أكد المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين وفدي التفاوض حول ملف النفط وعدد من الملفات الأخرى لم يكن لدى الإدارة الأمريكية أي دور فيه. وقال القيادي بالحزب عضو القطاع السياسي الدكتور نزار خالد محجوب إن جميع الإتفاقيات التي تم إبرامها بين وفدي التفاوض بأديس أبابا حول عدد من الملفات ليست لدى الولاياتالمتحدة دوراً في دفعها أوصياغتها خاصة الجانب المتعلق بالنفط، موضحاً أن الجهة الوحيدة التي كانت لديها دور في تقديم المقترحات هي الوساطة والآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي. وأضاف أن الولاياتالمتحدة طيلة مراحل التفاوض السابقة بين وفدي السودان وجنوب السودان لم يكن لها دوراً إيجابياً غير لهجة التهديد والتصعيد واتباع أسلوب تعجيزي في بعض الملفات العالقة وأضاف: إن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي اوباما تجاه الدولتين وحثهما على حل الخلافات ليست بغرض استقرار الأوضاع بل بمحاولة ايجاد دعم أفريقي له في الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة. من جانبها تعكف الأمانة العامة لمجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية ،على ترتيبات لإجراء مشاورات ولقاءات مع قيادات القوى السياسية بالبلاد بعد عطلة عيد الفطر لتعزيز التوافق الوطني. ودعا الأمين العام لمجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية عبود جابر ، إلى أهمية عقد لقاء يجمع البشير ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغنى في قمة وطنية لبلورة رؤية تسهم مباشرة في حل القضايا الوطنية. وقال جابر إن اللقاءات مع القوى السياسية تهدف لبلورة افكار حول القضايا الوطنية ودعم الاتفاق المتوقع بين السودان وجنوب السودان في الفترة القادمة إلى جانب التفاكر بشأن القضايا الوطنية الملحة ومن بينها الدستور ،وأشاد جابر بمبادرة لجنة الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي بعقد لقاء قمة بين البشير وسلفاكير لتهيئة الساحة السياسية والشعبية في الدولتين لخلق أرضية صلبة لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه في كافة محاور النقاش بين وفدي البلدين باعتبارها خطوة استباقية مطلوبة في هذه المرحلة . وتوقع ان تتبع الإدارة الأمريكية بقرار إيجابي يقضي برفع الحظر الاقتصادي أحادي الجانب الذي تفرضه على السودان في محاولة منها في انجاح التفاوض خلال المدة الاستثنائية الممنوحة للبلدين. من جهة أخري رحًب إمام وخطيب مسجد الشهيد بالخرطوم عبد الجليل النذير الكاروري بإتفاق حكومتي السودان والجنوب بشأن النفط مؤخراً ،داعياً الحكومة للتمسك والاشتراط على تنفيذ الترتيبات الامنية اولاً قبل الدخول في ترتيبات عملية النفط. وقال الكاروري في خطبة الجمعة أمس إن توافق الحكومتين حول النفط إنعكس إيجاباً في انخفاض سعر الدولار وإنعاش البورصة ،مشيراً إلى أن الاتفاق يأتي من مبدأ "ان لا ضرر ولا ضرار" باعتبار ان هناك مسلمين في دولة الجنوب كانوا جزءاً من السودان قبل الإنفصال . في سياق آخر دعا الكاروري السودان ومصر للعمل على تحويل مجرى النيل عبر جبل أولياء مروراً بمنطقة كورتي بدلاً عن حلفا ،وقال إن عملية التحويل ستعالج مشكلة التبخر التي تتعرض له مياه النيل كما أن ولايات الخرطوم ودارفور وجزء من كردفان ستستفيد من عملية التحويل. ونبّه الكاروري إلى ضرورة العمل على تنفيس مياه النيل حتى لا تتحول الفيضانات التي تشهدها بعض أجزاء البلاد حالياً إلى نقمه بدلاً عن نعمة، ونادى بضرورة الإستفادة من تعيين وزير مصري متخصص مؤخراً في المياه والري.