة الأولى عتبة تسعين دولارا. ويعتبر سعر برميل السلة الذي تنشره المنظمة دائما بتراجع يوم عمل واحد مرجعا لتحديد سياسة الإنتاج. ويرى المحللون أن السوق ربما في طريقها إلى التراجع بشكل فعلي حيث يتوقع أن تظهر بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي ستصدر قريبا زيادة طفيفة في مخزونات الخام. كما يعزو المراقبون الارتفاع في الأسعار خلال الأسابيع الأخيرة إلى حدة المضاربات التي شهدتها السوق العالمية بسبب المخاوف القائمة تجاه حالة الاقتصاد الأمريكي والقلق على مستقبل الإمدادات النفطية جراء الأوضاع الجيو-سياسية والنفسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.