واشنطن : أصبحت قضية حماية خصوصية المستخدم هى الشغل الشاغل لدى المسئولين فى شركة جوجل العملاقة فلم تكتف الشركة بما اتخذته من قرارات خاصة بهذا الشأن بل قامت مؤخراً بإجراء تعديل في سياساتها المتعلقة بطريقة حفاظها على سرية عملائها حيث قررت حذف الملفات الصغيرة التي يتم تسجيلها على أجهزة متصفحي مواقعها والمعروفة باسم "كوكيز" Cookies تلقائياً بعد عامين. وأشارت الشركة إلى أن تلك الملفات التي تستخدم في تسجيل عمليات البحث التي يقوم بها المتصفح، وتدوين اختياراته للمواقع المختلفة، كاللغة والعمر سيتم مسحها تلقائياً بعد عامين من زيارة الموقع ما لم يقم المتصفح بفتح موقع تابع لها خلال تلك الفترة. وأكد المستشار العام لجوجل لشئون حماية السرية بيتر فليتشر في بيان له أنه بعد دراسة آراء العملاء والمتخصصين في حماية البيانات السرية، قررت الشركة تقليل الفترة التي نبقي فيها على ملفات "الكوكيز". وكانت جوجل قد أعلنت عن موافقتها التخلص من المعلومات المتوفرة لديها حول المواقع الإلكترونية التى تصفحها مستخدموها عبر إجرائهم عمليات بحث عليها وذلك بعد ثمانية عشر شهرا فقط. وبهذا القرار ترضخ جوجل لمطالب بعض الدول الأوروبية حول تلك المسألة ، حيث أوضح مستشار الشركة بيتر فليتشر أن سياسة الشركة تم تغييرها بناء على النداءات التي تم توجيهها إليها بالامتثال لقرار تم التوصل إليه بلندن في نوفمبر من العام الماضي يطالب محركات البحث في العالم بحذف البيانات المتعلقة بعمليات البحث التي يقوم بها الأشخاص دون أن يحصلوا على إذن بحفظها. وأكدت جوجل أنها تحتاج لحفظ المعلومات حول عمليات البحث لحماية نظامها من الهجمات والتعرض للرسائل المزعجة، مطالبة الدول الأوروبية بسن قوانين تحدد طبيعة المعلومات التي يمكن لمحركات البحث الحفاظ عليها. وكان تقرير أعدته لجنة الخصوصية الدولية،التي تتخذ من لندن مقراًَ، قد منح جوجل أدنى النقاط فى مجال معايير السرية وحماية خصوصية مستخدميها وجاءت فى ذيل قائمة ضمت 22 شركة للإنترنت. وجاء الفارق هائلاً على حد وصف اللجنة بين جوجل وسائر الشركات التي شملها البحث، وفي مقدمتها ياهو ومايكروسوفت و AOL. ويحدد هذا التقرير أسلوب تعامل شركات الانترنت مع سرية البيانات الشخصية لمستخدميها، ومدى جدية الرقابة الاستهلاكية وحماية الخصوصية ، موضحاً أن جوجل مالكة موقع البحث الأشهر في العالم هي صاحبة أسوء سجل خاص بضمان الخصوصية. وأوضحت اللجنة فى تقريرها أن جميع الشركات تعاني من وجود ثغرات في أنظمتها الأمنية لحماية الخصوصية، لكن أيا منها لا يشكل تهديداً حيوياً للخصوصية، بمقدار جوجل. ومن جانبها، نفت جوجل ذلك وأكدت فى بيان رسمي حرصها على الدفاع وحماية سرية بيانات مستخدميها، مذكّرة بالمواجهة الشرسة التي خاضتها العام الماضي في مواجهة وزارة العدل الأمريكية، التي حاولت من خلال مذكرة قضائية، إجبارها على كشف سرية طلبات البحث المقدمة عبر موقعها للعديد من المستخدمين.