أبوظبي: صدرت مؤخراً الترجمة العربية لكتاب "الإسلام الإيطالي رحلة في وقائع الديانة الثانية" لمؤلفه ستيفانو أليافي وترجمة عزالدين عناية وعدنان علي، ويأتي هذا الكتاب في إطار مشروع التعاون الثقافي بين "معهد الشرق" في روما ومشروع "كلمة" في الإمارات، ويأتي هذا الكتاب ليرصد الحضور الإسلامي في ماضيه وحاضره. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" يبلغ عدد المسلمين في إيطاليا زهاء المليون ونصف المليون، ولكن لا يزال هذا الحضور يواجه عدة سلبيات بدءاً من تدنّي المشاركة إلى محدودية التنظيم، فما يزال المسلمون ناشطين بسواعدهم ومقصِّرين بعقولهم، وهو ما يؤجل حوارهم الحقيقي مع المجتمع الحاضن، وما يجعل مشاركتهم صامتة. وبالنسبة إلى إيطاليا كما الشأن بالنسبة إلى بلدان أوروبية أخرى، يتعلق الأمر بمنعرج تاريخي حيث صار الإسلام في هذه الدول الدين الثاني تقريبا، فلا نستطيع اليوم الحديث عن الإسلام والغرب، فالإسلام بات حاضرا في عقر دارنا - على حد تعبير مؤلف الكتاب - وبصدد نشأة إسلام في الغرب، نتاج هذا التطعيم الجديد. وعن نفس المشروع صدر كتاب أخر مترجم عن الإيطالية وهو "الإسلام في أوروبا: أنماط الإندماج" من تأليف الإيطالي إنْزو باتشي وترجمة الأستاذ التونسي في جامعة روما عزالدّين عناية. ويأتي هذا الكتاب ليعقد مقارنة بين قوانين وتشريعات كل من فرنسا وألمانيا وإنجلترا وهولندا وبلجيكا والبلدان الإسكندنافية، فضلا عن بلدان جنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا، فيما يخص التعامل مع الظاهرة الإسلامية. ووفقاً ل "القدس العربي" شهدت بلدان القارة العتيقة الكثير من لحظات التوتّر الاجتماعي والسياسي، وذلك عندما طرحت مسألة الاعتراف العمومي بحقوق أداء العبادة والحرية الدّينية للمسلمين. فحضور هؤلاء الناس المرئي، يثير ويؤجّج انفعالات قوية. وتختلف الأراء في العديد من الدول الأوروبية فهناك من يرى أن المسلمين يمكن لهم الاندماج، بينما يرى آخرون، أن هؤلاء لا يتلاءمون مع تعاليم دولة القانون، لأن خلفيتهم تستند إلى قوانين دينية تسمو فوق قوانين الدولة. ويأتي هذا الكتاب كمدخل قانوني واجتماعي لإشكالية معاصرة، باتت من أبرز المسائل المطروحة في السياسة الأوروبية.