بعض المعارضين السوريين لا يحترمون الثوار ...كل بطريقته الخاصة وهذه السطور ستصف صنفا أو طريقة لبعض بعضهم وكيف يستخفون بالثوار. وستصف سطور أخرى طرق الآخرين طريقة بعد طريقة لنرى ما هي الطريقة الأشد في الاستخفاف تجاه الثوار . الثورة السورية المباركة ثورة ربانية فطرية غير محزبة ولا مكتلة خرج الثوار فيها من المساجد عامدين متعمدين . والوضوح في ذلك شديد والشعارات بارزة تتكرر ..ثورة لم تكن لتقوم لولا مفهوم "كيف نخشى غير الله كل الوقت لأقصى حد" والثوار يعلون ويعلنون ويكررون :لبيك لبيك يا الله.... هي لله ... مالنا غيرك يا الله.. لن نركع الا لله.. وجعل الثوار التكبير هتافا وإعلانا ورمزا بل شعارا للثورة كلها . ورغم كل ذلك وغيره أصربعض العلمانيين على ان الثورة لا علاقة لها بالدين أو بالاسلام .,.علمانيون لا يعلنون الإلحاد ولكنهم يشيرون اليه في كل حين بصيغ مختلفة ملفوفة.. علمانيون متطرفون اقصائيون أُجبروا على التسليم بالديمقراطية لسورية المستقبل ولكنهم يعتقدون أن الشعب غاطس في مستنقع الدين وأن خيارات الشعب يجب أن تُوجّه وتُشرط . سمع واحد من علمانيي المعارضة السورية بدعوات للجهاد لصد هجمات كتائب الحقد الأسدي الأسود فقال لا بد من ضرب القمع بالحديد ولكن لا تسموا ذلك جهادا ولا تستخدموا اي مصطلح ديني لأن ذلك يجعل الثورة مواجهة بين الكفر والايمان بدل أن تكون مواجهة بين الحرية والاستعباد واشد الغرابة ان يدعي هذا المعارض الاطلاع والعقلانية ولا يصل الى مفهوم ظننته قد تجلى منذ زمن بعيد أن عدم الخضوع لغير الله والتحرر حتى من سلطة رجال الدين هو معنى الاسلام بعموم اللفظ وخصوصه. لقد أقفل هؤلاء اذهانهم وأقفلوا مفاهيمهم على ما سمعوه من مصطلحات ودلالات يوم ان سمعوها اول مرة وعبثا تحاول أن تشرح لهم أن ما فُهم في غابر الزمان يوم كانوا شبابا كان فهما خاطئا وأن تفسير كل الامور على مقياس الكفر والإيمان فيه سطحية وسذاجة فمحاربة الاستبداد في الاسلام أصل وفعل لا ينتظر فيه أن يُكفّر المستبد حتى يواجه ويُحارب. ومما لا شك فيه أن هؤلاء لا يعودون الى القرآن وما طبقه النبي للفهم والتحقق بل يجتزئون ما يسمعونه من المتحدثين بالدين ويجعلون كلامهم حجة حتى لو كانت مخالفات المتحدثين فاضحة بل هم يستبشرون ان سجلوا زلة او مبالغة أو مشادّة. ويتكلم هؤلاء ويتداولون مصطلح " المقدس" وكأنه كابوس أوقهر ويحاولون اقناع الناس بعزل المقدس عن الحياة وطروحاتها حتى لا يكون هناك حسب قولهم صدام مع المقدس وليتجنبوا أمرا يحدث فعلا وهوتبني البعض للمقدس ليكون ستارا لهم يقيهم النقد والمساءلة. ولم يفقه العلمانيون هؤلاء ولا أظنهم سيعقلون قريبا أن المقدس هو الضامن للحريات وممارستها وأن لا مجال بعد اليوم لكائن من كان أن يتمترس خلف المقدس ليحمي تسلطه أو استباحته ...ولم يعط المقدس يوما لأحد حصانة أو استثناءا أو تبريرا ..الى درجة أن بلّغ النبي الكون بأسره أن لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقُطعت يدها. وقد يتساءل قارئ أين التفريط في احترام الثوار فيما سلف ؟ إن التفريط يتجلى في أكثر من أمر: فلا يليق أبدا أن يعلن الثوار هويتهم مرارا ويؤكدونها تكرارا ثم يأتي من ينفيها ويزورها بل لا يعترف بهذه الهوية رغم ادعائه مناصرة الثوار وتأييدهم . ولا يليق أن يشار الى ضرورة توجيه الثوار ليكونوا بعيدين عن ( منزلقات الدين والمقدس ) كما يسميها العلمانيون المتطرفون رغم أن الثوار جعلوا من مفاهيم الدين ثورة وتحرر و علموا العالم معاني الدين المعاصرة من خلال ثورتهم وعلى نحو غير مسبوق . ولا يليق أن يشبر أي سياسي معارض سواءا كان كاتبا محترفا أو أكاديميا متفلسفا الى أن الثوار ينقصهم الوعي السياسي اوالإدراك الفكري أو العقل النقدي المنظم . ومن اللائق أن يتوجه كل المعارضين المؤيدين للثورة مع هوية الثوار الفطرية العامة وأن يستخدموا مصطلحاتهم الثورية وهتافاتهم الربانية غير المحزبة وأن يعترفوا للثوار بكثير من الامور التي فعلوها وهم يفجرون ويستمرون في أعظم ثورة شعبية تحررية منذ قرون ... عاشت الثورة السورية المباركة وسلام على ثوارها وشهدائها .. والله أكبر .