صدر لدى دار "أزمنة" الأردنية كتاب "لو كان آدم سعيداً" للكاتب الروماني – الفرنسي إميل سيوران ترجمة التونسي محمد علي اليوسفي. يعرّفه محمد علي اليوسفي في مقدمة ترجمته كما نقلت عنه صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه عاش في مرحلة تتحدث عن الحداثة، وما بعدها، لكنه اختار الابتعاد عن زمانه. سعى إلى تحطيم المعنى من أجل خوض تجربة اللامعنى. اعتذرت دار "أزمنة" عن عدم التعريف بالكاتب وتقديم أفكاره، بل جعلته يتحدث عن نفسه من خلال ملحق يضم مقتطفات من الحوارات التي أجريت معه. وذلك عملاً بمقولته: "لا ينبغي الكتابة عن أحد، أبداً. لقد اقتنعت بجدوى هذه الفكرة إلى درجة أنني كلما ملت إلى فعل ذلك، كانت فكرتي الأولى مهاجمة الشخص الذي سأكتب عنه، حتى وإن كنت معجباً به". يقال إن سيوران أفضل كاتب أقوال مأثورة "شذرات" بعد نيتشه، حيث أخذ سيوران بنهج الشذرة كطرح مكثف لتأملاته ومواقفه الفلسفية. فكر سيوران دوماً في ترك الكتابة جانباً، أو الإقلال منها إلى أبعد حد، كان يقول: "ما أن نكتب شيئاً حتى يفقد سحره، يصير بلا معنى، لقد قتلنا الشيء كما قتلنا ذواتنا". لاحظ سيوران أن الذين لا يكتبون لديهم منابع أكثر من الذين يكتبون، لأنهم يحتفظون لأنفسهم بكل شيء: "أن تكتب... أن تفرغ نفسك من أجمل ما فيها". الذي يكتب يفرغ نفسه، في نهاية المطاف، يصير عدماً، هكذا فالكتّاب عديمو الأهمية، بحسب سيوران. مختارات عن الحب بقلم سيوران: - فن الحب؟ هو في القدرة على الجمع بين مزاج مصَّاص الدماء ورصانة شقائق النعمان. - ما زلنا نحب... على أية حال؛ وهذه ال "على أية حال" تغطي لا نهايةً... عن الموسيقى - لولا هيمنة المفهوم لحلت الموسيقى محل الفلسفة، ولكان في ذلك فردوسُ الوضوح، الدقيق عن التعبير، وبَاءٌ من النشوة المتنقلة. - ما قيمة الألحان كلها مقارنة بتلك التي تخنق فينا الاستحالة المزدوجة للعيش وللموت! - الموسيقى ملجأ الأرواح التي جرّحتها السعادة. - الموسيقى منظومة وداعات تستدعي طبيعةً فيزيولوجية لم تكن الذرات نقطةَ انطلاقها، بل الدموع. ولد سيوران في 8 ابريل عام 1911 في مقاطعة ترانسلفانيا الرومانية، درس اللغة الانجليزية في جامعة السوربون في باريس وقرر الإقامة النهائية في فرنسا. وجدت أعماله في البداية تقبلا محدودا. لكن قاعدة قرائه توسعت في الأعوام الأخيرة، لاسيما بعد موته مؤخرا. فظهرت كتبه في سلسلة الجيب الشعبية. وكثرت ترجماته وتناولت وسائل الاعلام كتبه ونجاحه المفاجيء. من مؤلفاته "على ذرى اليأس"، "الخدع"، و"دموع وقديسون"، الصادرة بلغته الأم الرومانية قبل أن يتجه إلى الكتابة بالفرنسية لينشر أول كتبه "موجز التفكيك" ويحصل بفضله على جائزة اللغة الفرنسية المخصصة للكتّاب الأجانب.