صدر مؤخرا عن دار الأحمدي للنشر بالقاهرة كتاب "ثقافة الجنس في الأديان السماوية" للكاتب الصحفي فوزي شعبان الذي يرى في مقدمته أن تدريس المبادئ العامة للثقافة الإسلامية الجنسية سوف يرسخ في النفوس أنها جزء من الثقافة العامة والإسلامية. وفي قصة خلق آدم وهبوطه من الجنة، يرى المؤلف أن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الشجرة أن يكون هناك محظور يقف عنده هذا الجنس ولا يتجاوزه وأن يعلم إرادته ورغباته وشهواته وأن هناك حدًا أعلى لا يمكن تجاوزه، وأن يتعود على التحكم فيها، وبعد أن أكلا، ظهرت لهما عوراتهما "سوءاتهما"، وكانا من قبل لا يريان ذلك، ومعنى ظهورها لهما، أن شهوة التناسل دبت فيهما بتأثير الأكل من الشجرة، فنبهتهما إلى ما كان خفي عنها من أمرهما، فخجلا من ظهورها، وشعرا بالحاجة إلى سترها وشرعا يخصفان أو يضعان ويربطان على أبدانهما من ورق الجنة. ينتقل المؤلف إلى الفراعنة، فيقول وفق صحيفة "البيان" الإماراتية: عثر على بردية تذكر المحرمات التي يجب على المحبين عدم الاقتراب منها، حتى تنصلح الأمور، وهي تتضمن مجموعة من الطرائف، والأعمال السحرية التي تقرب قلوب الأحبة، أو تقوي العلاقات الجنسية، فهي تحرم الاتصال الجنسي في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثالث لفصل الفيضان، سواء للرجل أو الأنثى!!. وحول الجنس عند اليهود، يقول: لم تختلف الحياة الجنسية لدى اليهود عن غيرها من شعوب العالم القديم، واكتسب اليهود كثيرًا من العادات الجنسية المصرية الفرعونية فعرفوا كيف يعاملون الأنثى، ويتقربون إليها، ويقولون فيها كلمات الحب والغزل، كما عرفوا من المصريين المواد الزراعية والفاكهة التي تعمل على تقوية الرجل جنسيًا. ويلخص المؤلف الآيات التي وردت في القرآن الكريم التي جاء فيها ذكر العلاقات الجنسية، والميل الفطري بين النساء والرجال، مثل قوله تعالى: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب". (آل عمران 14) وفي سياق الحديث عن ظاهرة التحرش الجنسي التي تحدث في تلك الفترة، يذكر المؤلف أول تحرش جنسي برجل، فيقول: من المؤكد أن هذا لم يكن هو أول تحرش جنسي من امرأة إلى رجل، ولكن حكاية نبي الله يوسف مع زوجة عزيز مصر، وهيامها به حتى أدخلته السجن، ثم أخرجته منه، ستظل إلى نهاية الدنيا رمزًا لتحرش المرأة العاشقة بمن تريد ولا يريدها. يذكر فوزي شعبان أن سور القرآن الكريم انفردت دون كتب الله الأخرى بتقديم جوائز ومنح، وهبات لا ترد إلى المؤمنين الذين يطيعون الله ورسوله في الحياة الدنيا، فيحصلون على المنح في الحياة الآخرة، هذه الجوائز تشكل أجمل أنواع النساء في الحياة الدنيا والآخرة، فهذه حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، وهي قاصرات الطرف كأنهن بيض مكنون، وفي صورة "ص" هناك جنات عدن، وقاصرات الطرف أتراب، وعدًا وحقًا لكل من اتقى الله.