تخيل أنك فى حبس انفرادى لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الزواج الرسمى من عروس جميلة فى جزيرة "جاوه" الأندونيسية بعد سلسلة طويلة من الطقوس المملة والمكلفة ولكن فى النهاية شهر العسل المطول مدفوع الأجر من أهل العروس أو العريس حسب الاتفاق. هذا فى الحقيقة ما يحدث فى جزيرة "جاوه"، فحين يتقدم الشاب فى جزيرة جاوة الأندونيسية للزواج من فتاة عن طريق رجل الدين، الذى يقوم بدور والد العريس فى الحديث عن ترتيبات العرس والتي تبدأ بتقديم العريس ملابس الصلاة للعروس وجاموس لزوم الاحتفالات، وقبل الزواج بيوم تقوم والدة العريس بتفويض امرأة للجلوس أمام المنزل ومهمتها جمع "النقطة" من الأهل والأقارب، وهى عبارة عن نقود أو سلع غذائية (حبوب بأنواعها- ملح- سكر...). والاحتفال بالعرس يكون مقسما لثلاث مراحل: المرحلة الأولى فى بيت العروس ويجتمع معازيم العروسين معًا ويقدم الطعام بأنواعه ومظاهر الاحتفال الأخرى كالموسيقى والرقص وينتهى اليوم بمبيت العروسين فى بيت والد العروس لمدة أربعة أيام متتالية، ثم تقام فى اليوم الرابع زفة من بيت أهل العروس لبيت أهل العريس. وهناك تقام المرحلة الثانية للاحتفال وأيضا بجمع الأهل من الطرفين وتقديم الطعام، وينتهى اليوم بمبيت العروسين بمنزل والد العريس لمدة أربعة أيام متتالية. أما الجزء الأخير من الاحتفال بالعرس فيقام أيضًا فى منزل والد العريس ولكن في حضور أسرتي العروسين وليس كل الأهل والأقارب، وهذا الاحتفال الأخير يتم به الاتفاق على شهر العسل، وهنا ليس شهر واحد بل ثلاثة أشهر متتالية يتم دفع نفقتها والد العريس أو والد العروس، وهذا بالاتفاق ولا يقوم العريس بأي شيء خلال الثلاثة أشهر إلا بمراعاة عروسه، ولا يخرج من غرفته ولا حتى للعمل لكسب رزقه بل يتفرغ العروسان للسعادة والهناء ببعضهما فقط. أكيد نفسك تكون عريس على جزيرة جاوة.