نصر الله أوضح الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "الكل يعلم أن الهدف من حرب تموز كان سحق المقاومة وإخضاع لبنان كجزء من متغيرات كبرى يحضر لها في المنطقة لاقامة شرق اوسط جديد والحاق لبنان والمنطقة بالمحور الاميركي". ولفت في كلمة القاها في إحتفال "الوعد الأجمل" الذي يقيمه "حزب الله" بمناسبة إنتهاء مشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية الى أن "الحرب فشلت في تحقيق أي من أهدافها"، متسائلا "لماذا يلجأ الاسرائيلي الى هذا القدر من التدمير ولماذا لا يكتفي باستهداف المواقع العسكرية؟، هل هناك حاجات عسكرية؟. ما يرتكبه العدو الاسرائيلي في هذا المجال وما يلجأ لهذا المستوى من التدمير بمثابة "جرائم حرب" لأن الاسرائيلي لديه نظرية تقول إن البيئة الحاضنة يجب أن تدفع ثمن خيارها والمقاومة هي بنت بيئتها". وتابع "العدو الاسرائيلي يتعمد تحويل حياة الناس الى جحيم، لكن في مقابل هذه الحرب التدميرية، كانت هناك مقاومة ومواجهة مقاومة أمنية وكان هناك مقاومة إعلامية هناك حرب الاعمار والثبات وحرب البقاء في الارض. نحن نحتفل كما إحتفلنا في 22 ايلول 2006 ب"الانتصار الالهي الكبير" واليوم نحتفل بإنتصار الاعمار على حرب التدمير بل هو إحتفال الصمود، الحياة في ظل وجود الاحتلال ليست حياة بل موتا"، معيدا الى الأذهان أنه "في الايام الاخيرة من حرب تموز كان واضحا أن الحرب تتجه الى النهاية وأن العدو ليس لديه القدرة على المتابعة، وبالتالي فإن "الذين راهنوا على أن نخسر ووجدوا أن الحرب فشلت ذهبوا الى مكان آخر، وكانت عودة مئات الالاف من المهجرين الذين غادروا بيوتهم وعادوا بإرادتهم، وأصحاب الوحدات السكنية عندما أصروا على أن يعاد بناء بيوتهم، كان لبنان ما يزال في دائرة الخطر الاسرائيلي كما في كل المنطقة". واستطرد "هناك من يراهن عند توقف الحرب على دفع الامور الى أزمات إجتماعية. من هنا لم ننتظر الدولة لأن الدولة بغض النظر عن إمكاناتها فهي بطيئة وستحتاج الى الوقت. وكان أن إستجاب أية الله السيد علي خامنئي لهذا الامر كما كانت إستجابة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، لدفع التعويضات وقدمت دعما ماليا ومساعدات". وإذ أشار الى أن "أهم ملف بعد نهاية الحرب كان إيواء المهجرين وإعادة الاعمار والترميم"، لفت الى أن "أكثر من 100 ألف وحدة سكنية"، منوها الى أنه "تم إنجاز الجزء الاكبر من ترميم المنازل خلال الاشهر القليلة للحرب وهذا حصل بمساعدة أموال ايران، إعادة إعمار المنازل والبيوت، بشكل طبيعي المفترض أن تأتي الدولة بالمساعدات وتأتي بموازنات ونحن لدينا أزمة دولة في لبنان نابعة من أزمة النظام في لبنان وهذا بحث يطول". وزاد في السياق ذاته، "لقد تشكلت لجنة وقدمت أفكارا من قبل الجهات الرسمية ولكن لو اعتمدت تلك الافكار لكنتم ما زلتم خارج بيوتكم حتى اليوم ولكن الدولة لم تكن متعنتة، ولم يكن واضحا التمويل من الدولة، ما استوجب أن يكون لدينا مالا نبدأ به"، مسجلا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري "دورا كبيرا في انجاز هذا الاتفاق وهذا القرار واقناع الجانب الحكومي بهذه الفكرة. وبفضل بري بدأت تدفع التعويضات ومن خلال موافقته على أن نقوم من خلال مشروع "وعد" على إعادة إعمار الضاحية. نحن ذهبنا الى هذه المغامرة لثقتنا بأمور كثيرة أولا هو أن لدينا مشروعا بديلا، كما أن ثقتنا بالناس أنهم في غالبيتهم سيتقبلون فكرتنا بإعادة الاعمار". وأوضح أن "إيران قدمت دعما ماليا وأنشئنا صندوقا من أجل هذا المشروع، غير أن "حزب الله لم يلزم أحدا بالمشروع، سيما وأن مهمته في إعادة البناء كانت صعبة. وكان الموضوع معقدا". واستطرد "نحن لم نعرف مال أي من الدول العربية التي قدمت دعما ماليا لإعادة الإعمار بعد حرب تموز، سيما وأن هناك أموالا قدمت لتنفق في الضاحية. وأقول أيا تكن الدول العربية الذي وصل مالها الى الاهالي نتقدم لها بالشكر وشكر خاص لايران شعبا ورئيسا لأن لو المال الايراني لما أنجزنا الإعمار في هذه السرعة". وأكد على المعنى الكبير للمعركة، خلال حرب تموز وفي منطقة العمليات الصغيرة حيث شنّ العدو عشرة الاف غارة سكنية، منها ثلاث آلاف غارة مروحية هذا في الحرب على المقاومة في لبنان فقط، وهذا ما يبين حجم الغضب والحقد عنده"، لافتا الى أن "مجموعة الطلعات الجوية للطيران الحربية بلغت ال 15500 طلعة، كما أن الدول العربية: مصر، سورية، الضفة الغربية،غزة، الاردن، كلها كانت مسرح عمليات". ومن هذا المنطلق، دعا السيد نصرالله الدول العربية الى "مد يد المساعدة في غزة لتمكين أهلها من إعادة بناء بيوتهم"، موضحا انه "فليقدم المال لأهل غزة وليتدبر أهلها شؤونهم، حيث لا يجوز أن يبقى أهل غزة مهجرين"، لافتا الى أن "هناك إمكانية في غزة إذا توافر المال لاعادة بناء القطاع". وأكد "وجوب أن نتذكر وأن نعبر عن تضامننا ووقوفنا الى جانب الاسرى في السجون الفلسطينية، والمضربون عن الطعام الذين يحتاجون الى تضامن حقيقي". ولفت في هذا الإطار الى أن "أحدا في الجامعة العربية ولا في الاتحاد الاوروبي ولا في الاممالمتحدة لم يحرك ساكنا تجاه المضربين عن الطعام. لا أريد أن أدخل في أدانات بل أناشد الحكومات العربية والعراق بما أنه رئيس القمة العربية، الوقوف وقفة جليلة تجاه الاسرى والقيام بمبادرة لرفع الموضوع الى مجلس الامن". في سياق آخر، وحول تشكيل ما يسمى بحكومة "وحدة وطنية" في اسرائيل، رأى السيد نصرالله أنه "مؤشر يجب التوقف عنده، وهذا مؤشر يجب أن يدرس". وتساءل في هذا المجال، "الى متى يجب أن يستمر معاناة سكان مخيم نهر البارد.. يجب أن نحذر من مشروع تحويل اللاجئين الفلسطينيين الى جالية وهذه خدمة للمشروع الاسرائيلي"، مؤكدا رفض تحويل الفلسطينيين الى جالية ويجب إعطاؤهم حقوقهم كلاجئين وهي حقوق محقة". كلمة السيد حسن نصرالله جاءت في احتفال "الوعد الأجمل" في اختتام أعمال "مشروع وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية.