أصدرت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت الجزء السادس من نوادر النوادر من الكتب، والتي تصدر ضمن سلسلة مكتبة عبدالكريم سعود البابطين، وهو أشبه بدليل للتعريف بمجموعة من الكتب القيمة التي طبعها أو كتبها أو عرّبها كتاب وناشرون عرب خلال القرن التاسع عشر، وقليل منها مطبوع قي النصف الأول من القرن العشرين. مع الأخذ في الاعتبار أن تاريخ تأليف بعضها يعود إلى مئات السنين الماضية. ورغم غلبة الصبغة التاريخية حيث كتب مثل "معجم البلدان" للحموي و"تقويم البلدان" لأبي الفداء عماد الدين صاحب "حماة والتحفة السنية بأسماء البلاد المصرية" لابن الجيعان ، و"الدرس التام في التاريخ العام" لعبدالله ابو السعود و"تاريخ مصر الحديث" لجرجي زيدان و"المختصر في أخبار البشر" لأبي الفداء، إلا أن هذا الدليل التوثيقي ضم أيضا مجموعة نادرة من كتب الفقه والشعر والأدب بشتى ضروبه. ووفقا لصحيفة "الدستور" الأردنية يعرض هذا الجزء لأبرز دواوين الشعر الموجودة مثل ديوان العباس بن الأحنف المطبوع عام 1881 ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري المطبوع عام 1903 ، وكتاب نجوم الفرقان في أطراف القرآن ، والكتاب هو أول فهرس عمل لألفاظ القرآن الكريم ، وطبع عام 1886ومعظم هذه الكتب طبعت بين ثلاث مدن هي: القاهرةوبيروت، والقسطنطينية، ومعظم المؤلفين أو المعربين ينتمون إلى مصر أو بلاد الشام. ومن بين الكتب الصادرة "قصة هند الغسانية" للكاتب شاكر شقير ، والتي طبعت في بيروت عام 1887 على نفقة جمعية الكراريس البريطانية ، وهذه الرواية سبقت بأربعة أعوام المملوك الشارد لجورجي زيدان التي يعتبرها البعض باكورة الرواية التاريخية في الأدب العربي كما ضمت القائمة كتاب وقائع تليماك تأليف القس والأديب الفرنسي فينيلون ، تعريب شاهين عطية ، نشرته المطبعة اللبنانية في بيروت ، 1885 ، وهذه النسخة المعربة تالية لتعريب سابق قام به رفاعة الطهطاوي للقصة نفسها بين عامي 1851 1854و تحت عنوان مواقع الأفلاك في وقائع تليماك. وتحكي القصة عن أحد أبطال اليونان الذين حاصروا مدينة طروادة وصاحب فكرة الحصان الشهير وكتاب ليالي سطيح لشاعر النيل حافظ إبراهيم ، وهذا الكتاب أكثر حظاً في شهرته من الكتب السابقة ، وصدرت طبعته في مصر عام 1906 ، مطبعة الإصلاح، والكتاب يعالج الأوضاع في مصر بأسلوب قصصي شيق من خلال فكرة الليالي المستلهمة من ألف ليلة وليلة. كما جاء في القائمة كتاب محمد علي وهو رواية تاريخية من تأليف مولباخ ، وتعريب نسيب أفندي المشعلاني ، نشرتها مطبعة الهلال في مصر عام 1907 تتناول تفصيلا سيرة باني مصر الحديثة محمد علي باشا. ولعل هذه الكتب ، وغيرها من الإبداع السردي ، تأليفا وتعريباً ، في القرن التاسع عشر وبواكير القرن العشرين ، تحظى بما تستحق من الاهتمام في التأريخ لفن الرواية العربية، لمعرفة ما استعارته من تقنيات ومواضيع غربية ، وما استلهمته من جذورها العربية.