على جمعة: لا يجوز إطلاق كلمة "عيد" إلا على الفطر والأضحى محيط محمد كمال
على جمعة نهى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية عن تسمية الأشياء بغير حقيقتها، خاصة وأن كل لفظة في الإسلام لها ضوابطها الشرعية، مؤكدا أنها لا يجوز نطلق كلمة "عيد" على عيد العمال مثلا أو عيد الأم أو عيد الطفولة، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "العيد عيدان..عيد الفطر وعيد الأضحى".
وأوضح مفتي مصر خلال حديثه لبرنامج "نور الحق" على فضائية "اقرأ" الثلاثاء أن العيد له شعائر إسلامية وأحكام ربانية، فالاحتفال بالعيد في الإسلام يبدأ بالصلاة والتكبير كما أن العيد له ضوابطه وأحكامه وصلواته، منبها على أن العيد لفظة شرعية لا يجوز أن نخلطها بغيرها من الألفاظ حتى لا تختلط المصطلحات في الإسلام، فلا يجب الاستهانة بتلك المصطلحات.
وفيما يخص الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وشرعيته، أكد فضيلة المفتي أن الاحتفال به سنة حسنة، لافتا إلى أن الشافعي لما جاء مصر وجد المصريين يكبرون في العيد بتكبيراتهم المعروفة فلم ينكرها عليهم رغم أنها لم تكن من السنة الواردة عن النبي.
وأشار إلى أن الاحتفال بمولد النبي هو احتفال بيوم من أيام الله، مصداقا لقوله تعالى "وذكرهم بأيام الله"، مشيرا إلى أن اليوم الذي ولد فيه النبي أفضل أيام الله، موضحا انه حينما رأى العباس بن عبد المطلب في منامه أبو لهب فسأله ماذا فعل الله بك، قال له أبو لهب أن الله يخفف عنه العذاب يوم الاثنين، وهو اليوم الذي اعتق فيه أبو لهب جاريته ثويبة حينما علم منها بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وفرح بمولده.
وقال مفتي مصر : "إذا كان هذا شأن أبو لهب "الكافر" حينما فرح بمولد النبي صلى عليه وسلم ، فماذا عن شأن المسلم الذي يجب عليه أن يفرح بقدوم نبيه الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور".
وشدد على أن من يحرم بغير بينة من ربه فهو "مبتدع"، لافتا إلى أن بعض دعاة العلم يحرمون بعض سنن المسلمين ويؤكدون على أنها بدعة، وهو ما جعل هؤلاء الدعاة يصطدمون بتراث الشعوب وثقافتهم بسبب تحريم بعض سننهم دون دليل .
ودلل على قوله بأن النبي كان في الحج يقر المسلمين على أفعالهم وأقوالهم بقوله "افعل ولا حرج" طالما أنها لا تصطدم مع الدين ولا تخالفه، فكان من الصحابة من يقول في الحج " لبيك حقا حقا"، ومنهم من يقول "لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والشر ليس إليك" ومع ذلك لم ينهاهم النبي.
وأشار إلى أن المبتدع هو من يحرم ويحصر الأمر ويضيقه بعد ما وسعه الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن هذا المبتدع يجعل الإسلام في حيز منغلق لا يصلح لكل زمان ومكان، وهذا ما يخالف ما أمر به النبي وما جاء به الشرع الشريف، من انه يسع كل شيء طالما أنها لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله، مؤكدا أن اختزال الإسلام في زمن معين "بدعة".
وتناول في حديثه بعض الأمثلة على هؤلاء بأنهم كانوا يحرمون كل شيئ في العصر الحديث من الدبابة والميكروفون والتلفزيون والإسفلت والطائرة، مستدلين بفهمهم الخاطئ للحديث النبوي " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" بأنهم أضافوا للحديث كلمة "شيئا" فقالوا "من أحدث في أمرنا شيئا " والحديث ليس فيه كلمة "شيئا"، وهو ما جعلهم يحرمون كل شيء.
وتابع بقوله " أن هؤلاء أدركوا خطأ ما فعلوه من تحريك الأشياء إلا أنهم انتقلوا من تحريم الأشياء إلى تحريم الأفعال في الوقت الحاضر، ودعا لهم بالهداية، خاصة وأن الإسلام يتعرض لمشاكل كثيرة يجب التصدي لها مثل الحداثة والتجاوز والهجمة الشرسة التي يشنها الغرب على المسلمين، منبها على أن التصدي لمثل المشكلات خير من تناول المسائل الضيقة التي لا تجدي نفعا.
واختتم حديثه بأنه يجوز الاحتفال بيوم بدر والعاشر من رمضان ويوم حطين وعين جالوت لأنها من أيام الله، مشيرا إلى أن النبي احتفل بيوم عاشوراء عندما وجد اليهود يحتفلون به، وقال: "نحن أولى بموسى منهم".