طارق الخولي قبل هوجة 25 يناير بسنين ظهر مجموعة من المخربين من أصحاب الأجندات.. والذين يحصلون على الدولارات.. من الذين يسموا أنفسهم شباب 6 ابريل وكفاية وأخوتهم.. سعوا فى الأرض فسادا وطالبوا بإسقاط الأب.. القائد.. الزعيم.. المقاتل.. فخامة الرئيس حسنى مبارك.. الرجل الوطنى الذى رفض على مدار سنوات أن ينفذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية فى مصر والشرق الأوسط.. وتركت الأجهزة الأمنية هؤلاء الشباب المخربين ولم يتعرضوا لهم على مدار سنوات.. حيث لم يتعرض اى احد منهم للقتل.. أو الاعتقال.. أو تعذيب.. أو حتى اهانه على يد الأجهزة الأمنية.. حتى تسببت هذه المعاملة الرحيمة إلى تجرؤ هؤلاء الشباب وغيرهم حيث خرجوا يوم 25 يناير 2011 فى تظاهرات سلمية.. اتضح فيما بعد أنها مؤامرة كبيرة لإسقاط الدولة عن طريق إسقاط نظام مبارك الذى عمل على مدار سنوات على راعية الشعب.. حتى أصبحنا من أكثر الشعوب ثقافة وتحضرا.. حيث اختفى الفقر.. والبطالة.. والقمع الأمنى.. ولم تتمكن شبكة الفساد من أن تسيطر على مؤسسات الدولة. وتطورت الأحداث ورحل الرئيس مبارك من سدة الحكم بعد ضغط هؤلاء الثوار المتآمرين الذين ضحى بعضهم بأنفسهم فى سبيل إسقاط الوطن.. وجاء المجلس العسكرى - الذى آمن بالثورة - إلى الحكم.. وتبلور إيمانه فى أفعال اقل ما توصف بالوطنية والتاريخية.. وأدار الأمور بقدر عالى من الحنكة التى تسببت فى مواجهة الفتن.. وحقن دم المصريين.. إلا أن هؤلاء الثوار المخربين استمروا فى مؤامرتهم الكبيرة لإسقاط الدولة. وبما أن الثورة حكمت على مدار المرحلة الانتقالية.. وترك للثوار مهمة إدارة شئون البلاد.. بدءوا فى وضع برنامج كامل لإسقاط مصر.. حيث قاموا بزرع بذور الفتنة بين القوى الوطنية والثورية.. وعملوا على إقامة حالة من الانفلات الأمنى والتدهور الاقتصادى.. حتى وصل الأمر إلى أنهم استأجروا أصابع خارجية لقتلهم فى التظاهرات.. وامتد الأمر إلى جلب طرف ثالث لا يعرفونه لحرق المجمع العلمى الذى تم إنقاذه بتضافر الجهود.. حيث ارسلت طائرات حربية لإطفائه كما حدث من قبل فى واقعة احتراق مبنى مجلس الشورى فى عهد الزعيم مبارك. وفى ظل هذه المخططات التى أقامها الثوار لإسقاط مصر.. ظهر عدد من المواطنين الشرفاء.. الذين خرجوا على قلب رجل واحد يبكوا على وضع الأب حسنى مبارك فى القفص.. وكيف أن هؤلاء الصبية الثوار.. أهانوا شيخا كبيرا.. فمن الطبيعى أن يقتل الأب أبنائه.. لكن ليس من الطبيعى أن يحاسب الأب.. ثم سريعا ما تحدثوا عن الاستقرار.. وعجلة الإنتاج.. وعن الدور العظيم الذى لعبه المجلس العسكرى فى حماية الثورة.. بل ذهبوا إلى أن المجلس العسكرى هو الذى قام بالثورة.. قياسا على انه لولا الضربة الجوية الأولى للرئيس مبارك لما انتصرنا فى حرب أكتوبر 73. وبناء على كل ذلك وتحت ضغط الأحاديث البراقة للمجلس العسكرى التى تخللها عدد من الكلمات مثل.. إسقاط الدولة.. وإسقاط الجيش.. والوقيعة بين الجيش والشعب.. وأيضا بناء على دور الداخلية فى تخير المصريين - طبقا للديمقراطية - بين أمرين إما أن تهان على يدى أو تقتل على يد بلطجى.. حدث المراد.. حيث خرجت تظاهرات ضخمة ترفع عدد من الشعارات منها.. آسفين لمبارك.. آسفين للمجلس العسكرى.. آسفين للداخلية.. آسفين للبلطجية.. آسفين أننا صنعنا ثورة.. آسفين أننا نتوق للحرية.