القاهرة: إصدارات جديدة أعلنت عنها الدار المصرية اللبنانية مؤخراً جاء الإصدار الأول بعنوان ""الثورة والجنس والغناء..قراءة في روايات عمرو عبد السميع" للكاتب والباحث مصطفى بيومي، أما الكتاب الثاني فهو رواية جديدة للكاتبة أمل صديق عفيفي حملت عنوان "نقطة.. ومن أول السطر". يقع الكتاب الأول "الثورة والجنس والغناء..قراءة في روايات عمرو عبد السميع" في 210 صفحة من القطع المتوسط وتمتد الدراسة فيه على مساحة ثلاثة أبواب وثمانية فصول ، تشي كلها بالتمكن من معرفة عالم عمرو عبد السميع الروائي ، والوقوف أمام تفاصيله وأحداثه وشخوصه ، والهدف الذي كتب من أجله هذه الروايات ، والدراسة تضع تحت المجهر ثلاثًا من روايات عبد السميع وهي: "ساعة عصاري"، و"الدم والعصافير"، و"أنا والحبيب"؛ والتي تشكل معًا تلخيصًا وافيًا للقضايا التي يوليها الروائي اهتمامه ويسخر لها قلمه. والأبواب الثلاثة هي على الترتيب: "ثورة يوليو، والجنس، والغناء"، وتسبق كل باب مقدمة قصيرة عن فصوله وطبيعة الرؤى التي يبحثها ويتوقف عندها. يقف الباب الاول والمعنون ب "ثورة يوليو" أمام أربع من القضايا المهمة وهي : عبد الناصر والناصريون ، وأعداء وضحايا ، والانتهازيون ، والهزيمة وتداعياتها ، وتمثل كلها بدايات الثورة وما وعدت به من إنجازات ، أغلبها لم يتحقق ؛ حيث ركبها الانتهازيون ، ووثب عليها الأعداء ؛ مما أدى بالضرورة - وفي ارتباط حتمي - إلى نكسة يونيو ، وما جلبته تداعياتها على الوطن كله . يتناول المؤلف والباحث في الباب الثاني تركيز الروائي عمرو عبد السميع على الجنس كقيمة مركزية في أدبه، ومحورًا من محاور رؤية العالم ، وزاوية يفسر من خلالها اختلالات المجتمع والسياسة فيه وعنه وإليه تتمحور حركة بعض الشخصيات ، سواء في قمة هرم السلطة أم في قاع المجتمع. وفي الباب الثالث يرصد بيومي رؤية الروائي للغناء في عالمه الروائي ؛ حيث يمثل الغناء بأشكاله المختلفة عنصرًا بالغ الأهمية في تشكيل ملامح العالم الروائي لعمرو عبد السميع ؛ إذ لا يقتصر الأمر على الشهادة الموضوعية الواعية التي ترصد وتحلل وتسلط الضوء على جملة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية المرتبطة بالغناء ، بل إن التناول يمتد أيضًا إلى أسلوب البناء الفني ، ذلك أن المقتبسات الغنائية هي المدخل الذي يتحكم الروائي من خلاله في الربط بين فصول الرواية الواحدة. أما الكتاب الثاني والصادر عن المصرية اللبنانية أيضاً فهو رواية "نقطة ومن أول السطر" للكاتبة أمل صديق عفيفي وتقع في 230 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف معبِّر للفنانة هنادي سليط. وتشكل تيمة الحرية والاستقلالية والبحث عن الذات ، محور الارتكاز في الرحلة الروائية ، وتمثل قيمة التجدَّد والتغيَّر ، والتقدَّم للأمام والتراجع للخلف أجنحة الرواية التي تطير بها ، تشكل في النهاية مجمل الرسالة التي يحملها العمل ، ويريد أن يبثها في وجدان قارئه . التفاصيل الصغيرة ، والعلاقات المتشابكة التي تتواصل وتتقاطع عبر منشئ الحكاية البانكيرة "ريهام مصطفى" نقطة الابتداء ، وهي نفسها التي تلقي بكلمة الختام في الرواية ، تتقاطع علاقاتها وتتشابك لتشكل نسيجًا حيَّا وواقعيًّا ، وتخلق عالمًا روائيًا غنيًا بالمشاعر والأحاسيس والصعاب ، ولحظات البهجة والغيرة ، وحب الاكتشاف. وتختم المؤلفة روايتها بمقطع يضع نقطة لينهي مرحلة ويبدأ من أول السطر في بداية جديدة ورغبة في الحياة لا تقاوم : "وأشرقت الشمس يوم الأحد كعادتها كل يوم ، ولد البعض ولم يستيقظ آخرون ، اجتمع أناس ، وافترق غيرهم آخرون ، ضحك البعض وبات الباقي يبكون" ... إلى أن تقول: "والكل يعرف أن الحياة لابد أن تستمر ، والساقية لابد أن تدور ومع إشراقة يوم جديد "نقطة ومن أول السطر".