يشارك الرئيس السوداني عمر البشير في قمة دول حركة عدم الانحياز السادسة عشرة والتي تعقد بالعاصمة الايرانية طهران اليوم الخميس وغدا الجمعة ، وتناقش القمة التي تعقد تحت شعار: "السلام الدائم من خلال الحوكمة العالمية المشتركة"، الأوضاع في المنطقة والعالم بالتركيز على الأزمة السورية. ويرافق البشير إلى طهران الفريق بكري حسن صالح وزير الرئاسة ووزير الخارجية علي كرتي الذي وصل طهران قادماً من القاهرة وشارك في الاجتماع الوزاري للقمة . أعلنت الحكومة السودانية عزمها "تحرير" منطقة سماحة "الميل 14" التي ضمنها مقترح الوسيط الأفريقي؛ ثامبو أمبيكي، في حدود جنوب السودان قبل بداية استئناف جولة المفاوضات بين الخرطوموجوبا في أديس أبابا في الثالث من سبتمبر المقبل. في الأثناء حذرت قيادات من قبيلة الرزيقات التي تتنازع في المنطقة، من تفجر الوضع بالمنطقة بشكل أسوأ من نزاع أبيي بين الشمال والجنوب، حال التنازل عن منطقة سماحة. وتباينت آراء قيادات المنطقة بين مؤيد ورافض لدعوة الحكومة للقبيلة بغية المشاركة في المفاوضات المقبلة حول المنطقة. وأكد وزير الحكم اللامركزي ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاكم؛ حسبو عبدالرحمن، أن موقف الحكومة ثابت في عدم التنازل عن أي شبر من الأراضي السودانية. وطالب الجنوب بالانسحاب من كافة المناطق الحدودية التي تقع داخل حدود السودان، وأكد أن الحكومة "ستحرر" منطقة سماحة "الميل 14" قبل الدخول في جولة المفاوضات المقبلة. وذكر حسبو أن قضية الحدود تعرقل الآن التقدم في ملف الترتيبات الأمنية. في الاثناء انتقد المتحدثون في الندوة الوفد الحكومي المفاوض واتهموه بعدم الدراية بالمناطق الحدودية والتساهل فيها، وشددوا على أهمية "تطعيم" الوفد بقيادات وخبراء من المناطق المختلف عليها باعتبارهم أهل المعرفة والمصلحة. في السياق أكد مصدر مسئول بإدارية "أبيي" الاتفاق على الابقاء على الوضع الاداري بشأن المنطقة إلى حين التوصل لإتفاق متكامل بين الخرطوموجوبا يحدد اختيار الاجهزة الخاصة بالادارية وفقا لاتفاق أديس أبابا الموقع بينهما. وأكد المصدر ، أن لوكا بيونج رئيس اللجنة المشتركة لأبيي من جانب الحركة الشعبية نفى أن تكون هناك أية خطوة بالعمل على إعادة الادارة السابقة التي تم حلها قبل عامين على خلفية الاحداث التي أدت لدخول الجيش السوداني للمنطقة في حينه". وقال "إن المفاوضات المتوقع عقدها في العاصمة الاثيوبية ستكون حاسمة في تحديد الشكل النهائي لابيي من خلال العروض المقدمة لتقرير مصير المنطقة"، مشيرا الى أن مواطني قبيلة "دينكا نوك" منقسمون ما بين داعمين لخيار البقاء في الشمال والمجموعات التي تفضل العودة الى الجنوب . وأضاف المصدر أن وضع "أبيي" يجب ألا يرتبط بالاشكالات الخاصة بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، مشيرا إلى أن حسم قضية أبيي يتم من خلال إجراء الاستفتاء حول المنطقة. وكانت الخرطوم اتهمت جوبا بتحريك عناصرها لتولي مهام إدارية مدنية بمنطقة "أبيي" في خطوة منفردة، الأمر الذي استنكرته الحكومة السودانية باعتباره ينتهك قرار مجلس الامن 2046 والإتفاق الصادر فى 20 يوليو من العام الماضي 2011 الذى يقضى بإشراك الطرفين للعمل فى الإدارية والمجلس التشريعي للمنطقة. من جانبه قال وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان، أن زيارته لدولة جنوب السودان، تحمل أجندة خاصة ومهمة بين الدولتين تتعلق بالتنسيق الإقليمي والدولي في القضايا المشتركة بينهما، وفي مقدمتها الديون الخارجية. حيث يتطلب مسار التفاوض وجود لجنة مشتركة للتباحث مع الدائنين لشطب ديون السودان، وأضاف في تصريحاتٍ صحفية أنه لابد من التعرف على مواقف دولة جنوب السودان في الكثير من القضايا، ووجود حد أدنى من التفاهمات، وأوضح أن تنسيق المواقف ضرورة لابد منها في هذه المرحلة، خاصة فيما يتعلق بالأمن والإستقرار للدولتين ومحيطهما الإقليمي. مؤكداً أن الزيارة تأتي إستكمالاً لحوار متصل بين جوبا ووزارة الخارجية السودانية، كان قد بدأ قبل الإنفصال يهدف إلى أن تكون العلاقات متينة لتحقيق المصالح المشتركة. واعتبر وكيل الخارجية الزيارة فرصة لبحث كافة الملفات العالقة، لتدفع عملية مفاوضات أديس أبابا إلى الأمام، وتفعيل قنوات العمل الدبلوماسي لأقصى درجاتها الإيجابية حتى تتمكن الدولتان من إزالة كافة التوترات، وتعزز الثقة المتبادلة والتي تعتبر أساساً لأي نجاحات. من جهة أخري أكد وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد ، إلتزام الحكومة السودانية بالتعاون مع كافة الشركاء الدوليين، وتقديم الدعم اللازم لهم وتسهيل الإجراءات التي تسهم في تقديم العون الإنساني، مشيراً إلى أهمية إنعقاد مؤتمر المانحين لولايات دارفور المقرر في ديسمبر المقبل بدولة قطر، وأشاد بالجهود المبذولة من المجتمع الدولي تجاه البلاد خلال الفترة الماضية. جاء ذلك لدى ترؤسه الإجتماع المشترك للجنة التنسيق والتخطيط، الذي ضم الشركاء الدوليين من الأممالمتحدة واليوناميد وسفير الإتحاد الأوربي بالخرطوم وممثل الأممالمتحدة للشئون الإنسانية ومفوض العون الإنساني. وأوضح تاج الدين بشير نيام وزير إعادة الإعمار والتنمية والبنية التحتية بالسلطة الإقليمية لدارفور، أن الإجتماع تناول ترتيبات التسهيل للجنة التنسيق والتخطيط بغرض الوقوف على الإحتياجات الحقيقية لولايات دارفور الخمس، وتقديم تقرير لولاة الولايات فيما يلي مؤتمر المانحين بالدوحة، مؤكداً سعي السلطة الاقليمية لإنجاح المؤتمر بما يخدم مصلحة مواطن دارفور. من جانبه أكد الدكتور سليمان عبد الرحمن مفوض عام العون الإنساني، تضامنهم مع كافة الجهات ذات الصلة لإنجاح مهمة الفريق المشترك في إنجاح المؤتمر بالدوحة.