ألمانيا تتهم الصين بالتجسس على أجهزتها عبر الإنترنت برلين: للمرة الثانية فى غضون أقل من شهرين وجهت ألمانيا أصابع الاتهام إلى الصين بأنها وراء عمليات التجسس عبر الإنترنت على شركات وأجهزة حكومية فى البلاد خاصة وأن الثانية اتهمت من قبل فى عمليات قرصنة حدثت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا. يأتى ذلك بعد تصريحات هانز ألمار ريمبيرج نائب رئيس المكتب الألماني لحماية الدستور وهو جهاز المخابرات المحلية الذى أكد فيها أن مصالح الدولة الصينية تقف وراء هذه الهجمات الرقمية، مضيفاً أن ما يدعم هذا الرأي هو مدى كثافة وبنية وحجم هذه الهجمات، وفوق هذا كله أهدافها التي تشمل السلطات والشركات الألمانية. وأوضح المسؤول الألماني أنه في مختلف أنحاء العالم تجمع الصين بصورة مكثفة معلومات سياسية وعسكرية وعملية لكي تسد فجواتها التكنولوجيا بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى أن الهجمات كثيرا ما تعتمد على برامج البريد الإلكتروني أو القرصنة من مواقع على الإنترنت. وأشار ريمبيرج في مؤتمر بشأن التجسس الصناعي في برلين إلى أن بعض الناس يصفون ما يحدث بأنه حرب صينية عبر الإنترنت، معتبرا أن سبب اهتمام الصين بالحصول على الأسرار الصناعية والحكومية هو رغبة بكين في أن تصبح قوة صناعية كبرى في العالم. وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها ألمانيا الصين بعمليات تجسس على أجهزة ووزارات الدولة الألمانية حيث ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن كمبيوترات مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وثلاث وزارات أصيبت ب"دودة" من نوع "حصان طروادة" أو "تروجان". ولم يحدد المقال الجهة المسؤولة أو مصدر الدودة، لكنها أشارت إلى أن الاستخبارات المحلية الألمانية تعتقد أن مجموعة مرتبطة بالجيش الصيني ربما تكون وراء الاختراق المزعوم، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد حذرت في مطلع العام الحالي من أن الجيش الصيني يشدد على اختراق أنظمة الكمبيوتر بوصفه سلاحاً دفاعياً. كما سبق وأن أعلنت مصادر أمنية فرنسية أن أنظمة المعلومات فى البلاد قد تعرضت لهجمات قرصنة معلوماتية تشبه تلك التى حدثت فى الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا، استهدفت موقع وزارة الدفاع إلا انه لا يحتوى على اى معلومات سرية، مؤكدة ان الهجوم شنه قراصنة الحاسوب لاختبار دفاعات تكنولوجيا المعلومات. ومن جانبه أكد الامين العام للدفاع الوطنى الفرنسى فرانسيز ديلون أن انظمة معلومات تخص اجهزة الدولة الفرنسية تعرضت لهجمات مثل التى تعرضت لها دول اخرى مؤكدا ما جاء فى تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية. وأضاف أن هناك ما يشير الى ان الصين ضالعة فى هذه الهجمات الا انه اوضح ان هذا لا يعنى الحكومة الصينية. وتصبح بذلك فرنسا هى الدولة الرابعة التى تتعرض لمثل هذه الهجمات ، ففى الولاياتالمتحدة اتهم المسئولون هناك الجيش الصيني بشن هجوم قرصنة ناجح على أجهزة الكمبيوتر فى مبنى وزارة الدفاع الأمريكية فى يونيو الماضي. فمنذ شهور قليلة تعرضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لهجوم كاسح لل "هاكرز" حيث قام قراصنة بشن هجوم على ثلاثة عشر جهازاً مركزياً يتحكم بتدفق المعلومات على شبكة الانترنت على مستوى العالم وتمكنوا من تعطيل ثلاثة أجهزة والسيطرة عليها بشكل كامل طوال اثني عشر ساعة، في أكبر عملية تشهدها الشبكة منذعام 2002. وقد تركز الهجوم، الذي تمكن الخبراء من مواكبته بشكل عاجل دون أن يشعر معظم مستخدمي الانترنت به، على أجهزة شركة ultra DNS، وهي الشركة التي تدير وتنظم جميع خطوط الشبكة التي تنتهي بالرمز ".org" ونجح القراصنة فى اختراق نظام البريد الإلكتروني غير السري لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مما أدى إلى تعطيل الخدمة لنصف الطاقم الخاص بوزير الدفاع روبرت جيتس. وذكرت مصادر البنتاجون أن ما يقرب من 1500 مستخدم من إجمالى 3000 موظف الذين يعملون مباشرة مع مكتب وزير الدفاع، لم يتمكنوا من الدخول إلى البريد الإلكتروني بعد اختراق جهاز الكمبيوتر الرئيسي المزود بالخدمة "السيرفر". ومن جانبها، أكدت الصين عدم صحة ما تردد من أنباء حول قيام قواتها المسلحة باختراق كمبيوترات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، واعتبرت الأنباء التي تحدثت عن ذلك مزاعم "لا أساس لها من الصحة"، مشددة على أن بكين تعارض جرائم الإنترنت والفضاء الافتراضي. وفى بريطانيا تعرضت شبكات الكمبيوتر الخاصة بها إلى اقتحام على يد قراصنة ينتمون إلى الجيش الصينى على حد زعمهم. فقد أظهرت تقارير صحفية أن شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحكومة البريطانية تعرضت هى الأخرى لمثل هذه الهجمات. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مسؤولين بريطانيين قولهم "إن القراصنة اخترقوا شبكة وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات الكبرى، مشيرة الى أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت تأكيد ما اذا كانت شبكتها تعرضت للاختراق من قبل القراصنة الصينيين.