صدر عن دار المدى بالعاصمة السورية دمشق الترجمة العربية لكتاب "الديكاميرون" للكاتب جيوفاني بوكاشيو وقام بترجمته صالح علماني، والذي ينقل الي العربية كاملا للمرة الأولي رغم مرور سبعة قرون على ظهور باللغة الإيطالية. وتحدث صالح علماني في مقدمة الكتاب وفقا لصحيفة "تشرين" السورية، عن بوكاشيو فنه، وعلاقاته الأدبية، ومغامراته وإحباطاته العاطفية، وصداقته مع شاعر إيطاليا الأكبر بترارك، وكتاباته التي مهدت لظهور هذا العمل. وتدور أحداث "الديكاميرون" في عشرة أيام، في تلك الفترة الرهيبة التي حصد فيها الطاعون أرواح خمس وعشرين مليوناً من الأوروبيين، هم حوالي ربع السكان في النصف الأول من القرن الرابع عشر حيث أحداث الرواية السياسية. ويوضح علماني أن الكتاب لم ينقل إلى العربية كاملاً من قبل، بل ظهر منه في النصف الأول من القرن الماضي عدد من القصص ضمن مجموعتين قصصيتين، بترجمة كامل كيلاني، وفي خمسينيات القرن الماضي ضمن سلسلة كتابي التي كان يشرف على إصدارها حلمي مراد، صدر الكتاب الثالث عشر من السلسلة بعنوان "الديكاميرون - ألف ليلة وليلة الإيطالية" بترجمة إسماعيل كامل. وتنتمي الدّيكاميرون أو «الأيام العشرة» إلى القرن الرابع عشر الذي كان بداية لاحتضار العصور الوسطى في أوروبا، وتبدلاً في العقلية الاجتماعية والدينية مدفوعاً بنظام اقتصادي سيسود أوروبا في عصر النهضة، ويبدو هذا ظاهراً في معظم فصول الرواية. وتحكي الرواية مئة قصة تروى خلال عشرة أيام على ألسنة سبع نساء وثلاثة رجال تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين هربوا الي فلورنسا من الطاعون، إلى كنيسة سان ماريا ليتعارفوا ويتفقوا على الهرب من الوباء الذي اجتاح فلورنسا عام 1348م، فيذهبون للعيش في قصر فخم في إحدى القرى القريبة من المدينة.. جدير بالذكره أن جيوفاني بوكاشي كتب هذه الرواية إلى نساء عصره بهدف تسليتهن، حيث كُنَّ محرومات من وسائل اللهو المتاحة للرجال في ذلك العصر، لتصبح فيما بعد تصنف إلى جانب أعمال هوميروس وشكسبير والكتب المقدسة.