القاهرة : صدر مؤخرا عن سلسلة "كتاب اليوم" كتاب "النبى محمد فى الأدب المصرى" تأليف مصطفى بيومى، ويواكب الكتاب الصادر بشهر أغسطس شهر رمضان الكريم، وفيه دراسة لشخصية النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى الأدب المصرى منذ طه حسين حتى علاء الأسوانى. يدخل الكاتب إلى أعماق روايات وأدب كبار الأدباء المصريين من طه حسين ويحيى حقى ونجيب محفوظ إلى إحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوى وفتحى غانم و يوسف الشارونى و يوسف إدريس وسليمان فياض ثم بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم وجميل عطية ابراهيم وعلاء الديب وعلاء الأسوانى. ويشرح كيف أن الدين فى مصر متعمق ومتغلغل فى أعماق الشخصية المصرية البسيطة فى روايات نجيب محفوظ حيث أن فى ادب محفوظ الرسول هو القدوة والأسوة لشخصياته ، وكما الأمر فى أدب طه حسين الذى نلاحظ فيه الحنين الدائم إلى القاهرة والأزهر الشريف. ثم ينتقل إلى مفهوم ( الدين الشعبى ) والذى كانت دلالاته جلية جداً فى رواية (قنديل أم هاشم) ليحيى حقى التى تعتبر أحد الأعمال البارزة فى تقديم رؤية لعالم جديد فتح بابه حقى للصراع بين الشرق بروحانياته والغرب بعلمه ، فعالم يحيى حقى الأدبى ملئ وغزير بالرؤية الدينية والاستشهاد بالآيات والأحاديث وشخوص رواياته التى كان بها العديد ممن يعملون فى الإنشاد الدينى القائم على قصائد مدح الرسول الكريم . ويتوقف مصطفى بيومى عند محطة نجيب محفوظ بروايته الأكثر شهرة "أولاد حارتنا" متحدثاً عن الفهم السطحي الذى كان من نتائجه تعرض الأديب لمحاولة اغتيال، اعترف منفذها أنه لم يقرأ الرواية بل سمع عنها، ويؤكد فى ذات الوقت أن النبى محمد فى أدب نجيب محفوظ متغلل ومؤثر على جميع شخوصه وأحداثه المختلفة فهو القدوة والمثل الأعلى فى مختلف قصصه من السكرية إلى زقاق المدق وميرامار وبين القصرين وقصص مختلفة من مجموعاته القصصية مثل (خمارة القط الأسود) . وتقول نوال مصطفى رئيس تحرير "كتاب اليوم" : رحلة بطول قرن من الأعوام الأدبية العديدة التى تزخر بأدب هؤلاء العظام ، الذين يمتلكون نظرة فلسفية وفكرية يصيغونها بريشة أدبية وعلى الرغم من أن المدى الزمنى بين الكتاب الروائيين الذين اختارهم مصطفى بيومى يصل إلى نصف قرن إلا اننا نلاحظ اتفاقهم جميعاً على تأثير النبى - صلى الله عليه وسلم- فى وعى الشعب .المصرى.