صدر أحدث عمل روائي للكاتب المصري صنع الله إبراهيم بعنوان "القانون الفرنسي" عن دار المستقبل العربي، الرواية تقوم علي التخيل واستلهام التاريخ حول مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر نهاية القرن الثامن عشر مستعيدة أحداث الشغب التي وقعت في نفس التوقيت المذكور في الرواية. كما استفاد الروائي من عديد من الكتاب المعاصرين الذين اهتموا بهذه الفترة مثل هايدي تويليه من جامعة السوربون ود. أمينة رشيد من جامعة القاهرة وريشار جاكمون.. وغيرهم. تتناول الرواية القانون الذي تم سنه منذ عامين بفرنسا، ويعيد الاعتبار للاستعمار الفرنسي في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في شمال أفريقيا، باعتباره أداة للحضارة والتمدين، ويرصد صنع الله إبراهيم في روايته الجديدة وقائع مشاركاته ببعض المؤتمرات العلمية بالعاصمة الفرنسية باريس حول قضايا الاستعمار والتحرر. والرواية وفق "أخبار الأدب" الأسبوعية المصرية تعد جزءا ثانيا من روايته الأخيرة " العمامة والقبعة" التي صدرت العام الماضي. ويستعرض إبراهيم في الرواية كما نقلت عنه صحيفة "الجزيرة" السعودية نماذج من الأكاديميين المشاركين في هذه المؤتمرات - خاصة العرب منهم - وتوجهاتهم الفكرية والسياسية. كما يبرز الروائي الدور الدموي الذي قام به الاستعمار الفرنسي منذ حملة نابليون في مصر وفلسطين، وصولا إلى المجازر الفرنسية بالجزائر. وقد استمد صنع الله إبراهيم المادة الوثائقية لروايته الجديدة من الكتب العربية والفرنسية الصادرة حول الموضوع. ومن الرواية نقرأ كما نشرت صحيفة "البديل" المصرية: سأل أحد الشبان: هل هناك أمل في أن تتوقف أعمال العنف بالجزائر؟ أجاب أستاذ مونبيلييه قائلا: إذا كان هناك أمل فهو أن الأمريكيين قد وضعوا قدما في الجزائر لمساعدة نظام بوتفليقة علي مواجهة الإرهاب. ويبدو أنه حدث تراجع ملحوظ في مستوى الفظائع خلال السنوات الثلاث الماضية. فهل يعتبر هذا نجاحا لبوش في حربه ضد الإرهاب أم أن قتلة الجزائر قد انتقلوا إلي العراق؟. علق رفيق علي الفور مستنكرا المشابهة بين العراق والجزائر. وقال إن التدمير الذي حدث للجزائر علي يد الاستعمار هو المسئول عن الردة الدينية. وليست للأمر علاقة بالعراق الذي تعرض لغزو أمريكي. وما يجري به من عنف ليس إرهابا وإنما مقاومة. تدخلت قائلا: أنا لا أنكر التاريخ الاستعماري للعرب. وليس من الضروري أن يتبع ذلك التخفيف من إدراكنا للاستعمار الفرنسي. إننا نطالب الضمير الفرنسي ممثلا في الجمعية الوطنية باستنكار العهد الاستعماري وليس بوسعنا أن نفعل هذا بالنسبة للعرب. فمن نطالب الآن؟ مصر التي لم تستعمر أحدا في تاريخها بل كانت دائما ضحية للاستعمار؟ نفس الأمر ينطبق علي ليبيا وبلاد الشمال الأفريقي بل والمشرق أيضا. علق أحد الطلاب الأمازيغيين، فيما يبدو، فدعا إلى تدريس اللغة الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية وإقرار الهوية الأمازيغية في الدستور المغربي. تبعته ماريان قائلة: أنا لا أطالب بالتعويض عن أعمال النهب أو عن حصد أرواح سدس الشعب الجزائري خلال الخمس والعشرين سنة الأولي من الغزو. وفي نفس الوقت لا أرى مبررا لإغفال دور المعلمين الفرنسيين التنويري. صنع الله إبراهيم كاتب وروائي مصرى، حصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004م. سُجن أكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م ، وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار. من أشهر رواياته "اللجنة" التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات.