محيط : بعد أن فشل الرصاص في حسم المعارك الدائرة بين الإسلاميين والغرب، لجأت الولاياتالمتحدة مؤخرا إلى فكرة جديدة تتمثل في تطويع شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" كوسيلة مختلفة للحرب،وذلك ردا على استخدام الأسلاميين لتلك الشبكة العنكبوتية في بث بياناتهم ومعلوماتهم بكل حرية . ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإسلامية،قال "ريموند كيلي" رئيس شرطة نيويورك: "إن شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" هي ميدان المعركة الجديد ضد الإسلاميين لأنها تقدم الأيديولوجيا التي يمكن أن تحول الغربيين إلى الفكر المعادي لسياسات الغرب الإمبريالية". وقد أقدمت شرطة نيويورك على هذه الخطوة اقتداء بالحرب الدائرة على شبكة الإنترنت بين الإسلاميين وأجهزة المخابرات الغربية، حيث تستخدم فصائل المقاومة – خاصة في العراق وأفغانستان – مواقع الإنترنت لبث عملياتها الجهادية وبياناتها التي يصعب نشرها عن طريق وسائل الإعلام التقليدية. وهذه ليست المرة الأولى التي تستنجد فيها أمريكا بخدمات الإنترنت، فقد استعان مكتب التحقيقات الأمريكى ال"إف بي آي" بقراصنة الكمبيوتر لمساعدتهم في مكافحة الجريمة والإرهاب من خلال الدخول على أجهزة المستخدمين ومراقبتهم على الشبكة الدولية وهو ما يعتبره بعض الخبراء نوعاً من أنواع قمع للحريات. ويؤكد عملاء فيدراليون أن المرحلة المقبلة من مكافحة الإرهاب والجريمة ستتطلب الاستعانة بأذكى العقول التقنية لخوضها، وأن هذه العقول ستوفر مبالغ ضخمة تضطر الحكومة لدفعها إلى القطاع الخاص. ويسعى العملاء الفيدراليون بالوصول إلى تكنولوجيا تتيح لهم أن يتعرفوا إلى هويات مستخدمي الانترنت ومعرفة ما يفعلونه. وهو ما دفع مكتب التحقيقات الامريكى فى استغلال المؤتمر الدولى "ديفكون" للقراصنة المنعقد في لاس فيجاس للبحث عن كوادر من القراصنة تساعدهم على اختراق أجهزة الكمبيوتر والدخول على المواقع وغيرها من عمليات القرصنة التى قد تفيدهم فى الحد من عمليات الإرهاب. وشارك 6 آلاف من القراصنة ومحترفي الكمبيوتر في هذا المؤتمر، الذى ضم ألعاب ومسابقات وبحوث لاختراق أجهزة كمبيوتر ومواقع انترنت وقرصنة برامج وأقفال حقيقية. وصرح كبير محللي الاختراق في وكالة الأمن القومي الأمريكية توني سيجر فى تصريحات نقلها موقع ميدل إيست على الإنترنت أن الوكالة تعرض مشاركة المعلومات للعامة على أمل أن تكسب محترفي الكمبيوتر كحلفاء في مجال الأمن الرقمي. وأضاف "أعتقد بأننا جزء من مجتمع أكبر، وفي الأيام الخوالي كنا الوحيدين الذين نبحث في هذا المجال، وكانت أهمية اكتشافاتنا تنبع من أنها الوحيدة، أما الآن، فقلت أهمية اكتشافاتنا وزادت أهمية اكتشافات الآخرين. وعلى حد قوله لا يرى "سيجر" أى تناقض بين الحفاظ على الخصوصية الشخصية والأمن العام، مشيراً إلى أن الناس لا يتوجهون إلى وكالة الأمن القومي من أجل أن يركبوا الهليكوبتر السوداء ويضحوا بحرياتهم، ولست متأكداً إن كان من طريق منطقي يمكن أن يرضي معظم الناس. يأتى ذلك وسط الدعاوى المطالبة بتخفيف المراقبة التى تقوم بها الأجهزة الأمنية فى أمريكا بعد تفجيرات 11 سبتمبر وتصاعد القلق من انتهاك الخصوصية الشخصية والسلامة العامة الالكترونيتين.