محيط/ زينب مكي: في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط متجاوزة حاجز ال 77 دولارا للبرميل مقتربة من المستوى القياسي الذي سجلته العام الماضي قرب 79 دولارا مازالت "أوبك" ترفض كل الدعوات المطالبة بزيادة الإنتاج وتصر أن الإمدادات كافية في السوق. هذا وقد حذرت أمس وكالة الطاقة الدولية من نقص الإمدادات في السوق النفطية، وطالبت "أوبك" مجددا بزيادة الإنتاج في النصف الثاني من العام الحالي. وقال رئيس منظمة "أوبك" محمد الهاملي، الذي يشغل أيضا منصب وزير نفط الإمارات، أن المنظمة لا ترى سببا يدعو لزيادة إنتاجها في الوقت الراهن، لكنها مستعدة لزيادته إذا اقتضت الضرورة. و من جانبه كان وزير البترول السعودي علي النعيمي قد صرح بأن أسعار النفط المرتفعة لا صلة بينها وبين عوامل العرض والطلب في سوق النفط، وان نقص إمدادات المنتجات المكررة بالإضافة إلى التوترات السياسية العالمية من العوامل التي دفعت سعر النفط للارتفاع. ومن جهته كان وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل قد قال انه ليس هناك الكثير الذي يمكن ل"أوبك" عمله لدفع أسعار النفط المرتفعة نحو الانخفاض نظرا لان مخزونات النفط الخام العالمية وفيرة بالفعل. كما توقعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقرير صدر الأسبوع الماضي، أن الطلب العالمي على النفط سيزداد بنسبة 2.2% في المتوسط سنويا اعتبارا من هذا العام حتى عام 2012، ويلاحظ ان هذه التوقعات زادت على توقعات فبراير الماضي بنسبة 2% في النمو السنوي من 2006 إلى 2011. يذكر أن "أوبك" تسيطر على نحو 40% من إنتاج النفط العالمي، وضخت في يونيو الماضي حوالي 30.2 مليون برميل يوميا طبقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط الذي أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" أجزاء منه أن الطلب سيزيد بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال 2008، ارتفاعا من 1.53 مليون برميل يوميا هذا العام. وهنا طالبت الوكالة "أوبك" بالمساهمة بإعادة التوازن إلى السوق، من خلال زيادة الإنتاج بحدود 600 ألف برميل، ليرتفع متوسط إنتاج "أوبك" من 31.7 مليون برميل يوميا خلال هذا العام، إلى 32.3 مليون برميل في العام المقبل. وقالت الوكالة ان الطلب على النفط في العام المقبل سيبلغ إجمالا 88.2 مليون ب/ي في المتوسط. وخفضت أيضا توقعاتها لنمو الطلب هذا العام بمقدار 140 ألف ب/ي إلى 1.53 مليون ب/ي بعد أن تلقت معلومات جديدة عن العام الماضي. لكنها قالت ان الطاقة الإنتاجية لدى "أوبك" ستزيد بمقدار مليون برميل يوميا في العام المقبل إلى 35.4 مليون برميل في اليوم، كما أن من المتوقع أن يرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في "أوبك" بمقدار مليون برميل يوميا ومنتجات الوقود العضوي بمقدار 350 ألف برميل يوميا. كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية توسيع طاقة شبكة تكرير النفط في العالم بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا العام المقبل، بما يخفف من الضغط على انتاج الوقود. وعلى صعيد متصل تشير التوقعات التي نشرتها وزارة الطاقة الأمريكية مؤخراً بأن الاستهلاك العالمي للنفط ومشتقاته سيصل إلى 118 مليون ب/ي بحلول عام 2030 إذا استمرت السياسات الحالية في الاستهلاك أو إلى 105 ملايين برميل إذا انتهجت الحكومات سياسات للحد من استخدام النفط.