عقدت اللجنة التحضيرية لمهرجان الشباب والحرية الدولي للأفلام التسجيلية وبالتعاون مع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ندوة بعنوان "قضية القدس في المشهد الثقافي الفلسطيني" تم خلالها مناقشة الأوضاع الحالية التي تعيشها مدينة القدسالمحتلة ومكانتها في المشهد الثقافي الفلسطيني. وحضر الندوة د. عبد الفتاح أبو زايدة الكاتب والناقد الأدبي, والمخرج فريد شاهين, وأ. بسام مهرة منسق لجنة القدس في الكلية الجامعية, م. صابر عليان عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان, بالإضافة إلى لفيف من المهتمين والمثقفين وطلاب وطالبات الكلية. وتحدث أ. مهرة عن تاريخ وجذور مدينة القدس وما تتعرض له من انتهاكات واعتداءات صهيونية وقال: "إن مدينة القدس ومقدساتها تتعرض لهجمة صهيونية شرسة ومنظمة تستهدف النيل من تاريخها العربي والإسلامي العريق وإكسابها الطابع اليهودي". من جانبه تحدث د. أبو زايدة عن مكانة القدس في الأدب الفلسطيني وقال: "إن مدينة القدس أكبر من كلماتنا وأشعارنا وأقلامنا وهي أكبر من ما تم إعداده سابقاً وما سيتم إعداده في المستقبل", مطالباً كافة الكتّاب والأدباء والشعراء الفلسطينيين بضرورة الإرتقاء إلى مستوى ما يحدث في مدينة القدس. وأضاف: "أن الكلمة أصبح لها تأثير بالغ في العالم ومن الضروري استغلال ذلك لإيصال رسالتنا للعالم أجمع وإقناعه بعدالة قضيتنا وتعرية الافتراءات الصهيونية السوداء التي تسيطر على العالم". وشدد على ضرورة إدارة الصراع مع الإحتلال الصهيوني على المستوى الثقافي إلى جوانب أشكال وأساليب المقاومة الأخرى, مؤكداً على ضرورة حماية الثقافة المقدسية العريقة والمحافظة عليها. بدوره تحدث المخرج شاهين عن الإعلام الفلسطيني ودرجة مواكبته لما تتعرض له المدينة من تعديات وتهويد مؤكداً أن الإعلام الفلسطيني والعربي يتسم بالآنية والسطحية خلال تعاطيه مع قضية القدس, مطالباً وسائل الإعلام بضرورة تخصيص مساحات كافية لتناول طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني وطبيعة الحياة التي يعيشها أهالي القدس ومعاناتهم في ظل الإحتلال. وشدد شاهين على ضرورة إيجاد إعلام فلسطيني مستقل موجه لمخاطبة العالم بلغة بسيطة تظهر الصورة الحقيقية لما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والتصدي للوبي الصهيوني الذي يسيطر على الإعلام الدولي. من جانبه قال م. عليان "إن المهرجان يسعى إلى تعزيز ثقافة المقاومة الفكرية وتوجيه جهود الإعلاميين والمخرجين وشركات الإنتاج الفني والإعلامي نحو إنتاج الأفلام التسجيلية التي تتناول قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضية القدس على وجه الخصوص", مؤكداً أن إدارة المهرجان خصصت جائزة مالية بقيمة ألفي دولار ستمنح لأفضل فيلم تسجيلي يتحدث عن القدس.