أعلنت الحكومة السودانية تحفظها واحتجاجها على الخارطة الإدارية والأمنية التي أشار إليها قرار مجلس الأمن 2046 والتي قدمها الوسيط الأفريقي للطرفين من قبل والتي أدخلت بموجبها المنطقة الخامسة المتنازع عليها الواقعة على بعد 14 ميلا جنوب بحر العرب ضمن خارطة دولة الجنوب، وتقدم المندوب الدائم للسودان السفير دفع الله الحاج علي برسالة لرئيس مجلس الأمن نقلت تحفظ السودان واحتجاجه على الخارطة, ولفتت الرسالة إلى مخالفة الخارطة لمبدأ اتفق عليه من خلال اتفاقية نيفاشا الذي أكد على احترام خط الحدود 56, وفي غضون ذلك أحتج المندوب الدائم للمجلس على خارطة دولة الجنوبالجديدة التي ضمت جميع المناطق المتنازع عليها بجانب منطقة هجليج. وفى السياق رفض مندوب السودان رسالة سفير دولة الجنوببالأممالمتحدة التي أتهم فيها الخرطوم بقصف منطقة (مارقوت) بولاية بحر الغزال وقال إن تلك الادعاءات باطلة، مشيرا إلى أن تلك الرسالة تسعى للخداع وتغطية الخروقات الصارخة للقرار 2045 ورد المندوب على رسالة أخرى اتهمت فيها جوبا القوات المسلحة بالهجوم على منطقة ود دكونة، وقال إن المنطقة تشهد مواجهات دامية بين الجيش الشعبي ومجموعات متمردة من قبيلة الشلك، وأكد أن القوات المسلحة لا وجود لها على الاطلاق بالجزء الشرقي لجنوب كردفان المتاخم لولاية بحر الغزال حيث تدور المعارك هناك، مؤكداً أن القوات المسلحة توجد بالمدن الرئيسية الثلاث (أبوجبيهة – رشاد – العباسية). وتتفاوت مسافات تسلل قوات دولة الجنوب داخل الأراضي السودانية لأكثر من مائة كيلومتر من الحدود مع دولة الجنوب. مطالباً مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه الخروقات الخطيرة من قبل دولة الجنوب للقرار 2046، وإلزام دولة الجنوب بالوقف الفوري لعدوانها على أراضي السودان ودعمها للمجموعات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وأن تقوم فوراً بسحب قواتها الموجودة إلى الآن داخل الأراضي السودانية، وأكد دفع الله التزام الحكومة السودانية بتنفيذ القرار 2046 وإنها ما زالت إلى الآن هي الطرف الملتزم، وأنها ترجمت هذا الالتزام من خلال إعلان استعدادها للجلوس للتفاوض مع دولة الجنوب. في الاثناء تلقت الخرطوم دعوه من رئيس الاليه الافريقيه الرفيعه ثابو امبيكي للمشاركه في جلسه مباحثات مشتركه مع جوبا ، تعقد بالعاصمه الاثيوبيه اديس ابابا يوم "الثلاثاء" المقبل . واعلن ادريس محمد عبدالقادر، وزير الدولة السوداني برئاسه الجمهوريه رئيس وفد حكومه السودان للمفاوضات مع دوله الجنوب ، في تصريحات صحفية ، ان وفده اكمل استعداده بشان تلك الجلسه ، وتوقع ان تشتمل علي مناقشه الموضوعات الرئيسيه لجوله المفاوضات المرتقبه . واكد عبدالقادر ان وفده يحمل رؤيه واضحه تقوم علي اولويات حلول القضايا العالقه بين البلدين وعلي راسها القضايا الامنيه ، موضحا ان الوفد الذي يضم اللجنه السياسيه والعسكريه والامنيه برئاسه وزير الدفاع ، ورؤساء اللجان الاخري سيبدا باولويات القضايا علي صعيد الملف الامني والاتفاق علي القضايا الاخري . وفي السياق ، اكد السفير رحمه الله محمد عثمان وكيل وزاره الخارجيه السودانيه ان لقاء وفدي التفاوض من السودان وجنوب السودان سيعمل اولا علي تحديد شكل وطبيعه اجنده التفاوض قبل الدخول في اي مفاوضات . وجدد حرص السودان واصراره علي ان يكون الملف الامني هو الموضوع الاول الذي ينبغي حسمه ، واستبعد اي لقاء يجمع بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في الوقت الحالي ما لم يتم طي الملف الامني نهائيا مع الوصول الي تفاهمات حول القضايا محل الخلاف . من جهة أخري أعلنت اللجنة المشتركة لإدارة” أبيي” المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه أن الأسبوع القادم سيشهد تغيير القوة الأثيوبية التابعة للأمم المتحدة المنتشرة بمنطقة أبيي بعد قضائها المدة المحددة لها , لتحل مكانها قوات أخرى من أثيوبيا. وأشاد رئيس اللجنة الخير الفهيم المكي في تصريح امس بالدور الذي قامت به القوات التي سيتم تبديلها لخدمة المواطن وتوفير الأمن والمساعدات الإنسانية للمنطقة ، موضحا أن وجود القوات الأثيوبية بأبيي يأتي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية موظفي الأممالمتحدة ، وحماية المدنيين من التعرض للعنف وحماية المنطقة من أي توغل من قبل أي عناصر غير مرخص لها . من جانبه رحب وزير مجلس الوزراء السوداني، أحمد سعد عمر بالمبعوث البريطاني الجديد الى السودان روبن جوين خلفا لمايكل ديرر. وأعرب الوزير، في تصريح صحفي امس، عن أمله أن يكمل المبعوث الجديد ما بدأه المبعوث السابق الذي بذل جهدا كبيرا من أجل إحلال السلام والاستقرار بدارفور وحل القضايا العالقة مع دولة الجنوب. وأضاف: إن القضية بين الخرطوموجوبا لا تحل بالانزلاق في متاهات الحروب والصراعات التي تستنزف الإمكانيات البشرية والمادية للبلدين. وأشار، الى حاجة البلدين المتجاورين الماسة للتعايش السلمي المبني على الثقة والتعاون المشترك وإعلاء صوت العقل والمسئولية للوصول إلي صيغه تعايش وجوار وإخاء تمكن من توجيه طاقاتهما وإمكانياتهما المادية لتنمية وتطوير وإستقرار مواطني البلدين والمنطقة والقارة الافريقية.