صدر مؤخرا كتاب متضمنا سلسلة حوارات ومقابلات ممتدة أجراها مؤرخ وصحافي "إسبانيان" مع ابنة ديكتاتور إسبانيا الجنرال فرانسيسكو فرانكو الوحيدة، ماري كارمن، البالغة من العمر الآن حوالي 82 عاما، حاولت فيه تقديم صورة عن قرب لأطوار حياة والدها، بدءا من طفولته في مدينة فيرول الصغيرة، والتي تقول عنها إنها كانت فترة سعيدة، مارس والدها أثناء وجوده بها هواية الاستماع إلى قصص البحارة في الميناء، الذي كان يتردد عليه مرارا. ووفقا لمحمد بوخزار بصحيفة "الشرق الاوسط" تروي كريمة فرانكو المسار العسكري لوالدها الذي تخرج برتبة ضابط من الأكاديمية العسكرية لمدينة طليطلة، ولم يكن عمره قد تجاوز السبعة عشر ربيعا، لدرجة أنه منع عليه حمل بندقية حقيقية، ما اعتبره شبه إهانة له في بداية مساره العسكري، خاصة أنه كان يمجد المهنة، ويعتبرها رمزا للانضباط والطاعة. ووصفت ماري كارمن، والدها بأنه كان عسكريا، أولا وأخيرا، في أسلوب عيشه وطريقة تفكيره، مثلما كان شديد الارتباط بزملائه في خدمة العلم الإسباني. وكشفت ماري كارمن أن شخصية والدها نضجت واكتملت في المغرب، حيث عمل ضمن قوات "ريغولاريس" وقوامها في ذلك الوقت عدد من الأهالي من شباب المغرب، الذين تؤكد ابنة الديكتاتور أن والدها أحب المغاربة كثيرا وخالطهم وعاشرهم، واندمج في أسلوب حياتهم، رغم أنه كان يعلم أن أعدادا من بينهم مناهضون للاستعمار الإسباني لبلادهم، بينما أعداد أخرى كانت مقتنعة بجدوى الدفاع عن علم إسبانيا. وصرحت ابنة فرانكو أن أباها كان يكن احتراما للديانة الإسلامية، ولذلك عارض فكرة زواج المغاربة من فتيات إسبانيات، مخافة أن يجبرهم ذلك على التحول نحو اعتناق المسيحية. وكان أكره شيء إليه أن يكون الزوجان من ديانتين مختلفتين. وتروي الابنة بعض التفاصيل عن الحياة العاطفية لوالديها، وقالت إنها تعرفا إلى بعضهما، وكانت والدتها في السابعة عشرة من عمرها، وعندما علم والدها أي جدها بذلك أدخلها إلى مدرسة تابعة للكنيسة في «فيرول» لكن الجنرال الراحل كان يسلك جميع السبل لرؤية حبيبته التي ستصبح زوجته، بما في ذلك بعث رسائل الغرام الصغيرة. وعندما تزوجت به، كانت خائفة على مصيره بعد أن ذهب إلى المغرب، الذي كانت تأتي منه أخبار سيئة عن وفاة الجنود الإسبان. وتصف ماري كارمن والدتها بالبكاءة (كثيرة البكاء) خوفا على مصير زوجها في المغرب. وتقص ماري كارمن، أشياء طريفة ومثيرة عن لقاء والدها بالزعيم النازي أدولف هتلر في "هندايا"، وتكشف أن والدتها صلت كثيرا، وتذرعت إلى الله من أجل زوجها لأنها كانت تعرف أنه ذاهب لمواجهة أمر خطير. والأخطر من كل ذلك هو أن فرانكو، خشي أن يتعرض للاختطاف على يد هتلر، ولذلك ترك وصية لمن يحكم بعده في حال عدم رجوعه. فرانسيسكو فرانكو (4 ديسمبر 1892 - 20 نوفمبر 1975)، كان رئيسا فعليا لأجزاء من إسبانيا من أكتوبر 1936 وحتى وفاته في عام 1975، وصل إلى السلطة بعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939). في صيف عام 1936 وتحديداً في 18 يوليو 1936 قام بإنقلاب عسكري ضد حكم الجبهة الشعبية الذي كانت إسبانيا تحت حكمه وكانت تتكون من حكم الديمقراطيين والإشتراكيين وقد قاومت الجمهورية الشعبية الإسبانية هذا الإنقلاب ومن هنا بدأت الحرب الأهلية الإسبانية، واستمرت الحرب لمدة ثلاث سنوات منذ عام 1936 إلى عام 1939 وبلغ عدد ضحاياها مليون من البشر، وانتهت هذه الحرب بانتصار الجنرال فرانسيكو فرانكو بمساعده أساسيه من هتلر وموسوليني. وقد إعتمد فرانكو في جيشه على قوه من الجنود المغاربه يبلغ تعدادها خمسين الف جندي بقياده ضابط اسمه محمد مزيان وقد ظل صديقا له ومقربا إليه وحارسا له حتي النهايه وإنتصاره النهائي في هذه الحرب في سنه 1939 قد اتاح له ان يحكم إسبانيا حكما ديكتاتوريا حتي وفاته عام 1975 وقد كان عمره ان ذاك 83 عاماً أي انه حكم إسبانيا سته وثلاين عاما متواصله.