عبرت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون ، عن خشيتها من أن يؤدي التوتر الحادث الآن في علاقات الخرطوموجوبا الي حدوث مواجهة مباشرة . وبحثت جونسون خلال لقائها امس مع وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان ، التطورات الأخيرة في علاقات السودان وجنوب السودان ، والترتيبات التي تجري بمساعدة بعثة المنظمة الدولية في جوبا لاستخراج وثائق لأبناء دولة الجنوب الموجودين في الشمال تمهيدا لعودتهم الي بلادهم ، أو تقنين اقامتهم في السودان . والتمست جونسون في الوقت نفسه أن تنظر حكومة السودان بعين الاعتبار للأوضاع في حالة لم يتمكن عدد من رعايا دولة الجنوب من استكمال أستخراج أوراقهم الهجرية حتى انتهاء فترة توفيق أوضاعهم في الشمال في الثامن من أبريل القادم . كما تطرقت المسئولة الدولية لعدد من القضايا ذات الصلة بمهمتها في جوبا ، والتي تعتقد أن من شأنها الاسهام في تطبيع العلاقات بين الخرطوموجوبا ، مثل قضايا التجارة والسماح لمواطني البلدين على الحدود بالتحرك بدون قيود وفقا للعلاقات والمصالح التي ترتبط المجموعات السكانية الحدودية . من جانبه ، أعرب وكيل الخارجية السودانية عن ثقته في أن بلاده وجنوب السودان سيتمكنان من تجاوز أسباب التوتر الحالية ، وأن العلاقات ستصبح في وقت غير بعيد علاقات طبيعية ، مشيرا الي أن الحاجة الآن ملحة لوقف العدائيات واعادة بناء الثقة . وقال المسئول السوداني خلال لقائه امس في الخرطوم مع ممثلة الامين العام للامم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون ، إن أهم خطوات بناء الثقة المطلوبة هي التنفيذ الصارم لبروتوكول وقف العدائيات الموقع مؤخرا بين البلدين في أديس أبابا ، وقطع علاقة دولة جنوب السودان بجماعات التمرد السودانية ووقف دعمها لتلك الجماعات . وأشار الوكيل كذلك الى أهمية ترسيم ما اتفق عليه من الحدود ، حتى يصبح تحديد المعابر بين البلدين أمرا ممكنا ومن ثم يصبح تنفيذ بروتوكول التبادل التجاري بين البلدين الذي يجري نقاشه والتباحث بشأنه الآن أمرا ميسورا. من جانبها دفعت الحكومة السودانية بجملة من الأدلة والبراهين تؤكد تورط حكومة دولة الجنوب في دعمها لحركات التمرد الدارفورية عبر ما أسمته بمظلة الجبهة الثورية التي تم تكوينها مؤخراً. وقال د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني في تصريح له امس عقب لقائه هيلدا جونسون ، بحث الأوضاع في السودان والمنطقة وتوتر العلاقات بين السودان ودولة الجنوب وأسباب تعثر المباحثات بين الدولتين حول قضايا النفط وترسيم الحدود والجنسية موضحاً أن الحكومة تحرص على الوصول لحلول نهائية داعياً حكومة الجنوب للتحلي بروح المسئولية والجدية في التعاطي مع القضايا موضوع الخلاف وأضاف: الحكومة ملتزمة بالوصول لحل متى ما التزم الطرف الآخر بوقف وضع العراقيل وابتعد عن إثارة الاعتداءات العسكرية ودعم التمرد . وأوضح د. مصطفي ان هيلدا جونسون تسعى للوقوف على الحقائق من خلال لقاءاتها بالمسئولين السودانيين لتقييم الموقف بصورة نهائية مقدمة شكرها للحكومة السودانية على تمليكها المعلومات التي من شأنها توضيح صورة الخلافات بين السودان ودولة الجنوب داعية إلى أهمية الوصول إلى حلول نهائية من أجل استقرار شعبي الدولتين. من جانبه أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني عن استقرار الأوضاع الامنية فى منطقة بحيرة الابيض بولاية جنوب كردفان عقب الاحداث الاخيرة. وأوضح الصوارمي في تصريحات صحفية أن الجيش يواصل تمشيط المنطقة ، وأن قوات الجيش الشعبي التي هاجمت المنطقة لم تستول على مناطق بحيرة الابيض أو طروجى أو الأحيمر، وانه لا صحة لدخول المتمردين لهذه المناطق. وأضاف ان ماتم هو اشتباك بين القوات المسلحة التي صدت الهجوم عن المنطقة، مؤكدا أن الجيش السوداني يدرس تحركات المتمردين بدقة شديدة وان كافة حدود السودان مع دول الجوار مؤمنة تماما، والتوترات الوحيدة الآن على الحدود مع دولة جنوب السودان التي تقوم بتحركات عدائية لزعزعة الأمن والاستقرار واستطاع الجيش ان يتصدى لها وحقق انتصارات كبيرة عليها. وأكد الصوارمي ان الجيش السوداني يملك مقدرات عالية وحديثة تمكنه التعامل بحسم رادع مع مثل هذه التحركات العدائية، وطمأن الشعب السوداني بان الجيش يقوم بواجبه تماما حماية ودفاعا عن الوطن. من جانبه، أعلن احمد هارون والي ولاية جنوب كردفان أن الجيش تمكن من طرد متمردي الجبهة الثورية من منطقتي بحيرة الابيض وجاوا بعد هجومها الاخير عليها، مؤكدا أنه سيتم خلال فترة وجيزة القضاء على التمرد نهائيا في الولاية وتوقع اخبارا سارة في هذا الخصوص قريبا في ظل التطورات الايجابية التي تتم في مسرح العمليات الان حيث تجرى الترتيبات الان لاكمال العمل العسكري وبدء المهام الاخرى لتعزيز عمل الولاية. وكشف هارون عن لقاءات مهمة يعقدها حاليا في الخرطوم مع لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان ووزيري الدفاع والداخلية والرئيس السوداني لتأمين الولاية والحيلولة دون تكرار هجوم المتمردين المدعوم من دولة جنوب السودان من خلال وضع خطط امنية حاسمة في هذا الإطار.