قال مساعد بارز لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل على استعداد للانسحاب من مناطق فى هضبة الجولان، لكنها لن تتنازل عن أجزاء كبيرة من الهضبة، فى أى اتفاق للسلام مع سوريا. وأوضح عوزى آراد مستشار الأمن القومى الإسرائيلي، فى مقابلة مع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أنه يجب أن تحصل إسرائيل على عضوية حلف شمال الأطلسي، كجزء من اتفاق لإقامة دولة فلسطينية، لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. وقال آراد إن هناك توافقا للآراء فى إسرائيل، على ضرورة احتفاظها بوجود قوى فى مرتفعات الجولان، التى احتلتها فى حرب 1967، وترغب سوريا فى استعادتها، فى إطار اتفاق سلام، وذلك "لدواع استراتيجية وعسكرية، ومتعلقة بتسوية الأراضي". وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أنه "إذا كان هناك أى حلول وسط بشأن الأرض، فسيكون ذلك بأن تبقى إسرائيل فى مرتفعات الجولان، بل وفى عمق الجولان"، مشيرا أيضا إلى المصادر المائية فى الهضبة، حيث تقع بحيرة "طبرية" ومنابع نهر الأردن. وكان نتنياهو أبدى استعداده لإجراء محادثات سلام مع سوريا، دون شروط مسبقة، مؤكدا أن أى اتفاق يجب أن يتناول الحاجات الأمنية الإسرائيلية. وأجرى سلفه ايهود أولمرت محادثات غير مباشرة مع سوريا، بوساطة تركية، لكنها تم تعليقها إثر العدوان الإسرائيلى على غزة، فى نهاية العام الماضي، ورفضت الحكومة اليمينية لرئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد نتنياهو استئنافها منذ تولت الحكم فى مارس الماضي. وقال الرئيس السورى بشار الأسد الشهر الماضي، إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام حاليا، لأن إسرائيل غير ملتزمة بالتوصل الى اتفاق، وأبدت تركيا رغبتها فى استئناف الوساطة فى المفاوضات غير المباشرة، لكن وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان أكد أصرار بلاده على الدخول فى محادثات سلام مباشرة. وكان نتنياهو قد عبر فى الماضي، عن معارضته لانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان الاستراتيجية، التى تبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع، والتى يوجد بها أيضا مصادر مياه مهمة فى منطقة شبه قاحلة، وعرض نتنياهو فى مايو الماضى إجراء محادثات مع سوريا، لكنه ألمح إلى أنه لن يقطع على نفسه أى التزامات بشأن الأرض. وأبدى آراد فى مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية، تشككا كبيرا فى آفاق السلام مع الفلسطينيين، وتساءل عن وجود قيادة فلسطينية يمكنها تحقيق السلام، وقال آراد إنه لا يمكنه استبعاد ظهور شكل ما من دولة فلسطينية، تظهر خلال السنوات القليلة المقبلة، وذكر عام 2015، لكنه قال إنها ستكون "بناء هشا.. بيتا من أوراق اللعب"، وأضاف أنه بعد الوصول إلى اتفاق الدولة مع الفلسطينيين، يجب منح إسرائيل عضوية حلف الاطلسي، وتحالف عسكرى مع الولاياتالمتحدة، "كشيء مقابل شيء". وعند سؤاله عن صدع نادر فى العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، بسبب بناء المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية، قال آراد إن من الضرورى أن تحتفظ إسرائيل بتحالف وثيق مع حليفتها القديمة، وفى نفس الوقت أن ترسخ لعلاقات مع قوى أخرى، مثل الاتحاد الاوروبى وروسيا والصين والهند. وأكد آراد ضرورة احتفاظ اسرائيل بأسلحة "قوية على نحو هائل"، لردع أى هجوم نووي، أو لتدمير أى عدو يجرؤ على توجيه ضربة نووية لإسرائيل، التى تخشى أن يكون الهدف من تخصيب إيران لليورانيوم، هو إنتاج أسلحة نووية، وتنفى طهران هذه المزاعم.