محرك البحث جوجل يحتفل بعيد ميلاده العاشر واشنطن: تحتفل شركة جوجل فى هذه الايام بمرور عشرة أعوام على اطلاق محرك بحثها الذى نشأ بمجرد فكرة من طالبين فى إحدى الجامعات الأمريكية فى شهر سبتمبر 1997 ليتحول بعد ذلك إلى أكبر محرك بحث على الإنترنت وأوسعهم شهرة واستخدام. ففي 17 سبتمبر 1997، قام الطالبان لاري بيج وسيرجي برين في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا بشراء وحجز اسم النطاق جوجل دوت كوم، وهي الخطوة التأسيسية الأولى للشركة، وكان مقرها عبارة عن مرأب خلفي في منزل أميركي متوسط المستوى، في ولاية كاليفورنيا. وكانت الفكرة الأساسية التى بنى عليها محرك البحث جوجل هو البرنامج الذي صنعه بيج وبرين في وضع كشوفات وفهارس لمحتوى صفحات الشبكة العنكبوتية، التي كانت في عهد انتشارها الأول. واستوحى الطالبان اسم جوجل، كما ورد بجريدة الحياة، من كتابات عالم الرياضيات أدوار كاسنير، ففي سنة 1938 سأل ذلك العالم حفيده عن كلمة تُعبّر عن عشرة مرفوع الى قوة مئة، أي واحد وبجانبه مئة صفر فاقترح الطفل البالغ حينذاك من العمر 8 سنوات، كلمة جوجل. وجاء اختيار الاسم ليرمز إلى استعداد الطالبين للتعامل مع الكم الهائل من المعلومات والوثائق والنصوص المتاحة على شبكة الانترنت. ويقدّم جوجل مواده ب 35 لغة وقد تطوّر في السنوات العشر الماضية بالنسبة إلى قدرته على التفتيش عن المعلومات في وثائق متعددة الصيغ مثل "ب. د. ف" و"فلاش" و "وورد". خدمة جوجل إيرث وبمرور الوقت قامت جوجل بتقديم مجموعة الخدمات مثل البريد الإلكتروني GMail الذي انشئ في العام 2001، و«سكولار» scholar للتفتيش عن المنشورات والمواضيع العلمية، و«موبايل»mobile للتفتيش عن المعلومات عبر المحمول، «اس ام اس» SMS beta version وهو برنامج قيد التجريب يهدف لتبادل رسائل المحمول القصيرة عبر الويب، image للبحث عن الصور الذى بدأ عمله في عام2001 وcatalogue للتفتيش عن السلع، وBlogger لخدمة صفحات المُدوّنين الالكترونيين، وFroogle للشراء عبر الانترنت، وdefinition أي تعريف لإيجاد تعريف لكلمة أو مصطلح، وanswers للإجابة عن الأسئلة وهى خدمة غير مجانية، بالإضافة إلى خدمة مابس Maps للحصول على خرائط تفصيلية، وجوجل إيرث التي تُعطي صوراً فضائية تفصيلية عن المدن والقرى ومعظم الأمكنة، وسكاي sky للحصول على صور عن الأرض والنظام الشمسي والفضاء الخارجي، وخدمات الترجمة والدردشة. بعد ذلك انتقلت جوجل الى سياسة جديدة وهى شراء المواقع التى تخدم أهدافها فقامت بشراء موقع يوتيوب لتبادل أشرطة الفيديو بعد فشل خدمتها جوجل فيديو، وغالباً ما يقع هذا الموقع فى مشاكل قضائية لعدم مراعاتها الملكية الفكرية لأصحاب أعمال الفيديو. وفى ظل الجهود المبذولة لتطويره دائما ، فإن القائمين عليه يحاولون إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي للبحث عن المعلومات بطرق ذكية. وبعد سيطرة جوجل على الارض والفضاء الافتراضيين، سيحاول الوصول إلى القمر عبر مساهمته في مشروع "مون 2" Moon.2.0 حيث تبرعت الشركة بنحو 30 مليون دولار لمنظمة "إكس برايز فاونيدايشن" X prize Foundation لصنع مركبة فضاء خاصة للوصول الى القمر ومسحه والعودة بأشرطة مصورة عنه لوضعها على موقع جوجل. وشقت جوجل طريقها في الوصول إلى كل ما يهم الباحث بدءاً من البرامج والمعلومات العلمية إلى هواة الروايات الكلاسيكية.
فبعد أن كشفت جوجل النقاب عن مجموعة من الخدمات التي قدمتها مسبقاً على موقعها كطقم مجاني مخصص للعمل مع اسم مجال مخصص Name Domain وأطلقت على هذا الطقم اسم Google Apps for Your Domain، بدأت في طرح المزيد من خلال محرك البحث.
فقد قدمت جوجل طباعة روايات كلاسيكية منشورة عبر موقعه مجاناً، شاملاً الأعمال الكلاسيكية ككتاب "الجحيم" لدانتي أو ملاحم وأساطير إيسوب التي لم تعد محفوظة بحقوق الطبع.
أما فيما يختص بالكتب التي لا تزال محمية بحقوق النشر، فيتيح جوجل للمستخدم إمكانية تصفّح فهارسها ومجموعة مراجعها وبعض مقتطفاتها إلكترونياً.
وتندرج خدمة البحث عن الكتب في إطار مشروع أوسع لنشر مطبوعات من أبرز الجامعات العالمية على الشبكة الالكترونية مثل أوكسفورد وهارفارد وستانفورد وميتشيجان وكاليفورنيا، بالإضافة إلى مكتبة نيويورك العامة، في نسخة قابلة للبحث.
وعلى صعيد متقارب، بدأ بعض المتطوعين منذ فترة العمل على مشروع يُدعى "جوتمبرج" حيث نسخوا الكتب غير الخاضعة لحقوق النشر على شكل ملفات نصية يمكن طباعتها وقراءتها أو وصلها ببرنامج لتعديلها.
وسيراً على نفس الخطى أطلقت جوجل أرشيف إلكترونى مجاني يتيح للمستخدمين الإطلاع على مواد صحفية كتبت من حوالى ثلاثة قرون حيث اتفقت مع المؤسسات الصحفية الكبرى من أجل تطوير هذه الخدمة ومن بينها "واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال"، ومجلة "تايم" وموقع "جارديان انليميتيد ".
وكانت مجلة "تايم" قد قدمت لمحرك البحث إمكانية العودة لأرشيف يعود للعام 1923، علاوةً على "نيويورك تايمز" التى أتاحت إمكانية الرجوع إلى أرشيفها منذ العام 1981، على أمل أن توفر قريباً امكانية الرجوع إلى الأعداد الصادرة في العام 1850 وما بعد.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الخدمة ستشمل أيضاً المقالات التي كانت جوجل قد أرشفتها دون حدوث ترتيبات مع ناشريها، وستعود الخدمة لمقالات نشرت في القرن الثامن عشر.