شهد مركز الحسين الثقافي برأس العين أول أمس حفل توقيع رواية "الإسكندرية 2050" للكاتب صبحي فحماوي بحضور مجموعة من النقاد والمثقفين الأردنيين وحشد من الصحفيين والإعلاميين. صدرت الرواية عن دار الفارابي وتتناول أحداثها مدينة الإسكندرية المصرية فتلقي الضوء على ملامح اجتماعية وإنسانية وسياسية في رؤية تخيلية بعد أربعين عاما في إحدى أهم وأعرق مدن الشرق. ووفقاً لجريدة "الدستور" الأردنية أدار حفل التوقيع وتحدث فيه كل من الناقد والقاص زياد أبو لبن وكل من الدكتور بلال كمال رشيد والدكتورة تهاني شاكر والدكتورة نيرة المنياوي كما قدم المؤلف شهادة حول روايته. تحدث الناقد زياد أبو لبن قائلاً: "الإسكندرية 2050" رواية خامسة للصديق فحماوي إلى جانب مجموعاته القصصية الخمس ومسرحياته، فهو مبدع وروايته عمل مفارق للواقع من حيث المضمون ومغاير من حيث الكتابة كما انه ينم عن ثقافة واسعة يتمتع بها المؤلف وأظن أن القارئ سيدرك لذة في ثنايا الرواية. وشارك الدكتور بلال كمال رشيد في الحفل قائلاً عن الرواية "أنها تصور معالم غابرة وعالما حالما وهي تعمد إلى خلق عالم آخر مستندة إلى علم الوراثة لتنتج عالما اخضر يتحد فيه الإنسان والحيوان والنبات باللون الأخضر ويكون الناس سواسية فيه كأسنان المشط"، كما تحدث رشيد عن طرح الرواية لعلاقة الإنسان بالبحر والطبيعة وتنبئها بحروب قادمة يكون الصراع على المياه سببها الرئيسي. وقالت الناقدة الدكتورة تهاني شاكر عن الرواية أنها فريدة في فكرتها ولاتأخذ أحداثها من الماضي والحاضر فقط وإنما تسعى لاستشراف المستقبل، وتصوير ما ستكون عليه الإسكندرية والعالم بأسره بعد عقود من الزمن، وتابعت قائلة "يعتمد الكاتب في استشراف المستقبل على مؤشرات من الحاضر أحيانا وعلى خياله العلمي غالبا ليقدم لنا رواية تختلف في مضمونها عن كل ما قرأناه له، أو لغيره من الكتاب". وأكدت الناقدة د. نيرة المنياوي على جمع الرواية للمنهج الفانتازي والواقعية وقالت "تجمع الرواية مابين الطرافة في قالب مشوق وساخر، ومابين السرد والحوار الجذاب والنكات، كما تجمع بين الفكر الأيديولوجي الجاد والحب والعشق أحيانا والكراهية والظلم أحيانا أخرى، وأن الروائي يستخدم قلمه ككاميرا تخوله حرية التنقل جغرافيا وزمنيا، كاسرا الحدود التقليدية ومعبرا عن تقنية حديثة". واختتم الحفل بكلمة للروائي صبحي فحماوي قال فيها:"كم حلمت بعالم لا يقوم على الصراع ونهش الآخر.. كم حلمت بكائنات لا تقوم كينونتها على إلغاء الآخر، وغنى لا يقوم على إفقار الآخر، وصحة لا تغزوها أمراض الآخر، وأوطان هي مستقر لمواطنيها، فلا يضطرون لهجرتها تحت تهديد الحروب والتمييز العرقي، كم حلمت بقصة حب لا تنتهي وبعالم يتحلى بالبراءة والصدق ويخلو من حقن المخدرات وتجارة الجنس وبحياة بحرية تنعش مرتاديها دون أن تلتهم أسماكها، فيعيش فيها الإنسان والحيوان كما تعيش طحالب البحار، كما في خيالات ألف ليلة وليلة ". وأكد فحماوي - في شهادته - انه حول رسم عالم جديد من خلال حياة يملؤها الحب والسلام وللإخاء في مدينة الإسكندرية عام 2050 نظرا لأن تلك المدينة فريدة في التمازج الثقافي والحضاري الذي احتضنته على مدى سنين.