يستهلّ إسحاق الشيخ يعقوب كتابه الجديد "الإرهاب في جزيرة العرب" الصادر عن دار الفارابي ببيروت بتلك العبارة "ينقسم الإرهاب إلى قسمين: مادي وفكري، يرفد أحدهما الآخر في حركة جدل متواصلة الإثراء في ما بينهما". معتبراً أن الإرهاب الفكري يستمد نشاطه ضمن قياسات دينية قومية وعرقية، ويستمد الإرهاب المادي نشاطه من ممارسة العمليات العسكرية والحروب الطائفية والإغتيالات الفردية. يقول المؤلف كما نقلت عنه صحيفة "الجريدة" الكويتية: "كل نشاط قسري إرغامي قمعي ضد حرية حقوق الإنسان العامة والخاصة الشخصية: في الإكراه والإرغام والقمع والإرهاب والإغتصاب، هو عمل إرهابي، مهما كانت هذه الأعمال الفكرية والمادية دينية أو قومية أو وطنية حتى لو استهدفت انتزاع حق تقرير المصير". كذلك يعتبر أن ليس كل السلفيين بالضرورة إرهابيين، إلا أن كل الإرهابيين بالضرورة سلفيين. السلفية في نظره نتيجة طبيعية للإرهاب، لكن الأخير لم يكن نتيجة طبيعية للسلفية. في موضع آخر، يشير إلى دور الأنظمة الرجعية والديكتاتورية في إنعاش ثقافة الإرهاب وبلورة مفاهيمه الظلامية في المجتمع. أما بالنسبة إلى النضال ضد الإرهاب واجتثاث مصادره، فيقول الكاتب إنه موجود في الإصلاح وبناء المجتمع وإقامة دولة العدل والقانون وتكريس حقوق الإنسان في الحرية والديمقراطية والتعدديّة والعدالة الإجتماعية. تحت عنوان "طبول الاستشهاد" يقول الكاتب: من "استغلال الجهل والغباء والإحباط وتكثيفه حتى التحوّل إلى الكراهية وجنون الموت... فالأعمار الشبابية هي محط غمرة شياطين الإرهاب في اختيار الضحايا المضغوطة بالمصاعب النفسية وذوات الانحدار الهامشية في المجتمع والمجهولة الارتباطات العائلية". كذلك يعتبر الكاتب - وفق "الجريدة" - أن سياط الإرهاب تلاحق الإبداع والمبدعين منذ فجر التاريخ، على غرار ما حصل لإبن رشد والفارابي وإبن عربي وغيرهم، ولرواية وفيلم "شفرة دافينشي" لدان براون أيضاً، عندما ارتفعت أصوات المتشدّدين والإرهابيين للدفاع عن السيد المسيح ومريم العذراء اللذين تعرّضا في ذاتيّتهما المقدّستين لخدش في شفرة دافنشي. يتطرّق موضوع الكتاب إلى نقاط عدة كالتعليم والإرهاب وضرورة سموّ الدين عن السياسة، دور العلماء والدعاة في نبذ الإرهاب أو تشجيعه، دور الأنظمة والدول، ويجد أن الإرهاب عبودية جديدة. كذلك يعتبر أن كل ثابت هو بلا شك متحوّل، مستشهداً بقول للإمام الشافعي: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خاطئ يحتمل الصواب"، هذا ما ينسحب على أمور عدة كالإيمان والعقيدة الفكرية والاختلاف والتنوّع.