صدر مؤخرا عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن سلسلة عالم المعرفة كتاب "الخجل" من تأليف راي كروزير وقام بنقله للعربية الدكتور معتز سيد عبد الله، ويقدم من خلاله عرض وتقييم لأهم ما توصلت إليه الدراسات النفسية من نتائج حول الخجل. ويبحث المؤلف وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية كيفية الاستفادة من تلك النتائج وتوظيفها بالشكل الذي يحقق الفائدة، بعد أن أصبح الخجل محل الاهتمام المكثف للدراسات النفسية منذ سنوات قليلة. وتسعي الدراسة الي التحديد الدقيق لأسباب "الخجل" ومظاهره وعلاقته بالمتغيرات الأخرى وأساليب علاجه ليس بالأمر اليسير، حيث يعد موضوع متعدد الجوانب ومتباين المظاهر لذلك فهو محل اهتمام أفرع وتخصصات علمية كثيرة مثل دراسة ارتقاء سلوك الأطفال وعلم الوراثة السلوكي، وسمات الشخصية، والتكوين المزاجي، وتحليل العلاقات الاجتماعية، وفسيولوجية القلق، العلاجات النفسية والدوائية للقلق الاجتماعي. ويحلل الكتاب "الارتباك" عند البشر من خلال بعض العبارات مثل "تنتابني فجأة حالة من الخجل الشديد"، أو "أنا بطبيعتي خجول كثيرا لا أجد ما أقوله"، أو "أنها إنسانة غاية في الخجل". وأشار كروزير الي انه يمكن وصف الفرد بأنه خجول إذا كان يميل إلى الصمت وهو بصحبة الآخرين، ويشعر بالضيق والتوتر لوجوده في وسط جماعة من الأفراد، ويكره ان تسلط الأضواء عليه، أو يكون موضع ملاحظة الآخرين واهتمامهم، أو يشعر بالتردد والخوف إذا كان بصدد مقابلة شخص يراه ولم يسبق له التعامل معه. ويفسر الكتاب بعض المظاهر السلوكية الكاشفة عن الخجل، ثم تعريفات الخجل، مع التركيز على التوجه الذي يعتبر الخجل إحدى سمات الشخصية، ويتوقف عند بعض النظريات التي تفترض ان الخجل يتضمن ثلاثة مكونات أساسية: معرفية وانفعالية وسلوكية، حيث تتناقش كل مكون من تلك المكونات الثلاثة، وأوجه التشابه والاختلاف بين الخجل والارتباك، وفسيولوجية كلا منهما. ويبزر الكتاب إمكانية مساعدة الأفراد للتغلب علي صعوبات التي تواجههم في تفاعلاتهم الاجتماعية، ويتناول منحيين أساسيين يهدفان إلى مساعدة الأفراد الذين يعانون الخجل الاجتماعي الشديد في التغلب على صعوباته وآثاره السلبية، الأول البرامج السلوكية، والثاني العلاج الدوائي.